القاهرة 18 مارس 2020 (شينخوا) أكد أمين عام اتحاد الغرف التجارية بمصر الدكتور علاء عز، أن أنشطة الصناعة والتجارة في بلاده لم تتأثر حتى الآن بفيروس كورونا المستجد (كورونا)، مشيدا بالتجربة الصينية التي وصفها بـ"الملهمة" لمواجهة الفيروس. وقال عز في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن القرارات الاحترازية التي اتخذتها الدولة المصرية مؤخرا لمواجهة فيروس كورونا، ليس لها تأثيرات سلبية حتى الآن على التجارة والصناعة. لكنه استطرد قائلا انه "من المتوقع أن تكون هناك قرارات أكثر تشددا في مراحل مقبلة، وهذه القرارات هي التي ستكون لها تأثيرات سلبية وتقلل الأنشطة الاقتصادية". وقررت الحكومة المصرية تعليق رحلات الطيران بجميع المطارات المصرية، ابتداء من ظهر غد الخميس وحتى نهاية الشهر الجاري، وكذا تخفيض عدد العاملين بأجهزة الدولة والمصالح الحكومية بهدف الحد من الاختلاط. كما قررت الحكومة تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين، وكذلك كافة الأنشطة الرياضية، والتجمعات والمؤتمرات والمعارض والفعاليات. وأشار عز الى أن هناك دولا سبقت مصر في اتخاذ اجراءات أكثر تشددا مثل الصين وإيطاليا وإسبانيا، مؤكدا أن تطبيق هذه الإجراءات في مصر وهو أمر لا مفر منه، سيكون له آثار سلبية كبيرة على الصناعة والتجارة عندما يحدث. وتابع قائلا "حتى هذه اللحظة فإن الأنشطة الاقتصادية تعمل بكامل كفاءتها.. المصانع، التجارة الداخلية، الصادرات، الاستيراد، جميع القطاعات تعمل ولم تتوقف". وأشاد عز بالقرارات التي أعلن عنها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أمس الثلاثاء بدعم الأنشطة الصناعية وخاصة ما يتعلق بالتعجيل بتسديد مديونية الدولة للمصدرين، ودعم بعض قطاعات الصناعة خاصة كثيفة استخدام الطاقة الهدف منها تعويم الصناعة الوطنية في هذا الظرف الاستثنائي الذي يشهده العالم أجمع. وأعلن مدبولي أمس الثلاثاء عن حزمة قرارات من الحكومة لدعم قطاع الصناعة والتعامل مع التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا المستجد، من بينها خفض سعر الغاز الطبيعي للصناعة عند 4,5 دولار لكل مليون وحدة حرارية. وتشمل الإجراءات التحفيزية أيضا خفض أسعار الكهرباء للصناعة للجهد الفائق والعالي والمتوسط، والإعلان عن تثبيت وعدم زيادة أسعار الكهرباء لباقي الاستخدامات الصناعية لمدة من 3 الى 5 سنوات قادمة. كما شملت توفير مليار جنيه للمصدرين خلال شهري مارس وإبريل 2020 لسداد جزء من مستحقاتهم، وغيرها من الإجراءات. وأكد الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية بمصر أنه لايوجد حاليا أي نقص في السلع، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا عقد عدة اجتماعات سواء مع وزير التموين والتجارة الداخلية أو داخل اتحاد الغرف التجارية. ولفت إلى أنه تبين خلال هذه الاجتماعات أن كافة السلع سواء الأساسية أو حتى الكمالية متوافرة ويوجد رصيد كاف للاحتياجات حتى بعد عيد الأضحى في اغسطس المقبل. وأشار إلى أن كبار المنتجين والمستوردين أكدوا أنه بدءا من شهر يناير تم توزيع كافة السلع على كبار التجار والسلاسل الكميات المطلوبة لشهر رمضان والذي يحل أواخر شهر إبريل المقبل باعتباره شهر الذروة في الاستهلاك، مؤكدا أن كافة احتياجاته موجودة حاليا بالمخازن لدى التجار. واردف قائلا "هذا يعني أن لدينا رصيد جيد جدا، وفي حالة وجود توقف بحجم كبير يؤثر على سلاسل الإمداد والشحن وغيره فلن تكون لدينا أي مشكلة في المرحلة الحالية". وحول تعامل الصين مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، قال الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية بمصر، ان "الصين دولة منضبطة، وهذا من أهم مزاياها". وأكد أن هذه السمة ساعدت على نجاح الصين بشكل كبير، مشيرا الى أن "التعليمات السيادية التي اتخذت والإجراءات التي تمت بحصر المناطق الموبوءة ومنع التنقل أدت إلى نتائج جيدة جدا، وهو ما يتضح في التناقص الحاد في أعداد المصابين والوفيات". وأوضح أن الإجراءات التي اتخذت من قبل الحكومة والأجهزة في الصين، خاصة في ظل عدم وجود لقاح أو علاج، إجراءات ناجزة وناجعة إلى مدى كبير. وتابع "التجربة الصينية في التعامل مع أزمة فيروس كورونا ملهمة، ونحن بدأنا بالفعل في الاستفادة منها، وشرعنا في تطبيق بعض الإجراءات مثل وقف حركة الطيران واغلاق المطارات اعتبارا من غد، ومنع المؤتمرات والندوات والتجمعات وكافة الفعاليات". وبحسب وزارة الصحة المصرية فقد تم تسجيل 196 إصابة بفيروس كورونا المستجد، فيما تم شفاء 26 حالة. كما تم تسجيل ست حالات وفيات، ثلاثة أجانب (ألمانيان وإيطالية)، بالإضافة إلى ثلاثة مصريين.