في مثل هذا اليوم 20 مارس 845 ظهرت قبائل الفايكينج على أبواب باريس إبان غزوها للعاصمة الفرنسية الذى دام أشهرا. يعرف "الفايكينج" أو ما يعرف بشعوب البحر، بأنهم العناصر الشمالية التى سكنت شبه جزيرة اسكيندناوة وشبه جزيرة الدنمارك، والتى اتخذت غاراتها شكلًا خطيرًا في القرن التاسع الميلادى، ومعنى الفايكينج أى سكان الخلجان أو الفيوردات، وهى الظاهرة الطبيعية التى تمتاز بكثرتها شواطئ الجهات الشمالية الغربية من أوروبا، وكانت تلك القبائل تخرج في غزوات متوحشة إلى البقاع الأوروبية تقتل وتغتصب وتسرق وتحتل، بدأ الفايكينج بمهاجمة جيرانهم الجنوبيين بجدية نحو 800م، وانتهت اسطورتهم مع انتهاء معركة جسر ستامفورد عام 1066م. أشتهر الفايكينج ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث احرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكينج الذي يعني القرصان في اللغات الإسكندنافية القديمة. وعلى الرغم من سمعة الفايكينج السيئة وطبيعتهم الوثنية الوحشية، تحولوا خلال قرن وإثنين من الزمان إلى المسيحية واستقروا في الأراضي التي هاجموها مسبقًا، وفي نفس الوقت بنوا مستوطنات جديدة في أيسلندا، جرينلند، أمريكا الشمالية، والأطلسي الشمالي، إضافة إلى تأسيس ممالك في شبه الجزيرة الإسكندنافية على طول الحدود مع الممالك الأوروبية في الجنوب، ونتيجة لاندماجهم في أراضيهم الجديدة أصبح منهم المزارعين والتجار إضافة إلى الحكام والمحاربين. واتخذت هذه الغزوات أشكالًا عديدة وامتدت في عدة اتجاهات، في الجزر البريطانية والأجزاء الفرنسية للإمبراطورية الكارولنجية، وفي الأندلس، وتغيرت الهجمات تدريجيًا من «الكر والفر» إلى غزوات أكبر وأكثر طموحًا أسست فيها فرق البحارة المهاجمين قواعدًا قضوا فيها فصل الشتاء. ومنذ عام 845، سعى الفايكينج لحصول الكنوز الموجودة بفرنسا، ووصلت برحلاتهم إلى نهر السين، وظلوا لعدة سنوات طويلة مهاجمة المدينة الفرنسية، حتى حاصروها بشكل قوى في أواخر عام 885، بجيش قوامه 40 ألفًا وسبعمائة سفينة، واستطاعت المدينة في بداية الأمر المقاومة وضد الهجوم، وذلك بفضل مهارة أدو كونت، والذى استطاع أن يصل إلى عرش فرنسا فيما بعد عام 888، استفادة من اتفاق الإمبراطور شارل بدفع مبلغ من المال لانصرافهم عن باريس والتنازل والسماح لهم بالإقامة في برجنديا.
مشاركة :