حين رأيتُ على نشرة الأخبار المتداول عن تزايد الأسعار، وما يحدث من تهافت الناس لشراء السلع و تخزينها ذهنيًا تذكرتُ تلك الأية الكريمة التي يقول فيها المولى عز وجل : ” ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون”. أن يُصيبكَ كلُ ذلك الجشع والأنانية نتيجة هلعك وخوفك من الموت فتلك مشكلة بحد ذاتها، وتدل على أمور في شخصك وعلاقتك بربك سأغنيك عن سماعها لكن آمل أن تُدركها وتتعض وأنت تقرأ ما سأكتُبْ بصدد هذه الأزمة التي حلتْ وقلبت كيان العالم. تصرُفكَ بجشع لن يقيكَ المرض وقضاء الله إذا نزل بك. فأنت بهذا الفعل تزيد الوضع سوءًا وتخلق أزمة فوق الأزمة الأساسية. نحنُ كمواطنين كافة علينا أن نتعاون مع الحكومة لا أن نثقل على كاهلها بالمزيد فهي مشكورة تبدل جهودًا جبارة إلى جانب وزارة الصحة منذ بداية هذه الكارثة لمنع تفشي المرض وحصره والتغلب عليه. ألا تشعر بالخجل من نفسك وهي تجاهد من أجل سلامتك وسلامة غيرك وأنتَ ” همك بطنك” وألا تجوع؟! . لن تجوع إذا كُنتَ متعاونًا وتصرفت بمسؤولية، ولزمت دارك وتبضعت حاجتكَ باعتدال، وتصرفت بإنسانية وفكرت في غيرك كذلك. مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد. نحنُ كمسلمين اقدرُ من غيرنا على تخطي البلاء واستيعابه وفهمه . المؤمن لا يجزع بل يسلم ويتوكل على الله. لن يُرفع عنا المُصابْ إلا بالأقلاع عما يغضب الرب، ولن يُرفع عنا إلا بالعطاء، الإيثار والتضحية ، والبذل في سبيل الله والوطن. كل شخص سيُقدم شيئًا من أجل هذا الوطن وفي هذا الوقت الحرج سيأتيه الخير أضعافًا مضاعفة حين نخرج من هذه المحنة وتعود الحياة طبيعية وننعم بالأمن والرخاء من جديد فالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. والمعني هنا بكلامي بذات شريحة التجار الذين يستوجب عليهم التيسير لا التعسير ورفع الأسعار فتجميع الأموال لن يفيدك بشيء إذا فتكَ الوباء بالبشرية.
مشاركة :