الأب عماد كامل: كورونا نعمة تُظهر عطف الله ومحبته لنا

  • 3/20/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأب عماد كامل الفرنيسيكاني، نائب كاهن رعية القديسة كاترينا في بيت لحم، لطالما اعتُبر زمن الصوم زمنًا للتوبة والانتقال، والعودة إلى الله بالابتعاد عن ماديات الحياة، وذلك بتحرير ذواتنا لاستقباله في قلوبنا، أما الصوم هذا العام فمميز جدًا، إذ نعيش كارثة فيروس كورونا الذي ظهر في الصين في نهاية العام السابق، وبداية العام الحالي، ولم نكن نتوقع أن يصل إلى بيت لحم.وأضاف كامل خلال تصريحات صحفية دينية له، اليوم الجمعة، لقد كشفت أول حالات للإصابة بفيروس كورونا في بيت لحم، يوم الخميس ٥ مارس ٢٠٢٠، بإصابة سبعة أشخاص كانوا على اتصال مباشر بمجموعة من السياح في أحد الفنادق، وكنتيجة لذلك، استجابت الحكومة فورًا، بإصدار قوانين قوية وحازمة، تقتضي بإغلاق المدارس والجامعات، وإيقاف جميع الأنشطة والاحتفالات في أماكن العبادة وعلى كافة المستويات، إذ شملت الكنائس والمزارات المسيحية، والمساجد الإسلامية على حد سواء، إن هذه الإجراءات مؤلمة حقًا، إلا أنها ساعدت كثيرًا في الحد من انتشار الفيروس والإصابة به، لدينا حاليًا ٤٤ إصابة، ولكن الوضع يشهد تحسنًا بطيئًا إذ من المتوقع شفاء ٢٠ شخصًا منهم.وتابع كامل: إن مشهد بيت لحم اليوم مشهدٌ حزين للغاية، إذ خلت شوارعها المزدحمة بالعادة، من الباصات والحجاج والسيارات المحملة بالأطفال المتجهين إلى مدارسهم، وذويهم المتجهين إلى عملهم، حتى القطط قد اختفت، فقد أدخل هذا الفيروس الناس في حالة من الهلع والخوف على حياتهم، ولربما هذه هي الفكرة، إذ أن عيش زمن الصوم في ظل هذه الأوضاع الصعبة مميز جدًا، ومن الضروري باعتقادي، أن نفتح قلوبنا استعدادًا لقبول الله، لأن نداءاتنا والأحداث والوقائع الراهنة، قد تكون وسيلتنا نحو الخلاص، أنا أرى بأن فيروس كورونا هو نعمة تظهر عطف الله ومحبته تجاه كل واحد منا، فإنسان اليوم يخطئ إذ يعتقد بأنه قادر على أن يحل مكان الله، وأنه قادر على كل شيء بواسطة التكنولوجيا بمختلف اختراعاتها، فقد جعل الإنسان من نفسه إلهًا في وجه الله الحقيقي، ولهذا السبب سمح الله للفيروس، وهو شيء صغير جدًا لا يرى بالعين المجردة، بالتفشي وإيقاف حياتنا جميعًا بإجبارنا على لزوم منازلنا وإغلاق مطاراتنا حول العالم، وشلّ حياتنا بالكامل.واستطرد "كامل"، وبالتالي، صحيح أنه ينبغي علينا أن نعيش زمن الصوم عازمين على العودة إلى أحضان الله الآب، وجعله في المقام الأول، إذ أنه سيد الحياة القادر على كل شيء، وهو الذي سمح لنا بأن نعاني من شيء بسيط كهذا الفيروس حتى نعرف حدودنا، لذلك يعلمنا زمن الصوم أن نضع الله دائمًا كأسبقية، وأن نسجد له طالبين رحمته ونعمته كي ينقذ حياتنا والعالم أجمع من هذا الفيروس والشر الذي يتبعه.

مشاركة :