فيما علّق فيروس «كورونا» في مصر كثيراً من النشاطات، أبرزها نشاط جامعة الدول العربية، سيكون المصريون غداً على موعد مع خطبة جمعة موحدة، تركز على مكافحة الفيروس بـ19 لغة، واحدة منها الإشارة، بالتزامن مع تجويز وزارة الأوقاف الصلاة في المنازل، في حين اندفع الناس إلى مساعدة بعضهم بعضاً، لينشئوا ما يشبه «بورصة تبرعات». وأعلنت الأمينة العامة المساعدة، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية في الجامعة العربية، تأجيل نشاطات الجامعة حتى نهاية أبريل (نيسان) المقبل في «إطار الحرص على اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للحفاظ على سلامة الموظفين، إضافة إلى العمل بنصف القوة العادية، وبالتناوب اليومي، ووقف العمل بنظام البصمة، واستبداله بنظام التوقيع، وتعقيم مبنى الأمانة العامة بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية، واستخدام وسائل تنظيف اليدين المعتمدة من الوزارة». وأوضحت أبو غزالة أن الأمانة العامة تصدر تحديثاً يومياً بشأن عدد حالات الإصابة والوفاة المؤكدة لمرض الفيروس إلى قطاعات الأمانة العامة المختلفة كافة، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. إلى ذلك، أجازت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد «الأخذ بالرخصة في الظروف الراهنة لمواجهة كورونا، وعدم حضور صلاة الجُمع أو الجماعة بالمساجد»، مؤكدة أن «أولوية الرخصة للمرضى وكبار السن؛ لكن من أراد الحرص على الجماعة من هؤلاء، فلا حرج أن يصلي جماعة بأهله في منزله». وأعلنت الوزارة تخصيص خطبة «الجمعة الموحدة» في مساجد مصر، غداً (الجمعة)، للحديث عن مكافحة الفيروس، والأخذ بالأسباب لرفع البلاء بـ18 لغة، إلى جانب لغة الإشارة. وشدد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على أن «ترويج أي إشاعات بشأن كورونا خيانة للدين والوطن»، مطالباً بـ«تقليل الصلاة بالساحات في محيط المساجد»، مشدداً على «نظافة المساجد، واستمرار حملات تنظيف وتعقيم المساجد». وقال مصدر في «الأوقاف» لـ«الشرق الأوسط»، إن «خطبة الجمعة غداً لمواجهة الفيروس، والأكاذيب التي تنشر على بعض صفحات مواقع التواصل»، مضيفاً أن «الوزارة تحثّ الأئمة على التأكيد خلال الخطبة على ضرورة اتباع توجيهات الحكومة في هذا الشأن». ونفى مصدر أمني، أمس، «صحة ما تناولته إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حول رصد إدارة أحد السجون لأول حالة إصابة لمسجون»، مؤكداً أن «كل ما تردد في هذا الشأن عارٍ تماماً من الصحة، وأن الصفحة صاحبة الشائعة، تابعة لتنظيم (الإخوان)»، الذي تعتبره السلطات المصرية إرهابياً. في المقابل، قام أصحاب مطاعم شعبية شهيرة بالمبادرة إلى إغلاق محالهم احترازياً، ودون صدور أمر حكومي بذلك، فيما أعلن قائمون على مستشفى أهلي أقيم بالتبرعات عن وضع المستشفى تحت إدارة وزارة الصحة لاستخدامه ضمن إجراءات مواجهة كورونا، وكذلك قدّم بعض الشباب مبادرات إنسانية. وفي حي إمبابة الشهير بالجيزة، فاجأ صاحب محل شهير للأكلات الشعبية، رواده بإعلانه التوقف عن العمل أسبوعين «حفاظاً على عملائه وفريق عمله» مع استمراره بدفع الرواتب، فضلاً عن تبرعه بنحو 3 ملايين جنيه (الدولار يساوي 15.7 جنيه) لصالح الحجر الصحي الحكومي للمصابين بكورونا، فضلاً عن مؤسسات علاجية أخرى. وكذلك وزّع متطوعون كمامات وقفازات طبية على بعض المارة في الشوارع، وأعلن محمد الجارحي رئيس مجلس أمناء مؤسسة مستشفى «25 يناير» في محافظة الشرقية، وضع المستشفى تحت تصرف وزارة الصحة حتى تنتهي الأزمة لاستخدامه في الحجر الصحي أو استقبال وفحص وعلاج أي حالات مشتبه بها أو مصابة بالفيروس، إضافة إلى تكلفها بالمستلزمات الطبية والأدوية وأي احتياجات أخرى للعلاج، وشراء الجهاز الخاص بتحليل «PCR» المخصص لكشف الإصابة بكورونا.
مشاركة :