هل صحيح هذا المثل القائل لو أن الحماة رضيت عالكنّة كان إبليس دخل الجنة؟ وهل أن العلاقة بين الحماة والكنَّة هي من أصعب العلاقات وأخطرها؟ ولماذا هذا العداء التاريخي بين الحماة والكنَّة؟ ولماذا تبقى العلاقة بينهما محكومة لـ سهولة الكلام وصعوبة التطبيق؟ وهل يمكن إيجاد قواسم مشتركة تُنهي هذه القضايا بينهما؟ وهل من سبيل لإنقاذ تلك العلاقة وجعلها إيجابية؟ العلاقة بين الحماة والكنّة من المعروف أن العلاقة بين الحماة والكنَّة ليست علاقة جيدة على مدار التاريخ، فإذا كانت الكنّة طيبة تكون الحماة شريرة والعكس صحيح، وقد انتهت العديد من الزيجات إلى الطلاق لأن كثيرا من الرجال يتعب من هذا الصراع فهو لقلة خبرته ووعيه لا يستطيع الإمساك بزمام الأمور فيهرب بالتخلص من الزوجة وطلاقها. وإن إنهاء المشكلة الأزلية بين الحماة والكنة يعود إلى الرجل وشخصيته بحيث أنه بالحكمة والعقل وقوة الشخصية يفرض وجوده على الأم والزوجة وليعيش مرتاح البال. وعنصر نجاح أو فشل هذه العلاقة يعتمد على التواصل بين الطرفين المبني على الإحترام المتبادل ومراعاة شعور الآخر. وعلى الرغم من سهولة الكلام إلا أن التطبيق يبقى صعباً ولكن الوصول إلى علاقة جيدة ليست مستحيلة أبداً. شكاوى الكنّات تشكو السيدة ر. ب 33 عاما من تصرفات حماتها التي تعيش معها في المنزل نفسه وتعّدُّ عليها أنفاسها. ولكنها تقول: مضطرة لتحملها لأنني أحب زوجي ولا أريد أن أخرب بيتي بيدي. أما السيدة أم عادل 35 عاما، فتعتبر أن حماتها هي أسّ المشاكل بينها وبين زوجها، وتضيف أن زوجها أكثر من مرة أراد أن يطلقها بسبب والدته. وقالت السيدة ن. س 38 عاما إن الحرب بينها وبين حماتها لن تهدأ حتى تموت.. وتذكر كم من المشاكل التي حصلت بينها وبين زوجها بسبب حماتها، وهي التي كانت تقنع ابنها للزواج بأخرى، حتى فعل ذلك !! أما ل. ع 36 عاما فتتحدث عن حماتها بالكثير من الأسى، فهي التي من أعمالها أجبرتها وزوجها على ترك منزلنا وتقسيط آخر، وظلت تلاحقنا في أفعالها حتى اعتدت على ذلك وتضيف حماتي لم تقتنع حتى هذه اللحظة بأن ابنها تزوج وبدأ حياته المستقلة، وأنني أسعى لكي أشعر بكياني المستقل وأتمتع بحياتي الجديدة. ولا أخفيك أنني بتّ مقتنعة بالمثل الشعبي: إنِكوي بالنار ولا حَماتي تقعد معي بالدار. شكاوى الحموات وفي المقابل توجد زوجات متسلطات لا تعاملن حمواتهن باحترام، وإذا سألتها الحماة تقول لها: لا دَخْلَ لكِ في أموري! وبعض الزوجات ـ كما تتحدث حمواتهن ـ تُريد أن تأخذَ سكنًا بعيدًا عن الأهل، لتعيشَ فيه وحدَها، علمًا بأنَّ زوجَها لا يستطيع شراء بيت خاصٍّ بها. وهي تريد السيطرة على البيت، فتفتعل المشكلات وتُلقيها على الحماة، وترى أنه على الحماة أن تتقبَّلَ هذا، ولا تجلس مع حماتها على الطعام. وإذا أرادت الخروج لا تخبر حماتها وكأنها غير موجودة، مع أنني أعاملها كإبنتي، كما تقول إحدى الحموات. وتقول الحاجة أم محمد (إحدى الحموات): تنزعج كنّتي مني ومن تصرفاتي رغم أنني احترم خصوصيتها واستقلاليتها، وأسعى لعدم التدخّل في حياتها وحياة ابني وتتساءل: لا أعلم لماذا كنّتي لا تكون حريصة على معاملتي معاملة حسنة؟!!. وتضيف الحاجة أم محمد قد يكون الإنسان يحمل طباعاً مزعجة، إلا أننا يجب أن نتحمّل بعضنا البعض، وأن نتصرف بعقلانية وبروح طيبة، لعل الله يُغيّر من عقلية كنّتي التي تنتقد ابني ـ أي زوجها ـ، في حضوري، ودائما ما توجّه لي الانتقادات وخصوصاً في ما يتعلق في منزلي أو طريقة طبخي، وأكثر ما يزعجني إنزعاجها من زيارتي لمنزل ولدي. وتُوضّح أنه ربما يعزّز خوف الكنّة من حماتها، المسلسلات والأفلام التلفزيونية التي تظهر الحماة كامرأة متسلّطة تلحق الأذى بكنّتها عوض احتضانها واعتبارها بمثابة ابنتها. وتضيف لكن، نشهد حالياً تغييراً ملحوظاً بشأن علاقتي مع كنّتي، إذ نحاول معا تفهّم بعضنا البعض للعيش بسلام ومحبة. مسؤوليات ويرى علم النفس الإجتماعي وعلم النفس العائلي، أنّ الكنّة تنظر الى زوجها بنظرة تَملكية نوعاً ما، وتعتقد أنّ علاقته بأمّه قد ضعفت إثر زواجه، ومن جهتها لا تقبل الأم فكرة إعطاء ابنها الذي وَلدته ورَبّته لامرأة أخرى ومشاطرته معها، وهذا ما يخلق صراعاً بين الكنّة وحماتها. ودليلاً على أهمية قضية الحموات والكنّات، قامت إحدى مدارس الهند منذ عامين بتعليم الفتيات اللائي هن في مقتبل العمر، كيف يصبحن زوجات أبناء مثاليات، في محاولة للحد من نسبة حالات الطلاق المتصاعدة في الهند. وأنهت أكثر من 4 آلاف فتاة بنجاح الدورة التي استغرقت 3 أشهر بمركز مانجو سانسكر في يوبال. وأوردت صحيفة إيشيان نيوز إنترناشيونال أن الدورة تهدف لتدريب الفتيات على القيم الأسرية وغرس روح التعاون الأسري في نفوس زوجات المستقبل حتى تعكس صورة مثالية لزوجة الابن، وحتى يتسنى لها الانخراط في الوعاء الجديد، وتصبح كأنها واحدة من أفراد أسرة زوجها تتألم لآلامهم وتفرح لفرحهم. تفادياً للخلاف نورد أبرز التصرّفات «الذكيّة» التي يجب أن تقوم بها الكنّة لتفادي الخلاف مع حماتها؟ التعرّف إلى الحماة جيداً، والتقرّب منها، وكأنّها وَلَدتها. زيارة الحماة باستمرار وإيجاد طريقة فعّالة للتواصل معها ومناقشة موضوعات تهمّها، كالموضة أو الطبخ أو حياكة الصوف أو التربية. احترام الكنّة لحماتها فهي بطبيعة الحال أكبر منها سنّاً وهي والدة زوجها، وعليها أن تعتبرها امّها الثانية لا منافِستها. مساعدة الحماة ومساندتها في المصائب أو الأزمات الصحية، فذلك يقوّي العلاقة بينهما ويدعمها. على الزوجة مشاركة زوجها بالزيارات العائلية، فلا تشعر الأمّ أنّ كنّتها أفقدتها ولدها. تخصيص وقت للحماة: ويعني ذلك اصطحابها إلى حدائق عامة أو إلى مطعم. إستقبال الحماة: يمكن للكنّة دعوة حماتها إلى منزلها ويمكنها أن تحضّر لها أطباقاً تحبّها، ومعاملتها بلطف واحترام ومحاولة عدم اصطناع المشاعر. التخلّي عن روح المنافسة: من أهم الخطوات التي يمكن للكنّة اتخاذها هي التخلّي عن روح المنافسة لتتمكن من النظر إلى حماتها على أنّها أمّ ثانية لها، وعدم توجيه الملاحظات القاسية لها. كذلك على الكنّة محاولة تفهّم غيرة حماتها على ابنها، خصوصاً أن الغيرة (غير المفرطة) هي أمر طبيعي. أعباء كبيرة وفي المقابل، يقع على عاتق الحماة عبء كبير في توجيه ونصح زوجة الابن بكل ما يفيدها في حياتها الزوجية وتسعى قدر المستطاع لتنحاز إليها في المشاكل الزوجية أكثر من وقوفها بجوار ابنها، وإذا أخطأت الزوجة تحاول التخفيف من حدة الموقف حتى لا تتفاقم المشكلة. ولكن وفي حال استحالت العشرة بينهما، يجب اللجوء إلى خيار التباعد بين زوجة الإبن والحماة، للبعد عن المشاكل الاجتماعية، ولخلق حياة هادئة بعيدة عن المناوشات العائلية ومبنية على الحوار الإيجابي والمحبة.
مشاركة :