إعداد:زهير العربي، (وكالات) ضاعفت العديد من اقتصادات العالم الكبرى خلال الأيام الأخيرة من حزم الدعم التريليونية التي طرحتها ضمن خطط إنعاش الاقتصاد المتعثر بسبب فيروس كورونا المستجد، في محاولة للحد من الخسائر المتوقعة بالمليارات، بينما لا تزال أسواق المال والسلع والخدمات تعاني نزيف خسائر يضعها على حافة الانهيار، في ظل قطاعات اقتصادية وإنتاجية معطلة بالكامل، وشوارع مقفرة، وخوف متزايد، خصوصاً في أوروبا التي تواصل إجراءات الانغلاق كما حدث في بلجيكا، أمس الأربعاء، ما يضع علامات استفهام واسعة حول جدوى خطط الدعم والتحفيز المعلنة، وهل بإمكانها فعلاً، وقف الانحدار السريع نحو الهاوية الاقتصادية التي سقط فيها الاقتصاد العالمي؟أكدت كندا، أمس الأول الثلاثاء، أنها تعتزم طرح خطة دعم بقيمة 30 مليار دولار كندي، أو 1% من ناتجها المحلي، وإعلان وشيك على اتفاق مع الولايات المتحدة لمنع السفر غير الضروري، وغير المرتبط بالأعمال بين البلدين، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الأربعاء، عبر إغلاق الحدود مع كندا، ومنع السفر إلا للضرورة، مؤكداً أن حركة التجارة بين البلدين لن تتأثر، وقبلها بيوم أعلنت إدارته قدرتها على شراء ائتمان قصير الأجل بقيمة إجمالية تريليون دولار، وستوفر شيكات فورية ومباشرة لكل مواطن، على ألا يتم توجيهها لغير مستحقيها، وفي غضون أسبوعين، كما تضمنت خطة الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد تأجيل سداد التزامات الضرائب 90 يوماً، وبحد أقصى مليون دولار للشركات، و10 ملايين للشركات من دون غرامات تأخير، أو استحقاقات فائدة، بينما زاد زخم المبادرات، أمس الأربعاء، عبر إعلان مصرفيين ومتداولين في «وول ستريت» عن مشاركة تدابيرهم للعمل من منازلهم وإعدادهم ما أطلقوا عليه «عدة رونا» على الوسائط الاجتماعية، حيث يشكل العمل عن بعد تحدياً حقيقياً لهذا القطاع لما يحتاج إليه من سرعة، وسرية.من ناحية أخرى، نصح بيل أكمل، الخبير الاستثماري الرئيس الأمريكي ترامب، في تغريدة، بإغلاق الحدود، ومنح الجميع عطلة الربيع، قائلاً إن هذا سيجنب الدولة المزيد من الخسائر في الأرواح، ويحلّق بالأسواق عالياً، غير أن هذا لم يتحقق، إذ تتجه أعين العالم أجمع صوب ترياق، أو مصل يقضي على فيروس كورونا، ويعيد الحياة إلى طبيعتها في المدن، والعواصم العالمية، وهو ما لم يتحقق إلى الآن، ليلقي بمزيد من الغموض والرعب في الأسواق، والشوارع، على حد سواء. نكبة النقل تشاور وزراء النقل الأوروبيون عبر الفيديو، أمس الأربعاء، حول قطاع بات منكوباً بسبب الأزمة الصحية، فقد تضررت الرحلات الجوية بشكل كبير من وباء «كوفيد-19»، وإجراءات الإغلاق للحد من انتشاره، وتبدو الحكومة الإيطالية مستعدة لتأميم شركة الطيران الوطنية «أليتاليا» التي تواجه خطر الإفلاس منذ سنوات، وبشكل أشمل، قرر الرئيس دونالد ترامب، بعدما تأخر في الرد، دعم الاقتصاد ببرنامج مساعدة «جريء ومهم جداً» للشركات الأمريكية المتعثرة، لتبلغ خطة المساعدات نحو 850 مليار دولار، بينما تحاول، إدارته زيادة المبلغ إلى تريليون دولار.، وفيما أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يقوم بمهمة البنك المركزي، سلسلة من الإجراءات للتأكد من أن النسيج الاقتصادي يستفيد من آلاف المليارات من الدولارات التي يضخها منذ أسبوع، أعلن بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي مواصلته عمليات «الريبو» يومياً، بقيمة 500 مليار دولار، حتى تتمكن البنوك من تمويل العمليات، ليصل بذلك إجمالي المبالغ التي ضخها الاحتياطي الفيدرالي خلال الشهرين الماضيين فقط، إلى أكثر من تريليوني دولار، كما اقترحت وزارة الخزانة الأمريكية إرسال 500 مليار دولار إلى ملايين الأمريكيين، حيث يتم ارسال أول دفعة من الشيكات اعتباراً من 6 أبريل، فهل نجحت أموال «الفيدرالي» في حل أزمة الأسواق، وأعادتها إلى طريق الارتفاع؟ تحرك غربي أدت إعلانات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وإطلاقه خطة للإنعاش الاقتصادي، إلى طمأنة الأسواق، إذ أغلقت وول ستريت بورصة نيويورك على ارتفاع كبير مع كسب مؤشر داو جونز 5,17%، ومؤشر ناسداك 6,23%.وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس الأربعاء ضخ 55 مليار دولار كندي ضمن خطة لدعم الاقتصاد شملت توفير دعم للأجور وتأجيل سداد المستحقات الضريبية حتى أغسطس، فيما قدم البنك المركزي الأوروبي، أكثر من 100 مليار يورو من السيولة إلى المصارف. وفي المجموع، سحب 110 مصارف ما قيمته 109,1 مليار يورو من العملة من البنك المركزي، وتندرج عملية إعادة التمويل هذه، وهي الأولى من أصل 13 مقررة حتى منتصف يونيو/ حزيران، في إطار حزمة إجراءات أعلن عنها قبل خمسة أيام، وأعلنت إيطاليا الدولة الأكثر تضرراً حتى الآن بالوباء بين بلدان الاتحاد الأوروبي، عن خطة بقيمة 25 مليار يورو. وفي فرنسا، أعلنت الحكومة عن تأجيل، أو إلغاء سلسلة من الرسوم بقيمة 32 مليار يورو، لشهر مارس/ آذار، وحده. وهذا المبلغ يشكل الجزء الأكبر من خطة «فورية» بقيمة 45 مليار يورو، أعلنها الثلاثاء وزير الاقتصاد برونو لومير، ولم يستبعد رئيس الوزراء، ادوار فيليب، من جهته، تأميم شركات في حال الضرورة، أما إسبانيا فقد أعلن رئيس حكومتها، بيدرو سانشيز، أمس الأول الثلاثاء، أن الدولة ستضمن قروضاً بقيمة مئة مليار يورو للشركات.من جهتها، ستقدم لندن ضمانات من الدولة لقروض إلى الشركات بقيمة 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، وهو مبلغ يمكن أن تتم زيادته في حال الحاجة إلى ذلك، كما ستقدم مساعدات بقيمة عشرين مليار جنيه، كما أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون. دور بلجيكا يحرك أصحاب القرار السياسي المليارات في عالم بات في حالة توقف، ويتعلم العيش في المنزل. وجاء دور بلجيكا التي بدأت إجراءات الإغلاق اعتباراً من ظهر أمس الأربعاء، وألزمت الشركات التي لا تستطيع تنظيم العمل من المنازل، بأن تؤمّن لموظفيها «احتراماً صارماً في المسافات» في مكان العمل، ووسائل النقل، كما ذكرت رئيسة الحكومة، صوفي فيلميس، التي تحدثت عن «غرامات كبيرة»، وحتى إغلاق إداري لأي رب عمل لا يحترم تحذيراً أول في هذا الشأن.
مشاركة :