دبي (رويترز) - غادرت ماهناز إيران مثل غيرها من الإيرانيين واستقرت في دولة غربية منذ عشر سنوات بعد أن صعبت القيود السياسية في الجمهورية الإسلامية عليها العيش والعمل هناك. وتفرقت الأسرة بدرجة أكبر عندما سافرت شقيقتاها كذلك إلى الخارج بعد سفرها بعامين بحثا عن حياة أفضل. والآن حرمهم تفشي فيروس كورونا المستجد من فرصة للم الشمل في تركيا بمناسبة رأس السنة الإيرانية يوم الجمعة. وقالت ماهناز التي لا يمكنها زيارة إيران لأسباب سياسية ”هذا الفيروس فرقنا بدرجة أكبر. اضطررنا لإلغاء لقائنا السنوي في تركيا بسبب قيود السفر والمخاوف الصحية على والدي الكبار في السن وأبناء إخوتي الصغار“. والنوروز، وتعني ”يوم جديد“ بالفارسية، احتفال قديم وهو أهم تاريخ في العام تجتمع فيه الأسر وتتبادل الهدايا. لكن تفشي فيروس كورونا طغى على التحضيرات للعيد هذا العام في بلد تضرر بشدة من الوباء، إذ توفي 1284 شخصا بسبب الفيروس الذي أصاب 18407 أشخاص في إيران مما شكل ضغوطا على المستشفيات وعلى الحياة اليومية في البلاد. وقال رضا وهو موظف حكومي طلب الاكتفاء بنشر اسمه الأول ”أي نوروز؟ الناس تموت. ليس لدينا مال ولا أمل. كل يوم أدعو الله أن يحفظ طفلاي من هذا الفيروس“. ويقيم رضا وأسرته في مدينة شيراز. ومع إغلاق أغلب الشركات، أثر الفيروس على الاقتصاد الإيراني الذي يرزح بالفعل تحت وطأة عقوبات. وقالت السلطات إن نحو مليوني إيراني قد يفقدون عملهم في وقت التفشي. وقال شوا (73 عاما) وهو رجل أعمال من طهران ”تعاملنا بحرص شديد وعزلنا أنفسنا منذ عشرة أيام وأغلقنا شركتنا“. * ”افتقدكم جميعا“ وبالنسبة للعديد من الأسر الإيرانية المتفرقة، ولدت الأسابيع القليلة الماضية الخوف والقلق. وكتبت فيروزة بجري على مجموعة الأسرة على تطبيق تليجرام ”كيف حال أمي؟ هل هي بخير؟ أفتقدكم جميعا“. وأضافت ”ربي امنحني الفرصة لرؤية أمي. كيف أحتفل بالنوروز وبلدي والعالم في حداد“. وعلقت كل رحلات الطيران تقريبا من إيران وإليها. وقال إيراني (35 عاما) يعمل في قطاع المال في الإمارات إن والدته كان من المقرر أن تأتي لزيارته للاحتفال بالنوروز يوم 27 فبراير شباط أي بعد ثلاثة أيام من إلغاء رحلات الطيران من طهران. ومنعت الإمارات مؤقتا دخول الأجانب. وقال ”حصلت مؤخرا فقط على جواز سفرها وحصلنا لها على تأشيرة زيارة وحجزنا لها التذكرة. ثم جاء كورونا. لا أعرف متى يمكنني رؤيتها مرة أخرى“. ورغم تحذيرات السلطات من السفر، عرض التلفزيون الرسمي تكدس المرور على الطرق المؤدية لشاطئ بحر قزوين وهو وجهة مفضل للاحتفال بالنوروز. وقال فرزان (44 عاما) الذي يسكن قرب كراج ”كالمعتاد لا يثق سوى القلة في الحكومة، وهو ما يعني أن الكثيرين يعيشون حياتهم كما كانوا في السابق“. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ينشر الإيرانيون تسجيلات لهم وهم يرقصون احتفالا بالنوروز. وعرض فيديو لقطات لأشخاص يصفقون ويغنون في الشرفات في مدينة أمول في الشمال“. وقال أفتاب (24 عاما) وهو طالب يدرس في الولايات المتحدة ”ماذا لو ساء الوضع بدرجة أكبر؟ واتساب هو الوسيلة الوحيدة لرؤية والدي .. أشعر بالوحدة في النوروز هذا العام“.
مشاركة :