رعب اجتاح العالم منذ أواخر ديسمبر الماضى، إثر انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» من سوق للمأكولات البحرية بمدينة ووهان الصينية، مرض اعتبرته منظمة الصحة العالمية وباءً، خاصةً مع استمراره فى الهجوم، مصيبًا 215 ألفا و537 حالة، حاصدًا منها أرواح 8 آلاف و892 شخصًا. التطور المتسارع للأمور لم تسلم منه الكائنات الأخرى، فسجلت مدينة هونج كونج وفاة أول كلب فى العالم مصابا بفيروس كورونا «كوفيد-١٩»، بعد أن ظهر اختباره سلبيًا وعاد إلى منزل مالكه. ونفق الكلب «بوميرانيان»، البالغ من العمر 17 عامًا، بعد إصابة مالكته بالفيروس الشهر الماضى، وخضعت للعزل فى منشأة حكومية قبل عودتها إلى منزلها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال متحدث باسم إدارة الزراعة والصيد والحفظ فى هونج كونج لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست»: «علمت الإدارة من مالك الكلب أنها توفيت فى 16 مارس وطلبنا تشريح الجثة لدراسة سبب الوفاة، خاصة أننا قد أجرينا اختبارين فى 12 و13 مارس، وكانت نتائج التحليل سلبية، وتم السماح لها بالعودة إلى المنزل». وحسب المذكور، مالكة الكلب هى سيدة أعمال تبلغ من العمر 60 عامًا اسمها إيفون تشاو هاو يى، وأُصيبت فى نهاية فبراير بكورونا، ودخلت المستشفى وتعافت وعادت إلى المنزل فى 8 مارس، فيما كشفت إدارة الزراعة والصيد أن التكوين الجينى للفيروس الموجود فى السيدة والكلب متشابهان للغاية. ومن هذا النبأ بدأ القلق والتوتر يسود فيما يخص انتقال عدوى الفيروس من الحيوانات الأليفة إلى البشر، خاصةً أن عددا ليس بالقليل يميل إلى تربية هذه الكائنات والعناية بها، بجانب لعبها دور الوسيط فى نقل كورونا من شخص لآخر. وفى هذا الصدد، يستبعد الدكتور حافظ زينهم، الطبيب البيطرى، فكرة إصابة الكلاب والحيوانات الأليفة بالمرض، خاصةً أن عترة الفيروس فى هذه الكائنات تختلف عن نظيرتها التى تصيب البشر، موضحًا أن التطعيم الثمانى الذى يخضع له الحيوان يحتوى فى طياته على كورونا. ويؤكد «زينهم»، لـ«المصرى لايت»، أن الكلاب لا يمكن أن تكون هى مصدر العدوى، مشددًا على أن المرض ينتقل بسببها حال ملامسة الشخص لها عقب لمسه من قِبَل شخص آخر مريض بكورونا. ينصح «زينهم» مربى الكلاب والحيوانات الأليفة بشكل عام بالحرص على إخضاعهم للتطعيمات اللازمة، سواءً فى المستشفيات أو العيادات، ثم المواظبة على غسل اليدين والاهتمام بالنظافة الشخصية كما هو متبع فى الإجراءات الوقائية. بينما يقول الدكتور سعيد شلبى، أستاذ الباطنة بالمركز القومى للبحوث، إن إصابة الكلاب بالمرض أمر جديد، لكن باعتبار أنه من فصيلة الثدييات كحال البشر يصبح الأمر واردًا، خاصةً مع وجود مجموعة من الأمراض المشتركة التى تصيب هذه الفئة ككل: «يعنى نفس الأمراض اللى بتصيب الإنسان تصيب الحيوان كذلك». ويضيف «شلبى»، لـ«المصرى لايت»، أن فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» حتى الآن لم تخرج نتائج مؤكدة بخصوص تفاصيله، لكن من ضمن الترجيحات بشأنه أن المسبب قد تكون الخفافيش، خاصةً أن الصينيين يربونها ويأكلونها، مشيرًا إلى أنه لا مانع من إصابة أى كائن من فصيلة الثديات بالفيروس. ويحذر «شلبى» مربى الحيوانات الأليفة: «ده يلفت نظرنا فى مصر إنه يا جماعة بلاش تربوا حاجة، لو فى كلب مثلًا سيبوه فى الجنينة وما تقعدوش تلعبوا معاه لا يكون معدى وانتوا مش واخدين بالكم». فيما ينوه الدكتور طه عبدالحميد، أستاذ أمراض الصدر بكلية الطب جامعة الأزهر، إلى أن أصل فيروس كورونا فى الأساس حيوانى، بالتحديد من فصيلة الثدييات، وعلى رأسها الخفافيش والكلاب والقطط والجمال والخيل، فتظل هذه الكائنات حافظة للمرض، ما يسمح بتحوره بداخلهم حتى يكون شرسًا قبل انتقاله للبشر. ويردف «عبدالحميد» حديثه لـ«المصرى لايت»، قائلًا إن الفيروس بموجب انتقاله من الحيوان إلى البشر بالإمكان أن يحدث العكس، ناصحًا بضرورة بيع الكائنات فورًا بالنسبة لمربيها: «تخلّص من كلابك وقططك، كل الحيوانات الأليفة تنقل كورونا». جديرٌ بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت فى وقت سابق أن الكلب «بوميرانيان» هو الوحيد المعروف الذى أصيب بالمرض القاتل، قائلةً: «رغم أن هذه الحالة هى الإصابة الوحيدة لكلب فى هونج كونج حتى الآن، لكن لا يوجد دليل على أن كلبًا أو قطة أو أى حيوان أليف يمكنه نقل (كوفيد-19)». ..وتاجر يؤكد تراجع معدلات بيعها يعشق كثيرون تربية الحيوانات الأليفة داخل منازلهم لأغراض مختلفة تبدأ من الترفيه وحتى الأمان، وفى سبيل هذا تصبح هذه الفئة مسؤولة عن إطعامها والحفاظ على نظافتها الشخصية، إلا أن تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» قلبت الموازين. وتضررت سوق بيع الحيوانات الأليفة، والكلاب على وجه التحديد، بما آلت إليه الأمور فيما يخص الفيروس، فمعها انخفضت معدلات البيع خشية حمل هذه الكائنات للمرض. من جانبه، يكشف عمرو أحمد، تاجر حيوانات أليفة، أن حركة البيع انخفضت نتيجة قلق المصريين إزاء كورونا: «الإقبال قل على الكلاب لكن القطط فى ناس حابة إنها تشتريها تانى، بس مبيعاتها نزلت بنبسبة بسيطة». ويضيف «عمرو»، لـ«المصرى لايت»، أن ارتفاع أسعار الكلاب، والتى تتراوح من 600 جنيه للجرو إلى 20 ألف جنيه للمستورد، شجع على عدم الشراء بجانب المخاوف من كورونا: «الخوف إن الناس تشترى حاجة غالية وكمان اللى اشتروه يبان عليه أعراض المرض، خصوصًا مع انتشار الشائعات».
مشاركة :