كرّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار مساء اليوم الخميس (11 يونيو/ حزيران 2015) في مكتبة متحف البحرين الوطني، الأديبة البحرينية الشابة منيرة عقيل سوار، وذلك احتفاءً باختيارها ضمن الفائزين بجوائز كتارا للرّواية العربيّة في نسختها الأولى، والتي أعلنت عنها المؤسّسة العامّة للحيّ الثّقافيّ (كتارا) بدولة قطر خلال شهر مايو الماضي، إذ حضر الحفل رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إضافة إلى عدد من الشخصيات الرسمية والمهتمين بالشأن الثقافي والأدبي في البحرين. وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إن اختيار منيرة سوار ضمن الفائزين بجوائز كتارا إنما هو تكريس لمكانة الأدب والكلمة الهادفة في البحرين، معربة عن اعتزازها بالطّاقات البحرينيّة، وقدرة الأدب البحرينيّ على منافسة الأعمال الثّقافيّة على مستوى الوطن العربيّ والعالم. وقالت: "ابنةُ البحرين منيرة سوار بعملها الأدبيّ ملمحٌ جميلٌ لرهاننا على شبابنا وأحلامهم. إنّها ببساطة صدّقت الأدب والرّواية، واليوم يزهرُ ما صدّقته عمّا يستحقه هذا الحلم، وعمّا أودعه لها نسجها الأدبيّ في المستقبل". وأردفت: "إنّ عملها الأدبيّ - جارية - هو امتدادٌ لأولى ورشة كتابيّة أدبيّة عقدتها الثّقافة بالتّنسيق مع الرّوائيّة نجوى بركات، مثل هذه التّجربة الغضّة أثبتت أنّ ما بدأناه مع نجوى والرّوايات العربيّة السّبع التي صدرت عن الورشة ما زالت تستمرّ بأثرها. الرّواية (جارية) تحيكُ بأدبها سيرةً لروائيّة بحرينيّة شابّة نافست 711 عملاً مشاركًا ما بين الرّوايات المنشورة وغير المنشورة". من جانبها، قالت الكاتبة منيرة سوار: أشعر بالفخر لفوزي بجائزة كتارا للرواية العربية، وشعوري هذا لم يكن نابعاً لشخصي، بقدر ما كان مرجوعه لهويتي البحرينية. وأردفت: "اليوم وأنا أكرم لا زلت اعتقد أن البحرين هي عروس هذا الحفل الذي رتب له مشكورة هيئة البحرين للثقافة والآثار تحت رعاية معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، التي ما زالت تعلمنا أهمية الاستثمار في الثقافة، التي أعتبر نفسي أحد نتاجاته، حيث كنت أحد الروائيين السبعة الذين شاركوا في - محترف: كيف تكتب رواية - الذي أقيم برعاية وزارة الثقافة البحرينية عام 2013م. وقد وجّهت سوار جزيل شكرها للرّوائيّة نجوى، قائلةً: "لا يفوتني أن أقدّم لها شكري وتقديري لكلّ الجهد الذي بذلته معي ومع الكُتّاب الآخرين ممّن شاركوا في الورشة، إذ كانت ملاحظاتها قيّمة وأسهمت في تشكيل الرّوايات التي عملنا عليها جميعًا". أما والد الروائية منيرة سوار، الكاتب عقيل سوار، فأكد أن منيرة أبدت منذ نعومة أظافرها قدرة إبداعية وكتابية عالية، موضحاً اشتغاله المستمر على صقل موهبتها وتوجيهها إلى المسار الصحيح الذي انتهى بها في مصاف الكتاب البحرينيين الشباب الذين يشار إليهم بالبنان. وقال "لقد أبدت منيرة في روايتها - جارية - قدرة على استحضار فكرة عالية التعقيد والأهمية ولكن بفضل إبداعها استطاعت صياغة الحوار بشكل ذكي أهّلها للفوز بجائزة كتارا". وحول المهارات الكتابية لمنيرة سوار، أشارت الكاتبة نجوى بركات، المشرفة على (محترف: كيف تكتب رواية) أن منيرة تتميز بقدرة عالية على السرد وتوصيف الأماكن والشخصيات بما يعبر عن واقعها المحلي، موضحة أنها قدمته بطريقة يمكن للقارئ العربي والعالمي التفاعل معها. وكان العمل الأدبيّ للرّوائيّة البحرينيّة منيرة سوار (جارية) قد حصد جائزة كتارا للرّواية العربيّة عن فئة الرّوايات المنشورة من ضمن 711 رواية عربيّة تشمل الفئتين المنشورة وغير المنشورة. وقد تناصفت 10 روايات الفئتين، بجوائز بلغ مجموعها 650 ألف دولارٍ أميركيّ، تضمّنت كذلك أفضل رواية قابلةٍ للتّحويل إلى عملٍ دراميّ من بين الرّوايات . فوز الكاتبة سوار في جوائز كتارا، ومن دون أن تخمن، جاء استكمالاً لمشوار بدأته في (محترف: كيف تكتب رواية) الذي أقيم تحت رعاية وزارة الثقافة البحرينية عام 2013م وبإشراف الروائية العربية نجوى بركات. وتخرّج من المحترف بالإضافة إلى الكاتبة سوار، ستة روائيين شباب من البحرين والوطن العربي رواياتهم هي: "مقهى سيليني" للمصرية أسماء الشّيخ ، و"مداد الروح" للبحرينيّ أيمن جعفر، و"الزيارة" للبحرينية رنوة العمصي، و"بردقانة" للفلسطيني من عكا إياد البرغوثي، و"فندق بارون" للسوري عبدو خليل، و"التي تعدّ السلالم" للعُمانية هدى حمد. وكان المحترف قد اختتم أعماله في مارس 2013م ضمن فعاليات معرض البحرين الدولي للكتاب وأعلن عن فوز الروائية أسماء الشيخ لروايتها "مقهى سيليني"، وهو عملها الروائي الأول.
مشاركة :