باريس - أ ف ب - حظي قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، تأجيل كأس أوروبا من صيف 2020 إلى صيف 2021 بسبب انتشار فيروس «كورونا»، بأصداء إيجابية حول «القارة العجوز»، وترحيب الاتحادات والسلطات المحلية بالخطوة.وفي ردود الأفعال، ذكرت رابطة الدوري الإسباني في بيان: «تبقى كرة القدم الأوروبية متحدة في هذا الوقت للقيام بكل ما هو ممكن لحماية صحة المشاركين في رياضتنا كافة. بمجرد عودة الحياة الطبيعية وتلاشي هذا التهديد الصحي الخطير، سنبحث لإيجاد أفضل طريقة ممكنة لإكمال موسمنا. يسرنا أن نرى هذا الاتفاق. مع تعاضد مجتمع كرة القدم، سنعود أقوى من أي وقت مضى. نتمنى أن تستأنف بطولة الدوري الإسباني قريباً وأن تكون البطولات كافة في وضع يمكّنها من حماية صحة المشاركين والاستمتاع بها مع الحفاظ في الوقت ذاته على سلامة كل مسابقة».أما الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنكليزي للعبة، مارك بولينغهام، فقال: «صحة الناس وسلامتهم يجب أن تكونا الشاغل الأساسي لنا جميعا، وبالتالي، نحن ندعم تماما قرار الاتحاد الأوروبي بتأجيل كأس أوروبا 2020».وتابع: «سننظر في الآثار المترتبة على المنتخبات الإنكليزية ومنظمتنا خلال الأيام المقبلة. سنستمر في العمل بالتعاون مع رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز ورابطة الدوري في الدرجات الثلاث الأخرى وشركائنا في كرة القدم على السيناريوهات التي يمكن أن تتبع القرار الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي، والحرص على جهوزيتنا لتحويلها الى إجراءات فورية ما أن يكون ذلك مناسبا». بدوره، رحب الاتحاد الإيطالي بقرار التأجيل، وأكد في بيان له أن «الأولوية هي حماية صحة كل من يعمل في كرة القدم وتجنب الضغط غير الضروري على الخدمات العامة الوطنية المعنية بتنظيم المباريات. سيساعد الإرجاء على استكمال المسابقات الوطنية المعلقة حاليا»، فيما قالت فيرجينا راجي رئيسة بلدية روما التي ستكون احدى المدن الـ12 المضيفة للبطولة: «تم إرجاء كأس أوروبا 2020 لمدة عام. كان قرارا صعبا، لكن لا مفرّ منه. نحن نحمي صحة الناس في وقت صعب. نريد أن نعيش كرة القدم الأوروبية بهدوء ومن دون مخاطر. نحن متأكدون أنه في 2021، سيكون حدثا لا ينسى لروما وإيطاليا وأوروبا».بدوره، قال رئيس نادي يوفنتوس ورابطة الأندية الأوروبية، أندريا أنييلي: «تواجه أوروبا أكبر تحدٍ لهذا الجيل. تحدٍ يؤثر على مستويات المجتمع كافة، بينها كرة القدم. إن التحدي الذي تواجهه رياضتنا هائل، وكقادة نتحمل مسؤولية القيام بكل ما في وسعنا لحماية السلامة على المدى الطويل من خلال كبح تأثير الفيروس. قرار تأجيل كأس أوروبا 2020 يُشكّل شهادة على الوحدة وجهود التعاون بين الهيئات الرياضية».من جهته، قال مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف: «علينا جميعاً حماية صحة الناس وحياتهم، وهذا ينطبق بشكل بديهي على كرة القدم. ولهذا السبب، إن تأجيل كأس أوروبا مبرَّر تماماً ولا مفرّ منه».أما رئيس الاتحاد الألماني، فريتس كيلر، فقال: «الزملاء في الاتحاد الأوروبي ارتقوا الى مستوى مسؤولياتهم، وكل ما تقرر قد يتغيّر غدا أو بعد غد».في المقابل، وصف مدرب منتخب فرنسا بطل العالم ديدييه ديشان، القرار بالحكيم، وقال: « إذا ما نظرنا الى الضرر الهائل الذي تسبب به الفيروس على الكوكب بأسره، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يكون هناك حسّ بما هو أهم، أن نتمتع بالمسؤوليات والمواطنة الصالحة. المباراة الوحيدة التي يجب أن نربحها، هي المباراة التي نخوضها حاليا ضد فيروس كورونا».وأثنى رئيس الاتحاد الفرنسي، نويل لو غريت، على التأجيل: «هذا القرار الحكيم والعملي الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي، يسمح لنا بأن ننكب بالكامل للتعامل مع حالة الطوارئ مع أولوية العمل الجماعي لمكافحة الفيروس، والإفساح في المجال لاستكمال البطولات الوطنية التي يمكن أن تمتد حتى يونيو».وأبدى مدرب منتخب هولندا، رونالد كومان، حزنه وترحيبه في الوقت نفسه، بقوله: «هذا بالطبع إعلان يحزننا جدا، لكننا نتفهم القرار الذي تم اتخاذه. الأمر الأساسي هو صحة الإنسان واحتواء انتشار الفيروس. بالطبع، كنت أفضل أن نلعب كأس أوروبا هذا الصيف، لكن يجب أن يكون المرء واقعياً ويتقبل القرار». منجم ذهب باريس - أ ف ب - بين حقوق البث التلفزيوني والإيرادات التجارية وبيع التذاكر، بلغت مداخيل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) من كأس أوروبا 2016 التي استضافتها فرنسا، نحو 1.9 مليار يورو.في ظل هذه الأرقام، من الصعوبة بمكان إلغاء بطولة من هذا الحجم. ومع الإجراءات العالمية للحد من تفشي فيروس «كورونا»، أعلن الاتحاد القاري إرجاء البطولة عاماً واحداً، لتقام في موعد مقترح هو من 11 يونيو إلى 11 يوليو 2021، بدلاً من موعدها الأساسي من 12 يونيو إلى 12 يوليو 2020.ولم يعلن الاتحاد أي تعديل على صيغة البطولة التي كان من المقرر أن تقام هذا العام في 12 مدينة أوروبية مختلفة.وفي ما يلي عرض لأبرز مصادر الدخل المالي من البطولة:يشير «يويفا» في تقريره المالي للموسم 2015-2016 أن إيراداته من كأس أوروبا 2016 التي أقيمت في 10 مدن فرنسية وبمشاركة 24 منتخباً، بلغت 1.92 مليار يورو، بزيادة قدرها 38 في المئة مع نسخة العام 2012 التي استضافتها بولندا وأوكرانيا بمشاركة 16 منتخباً.وتعتبر هذه الأرقام بالنسبة للاتحاد «نجاحاً مالياً»، إذ إن الدخل الصافي من البطولة ناهز 850 مليون يورو. ومن أصل مجموع إيرادات «يويفا» في الموسم 2015-2016، ساهمت كأس أوروبا 2016 بنحو 42 في المئة.وخلال السنوات الأخيرة، سجلت إيرادات حقوق البث التلفزيوني المتعلقة بكأس أوروبا نسقاً تصاعدياً: 560 مليون يورو في 2004 في البرتغال، 802 مليون يورو العام 2008 في سويسرا والنمسا، 837 مليون يورو في 2012 في بولندا وأوكرانيا، و1.024 مليار يورو العام 2016 في فرنسا.وتم بث النسخة الأخيرة عبر 200 قناة في 230 دولة، بحسب «يويفا».وإضافة إلى عائدات البث التلفزيوني التي تفوق المليار يورو، جمع الاتحاد القاري قبل أربعة أعوام 483 مليون يورو من الحقوق التجارية (تسويق حقوق البث التلفزيوني، حقوق الرعاية والترخيص)، أي بزيادة 54 في المئة من نسخة 2012. ومع زيادة عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 بين نسختي 2012 و2016، وبالتالي زيادة عدد المباريات، ارتفعت مداخيل «يويفا» من التذاكر.ويشير الاتحاد إلى أنه «باع ما يقارب 2.5 مليوني تذكرة وأكثر من 60 ألف حزمة (تشمل إقامة وتذكرة دخول الملعب على سبيل المثال) في 51 مباراة».وحقق «يويفا» من التذاكر والحزمات أرباحاً بلغت 269 مليون يورو (مقابل 136 مليوناً عام 2012) و128 مليوناً (102 مليون في 2012) على الترتيب، وقد شكّلت نسبة أكثر من 20 في المئة من إجمالي الإيرادات.وبشأن كأس أوروبا 2020، سبق للاتحاد التأكيد أنه سيطرح في السوق «أكثر من ثلاثة ملايين تذكرة». ويتوقع أن تحقق المدن الـ12 المضيفة للنسخة المقبلة من البطولة القارية فوائد اقتصادية كبيرة، لا سيما لندن التي من المقرر أن تستضيف مباراتي الدور نصف النهائي والمباراة النهائية على ملعب «ويمبلي».وعلى سبيل المثال، استضافت مدينة سانت إتيان الفرنسية ثلاث مباريات في دور المجموعات ومباراة في ثمن النهائي عام 2016، وحققت أرباحاً بلغت 45.1 مليون يورو، ما يفوق بـ17 ضعفاً ما أنفقته للاستضافة.
مشاركة :