نداءات لتعليق الحراك في الجزائر خشية انتشار فيروس كورونا

  • 3/18/2020
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تونس-(أ ف ب): تزايدت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعليق مسيرات الحراك الأسبوعية في الجزائر، ما يدفع المتظاهرين للبحث عن وسائل أخرى للاحتجاج تمكنّهم من تفادي خطر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد. ويوم الجمعة الماضي الموافق للأسبوع الـ56 على التوالي، خرج آلاف الجزائريين للتظاهر متحدين خطر الفيروس. وفي اليوم التالي فرقت الشرطة بضع مئات من المتظاهرين المتعنتين. ومع ذلك، فإن العديد من الشخصيات في هذه الحركة الاحتجاجية السلمية غير المسبوقة، دعت بشكل علني إلى تعليق المسيرات -التي جمعت مئات الآلاف من الجزائريين في ذروة الحراك -طالما أن خطر انتشار الوباء موجود. وكتب المحامي مصطفى بوشاشي أحد أبرز وجوه الحراك على صفحته على فيسبوك «الحكمة تستوجب تعليق المسيرات حفاظا على الصحة العامة بانتظار المستجدات. إنها الطريقة المثلى للمحافظة على حضارية الحراك مع التفكير جماعيا في بدائل». وكذلك بين المعارضين السياسيين، ندعو أيضا إلى «مسؤولية الجميع في جعل صحة الجزائريين هي الأولوية»، كما طالب محسن بلعباس، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. أما سعيد سعدي، الشخصية المعارضة المعروفة, فقال صراحة «في الثورة، يجب تغليب العقل على الشغف. لكي تعيش بحرية، يجب أن تكون على قيد الحياة». وهو رأي تقاسمه الوزير والدبلوماسي السابق واحد شخصيات المعارضة عبدالعزيز رحابي، كاتبا على تويتر «التعليق المؤقت للمسيرات، بسبب المخاطر الصحية، واجب وطني ويحفظ حقنا في التظاهر بحرية من أجل جزائر قوية واكثر عدلا». والنتيجة ان العديد من المنظمات الطلابية أعلنت في بيان مشترك إنها علقت مشاركتها في مسيرات يومي الثلاثاء والجمعة حتى لا «نتحمل مسؤولية انتشار المرض». واختارت وسائل الإعلام الداعمة للحراك نهجا مماثلا، وهكذا أوقف موقع «أنترلين» الإخباري تغطيته للحراك لأسباب أمنية، وكذلك الصحافي المستقل خالد درارني الذي اعتقل في عدة مناسبات. وكتب الصحافي على تويتر «أعلق تغطيتي لما فيه خير الجميع. سنعود أقوى من ذي قبل». وكشف أحدث بيان رسمي وفاة خمسة أشخاص وإصابة 60 آخرين في الجزائر بفيروس كورونا المستجد. وحتى وزير الصحة عبدالرحمان بن بوزيد لم يتوان عن الدعوة إلى وقف الحراك «فبغض النظر عن المطالب الشعبية التي أحترمها، يبقى الحراك قبل كل شيء تجمعا لأشخاص، قد يتواجد في أوساطهم من يحمل فيروس كورونا، ما قد ينقل العدوى للبقية. فالاستمرار في الحراك الشعبي يشكل خطرا من الناحية العلمية». وتأقلم بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع الواقع الجديد، بالسخرية من خلال تغيير شعارات الاحتجاج، فتحول الشعار الأكثر تردادا في التظاهرات «دولة مدنية وليس عسكرية» إلى «دولة مدنية وليس فيروسية». وتحول شعار «ترحلوا جميعا!» الموجه إلى الحكام إلى «نتربى جميعا!» الموجه إلى جميع الجزائريين بهدف دفعهم لاحترام قواعد النظافة، والحد من تحركاتهم وحماية الأكثر ضعفًا.  

مشاركة :