كيف يسهم رجال الدين المسلمون في إندونيسيا في الحفاظ على البيئة؟

  • 3/19/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تغيير سلوكيات الناس يمثّل أحد التحديات التي يواجهها الأئمة، إذ أن بعض الناس تراودهم شكوك حول جدوى استعادة الأراضي الخثية بعد أن أصبحت سماء سومطرة مغشّاة بدخان الحرائق الأحمر.مصدر الصورةGetty ImagesImage caption في بلد يسكنه 255 مليون مسلم، تعدّ الخطب والدروس الدينية وسيلة فعالة لرفع الوعي بالمشاكل البيئية ورغم أنّ حرق الأراضي محظور قانونا في إندونيسيا منذ عام 2014، إلا أن مورنياتي، الباحث بمركز أبحاث تنمية الغابات بوزارة الغابات، يقول إن المزارعين في إقليم رياو يضطرون لحرقها لأنها الوسيلة الأرخص ثمنا لاستعادة خصوبة التربة. إذ تصل كلفة تأجير حفّار لاقتلاع الشجيرات 1.080 جنيها استرلينيا لكل هكتار، وتصل تكلفة استخدام المبيدات الحشرية إلى 98 جنيها استرلينيا على الأقل لكل هكتار. لكن نور عزمي، أحد الأئمة بإقليم رياو، يقول إنه يفضّل استخدام المواد العضوية التي يصنعها بنفسه حتى لا يشارك في نشر الضباب الدخاني، الذي تسبب في كارثة عام 2015 راح ضحيتها الكثير من الأطفال وأصابت البعض بالأمراض. ويخطب الشيخ عزمي في الناس لا في المساجد فحسب، بل أيضا في الجمعيات المحلية النسائية والمدارس. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption الضباب الدخاني ينتشر في أنحاء إندونيسيا عندما تندلع حرائق الغابات، وقد يصل إلى ماليزيا وسنغافورة ورغم أن هيري بورنيمو، الباحث في مركز أبحاث الغابات الدولية، يشيد بجهود الأئمة والدعاة في نشر الوعي البيئي، فإنه يقول إن المزارعين يواجهون الكثير من التحديات في الحقول، وقد لا تكفي المحاضرات الدينية لدعمهم في التصدي لها. ويقول بورنيمو إن ممارسات حرق الأراضي ليست حكرا على الفقراء وصغار المزارعين؛ إذ استخدم السياسيون الحرائق أيضا قبيل الانتخابات، كوسيلة رخيصة لزيادة قيمة الأراضي. ويتهم أيضا أصحاب المزارع الكبيرة باضرام النيران في أراضيهم. ويقول ماغونجايا إن الفتوى قد لا تكون مقنعة بما يكفي للتأثير على السياسيين المحليين، لكن إسهامها في نشر الوعي البيئي الإسلامي قد يساعد الحكومة في استعادة الأراضي الخثية. وحتى الآن، يبدو أن النتائج إيجابية، فعندما اشتعلت حرائق الغابات في عام 2019، لم يكن ثمة أثر للنيران في 65 في المئة من القرى التي تعاونت مع وكالة استعادة الأراضي الخثية. ومع اقتراب موسم قلة الأمطار، يبذل الأئمة مجهودا مضاعفا للحد من النيران. وفي كل مرة يجتمع أهالي القرية، يخطب موستانجين في الناس ويحثهم على معالجة الأراضي المتدهورة. ويقول:"لن أيأس أبدًا من تذكير أهالي القرية بأهمية حماية مخلوقات الله".

مشاركة :