«ممارسة لعبة فيديو لمدة 25 دقيقة يوميًّا قد تساعد الأطفال المصابين بنقص الانتباه...»، كان هذا مختصر نتائج دراسة ربما ينتظرها بعض الآباء؛ لأن نقص الانتباه هو أحد الأعراض الأساسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وقد يكون أحد أصعب الاضطرابات علاجًا.واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو أحد اضطرابات النمو العصبي الأكثر شيوعًا عند الأطفال، ما يضع عبئًا إضافيًّا على الأسر؛ بسبب التحديات المستمرة مع الانتباه والاندفاع، فيما يعاني الأطفال هنا من تأثر الأداء المدرسي، وصعوبة في الحياة الأسرية، مع شعورهم بالقلق أو الصورة الذاتية السلبية.وحسب الخبراء فإن هناك علاجات متوافرة، لكنها قد تكون باهظة الثمن، وقد تسبب آثارًا جانبية في بعض الأطفال، فيما أثبت العلاج السلوكي أنه مفيد، لكن قد يصعب على الأسر الوصول إليه، فيما تنفق بعض الأسر ببذخ على أمل مساعدة أطفالهم، وفي هذه البيئة فإن التدخل الذي يمكن للعائلات استخدامه في المنزل أمر مرحب به، وهو ما جعل الباحثين يفكرون في هذه النقطة خلال دراستهم الأحدث التى نشرت في مجلة لانسيت مؤخرًا.فمن المعروف جيدًا أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يحبون ألعاب الفيديو، ولذلك قام بالباحثون بالاستعانة بلعبة فيديو تستخدم كعلاج رقمي استقصائي طورتها مختبرات أكيلي التفاعلية في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم تصميم هذه اللعبة لاستهداف التداخل المعرفي؛ حيث يفكر الباحثون في الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ليس كأطفال لا يستطيعون الانتباه إلى شيء واحد، ولكن كأطفال لا يمكنهم التوقف عن الاهتمام بكل شيء، ومن ثم تكون هناك فائدة حقيقية إذا تمكنوا من الحصول على التحكم المعرفي في اختيار مكان توجيه انتباههم عندما يتنافس عليهما شيئان.ووفقًا للمصممين تم تطوير لعبة الفيديو للتحكم في إدارة المهام المتنافسة وتحويل الانتباه بينها بكفاءة ومرونة؛ لمعالجة العديد من المهام في وقت واحد، وخلال الدراسة تم اختيار الأطفال (348 طفل) بصورة عشوائية ممن تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا من المصابين بالاضطراب موضع الدراسة، مع وقف أي علاج كانوا يستخدمونها لهذا الاضطراب، ثم لعب الأطفال في المنزل لمدة 25 دقيقة في اليوم، 5 أيام في الأسبوع لمدة 4 أسابيع، وبعد هذه الفترة قام الباحثون بقياس متغيرات الانتباه، فلاحظوا تحسن مهم في الانتباه، مع الحد الأدنى من الجهد بين الآباء والآثار الجانبية المتمثلة في صداع أقل.لكن السؤال: هل سيتحسن طفلك مع لعبة الفيديو؟ وهل سيتحسن في واجباته المدرسية؟ وهل ستدوم النتائج أم سيتعين على الطفل مواصلة اللعب كل يوم؟ يعتقد الباحثون أن الدراسة واعدة، ولذلك يحاولون في الوقت الحالي الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية؛ لطرح اللعبة الجديدة للمستخدمين.
مشاركة :