مريض كورونا «نفسياً» ينكر إصابته: أنا لستُ مريضاً

  • 3/20/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من أساتذة علم النفس أن «حالة من الإنكار وعدم تصديق الإصابة تنتاب مريض كورونا في البداية»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن «هذا الإنكار يتلاشى مع الوقت لكن يظل المريض بحاجة للعلاج النفسي الذي لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي». ودعوا في حديثهم لـ«الراي» إلى «إعطاء المريض وذويه جرعة من العلاج النفسي ورفع معنوياتهم للتغلب على تلك الأزمة». البارونوفي هذا السياق، أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون، أن «أي إنسان عندما يصاب بمرض خطير ينكره في البداية لأن هناك آلية في الجسم ترفض في البداية قبول فكرة الإصابة»، لافتاً إلى أنه «مع مرور الوقت يبدأ مريض كورونا في تقبل هذا الأمر».وأضاف البارون، في تصريح لـ «الراي»، «هناك من تهتز نفسيته ويستسلم لليأس مما يزيد الأعراض ويخفض المعنويات وتقل البشاشة ويتأثر الجهاز المناعي»، مشدداً على أنه «كلما تفاءل الإنسان كانت معنوياته أفضل، ومن ثم علينا أن ننشر التفاؤل». وشدد على أن «العلاج النفسي لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي، فبماذا يفيد الدواء والمريض في حالة يأس؟»، مشيراً في الوقت ذاته إلى «أهمية النشاط الرياضي والاستماع للمختصين والبعد عن الوصفات الشعبية». الهليليبدوره، أكد البروفيسور محمد سالم الهليلي أن «مرض كورونا هو مرض عضوي له آثار نفسية واجتماعية وسلوكية على المريض، مثل نكران الواقع وعدم التصديق بما يحدث له وهذا يعني أن مريض كورونا يحمل مفاهيم مغلوطة من السابق عن مواجهة الأزمات، والتوقف عند نقطة أنا لست مريضاً». وأضاف، في تصريح لـ «الراي»، إن «الأعراض النفسية التي تصيب مريض كورونا تشمل الاكتئاب والقلق والتوتر الشديد والهروب من واقعه، وهذا مايسمى الكرب وشدة الصدمة التي تعرض لها (أثناء الإصابة)»، موضحاً في الوقت ذاته أن «وقت الإصابة أكثر المصابين لا يتم لهم التسليم والتصديق بما يحدث ولهذا نقول لهم إياكم واليأس، وما سوف يحدث بعد الإصابة فهذه مشيئة الله».ولفت إلى أن «الحالة النفسية مهمة للمرضى بفيروس كورونا لأنه عندما تتعب النفس يتكلم الجسد فآلامك الجسدية هي رسالة جسدك يخبرك فيها أن حالتك النفسية هي نتيجة أفكارك ومشاعرك السلبية، فما على المرضى الآن إلا أن يكون إيمانهم قوي خاصة في وقت الشدائد».وخاطب الهليلي مريض كورونا قائلاً «لا تخلق لنفسك حالات طوارئ»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «عائلات مرضى كورونا أيضاً بحاجة لدعم نفسي واجتماعي لأن الألم النفسي أشد قسوة من الألم الجسدي». الحويلةبدورها، شددت أستاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتورة أمثال الحويلة على أهمية الجانب النفسي في علاج مرضى «كورونا»، لافتة إلى أن «من يقرأ في علم النفس يجد أن الحالة النفسيىة مرتبطة بالجهاز المناعي، وفي أغلب الأمراض تساهم الحالة النفسية في الشفاء». وأضافت، في تصريح لـ«الراي»، إنه «حتى الآن لا يوجد علاج طبي لكورونا سوى ارتفاع قوة المناعة التي تعتمد على الحالة النفسية»، مشيرة إلى أهمية «أن يتم التوضيح للمريض أن هذه الكارثة وباء عالمي وعلى الجميع أن يكون على قدر من المسؤولية الأخلاقية والوطنية والتعاون». وأضافت «المرضى يحتاجون لرفع معنوياتهم، ومساندة الأهل والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي»، محذرة من أن «الإشاعات تؤثر على معنويات المريض وسير علاجه». وأردفت قائلة «على الجميع أن يتقي الله في نقل أي معلومة أو إشاعة لا مصدر لها وهذا يحتمه الواجب الوطني». وتابعت: «هناك من يتخوف من الفحص وينكر أنه مصاب حتى وإن كان يعاني من الأعراض المعروفة، وقد يصل الأمر بالبعض لأن يهرب»، معربة في الوقت ذاته عن «تفاؤلها بتجاوز هذه الأزمة والتغلب عليها».

مشاركة :