أسقف المنيا: لا يليق بنا التقليل من حجم خطر كورونا

  • 3/21/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأنبا مكاريوس الأسقف العام لكنائس المنيا وأبو قرقاص، إنه ما زال الحديث يدور حول "وباء كورونا"، ولا يليق بنا أن نهوِّن من حجم الخطر المُحدِق بالعالم. فإذا قامت الحروب فلا بد أن نكون مستعدين، وإذا حذّروا من الوباء فلنحذر الوباء، وإذا نبّهوا إلى الزلازل والحريق والبراكين والمجاعات فلنحذر هذه أيضًا. وأضاف الأنبا مكاريوس – عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك – إنه حدثت بالفعل مثل هذه الأزمات ومات كثيرون، ومنهم قديسون ماتوا بالوبأ مثل القديس باخوميوس أب الشركة، والذي راح يطوف بين المصابين بالطاعون يقدم لهم أنواعًا من العون، مثلما مات "باسيل هانسن" بالجزام وهو يحيا بين المجزومين يعالجهم، وقديسون افترستهم الوحوش، وآخرون ماتوا بطرق مشابهة، ولم ينقص هذا من قداستهم؛ فليس مُهمًّا كيف وأين مات الشخص؟ وكم عاش؟ ولكن المهم: كيف عاش ما عاشه من السنين؟. وأكد أنه عقد اجتماعا بمندوبين عن جميع الكنائس، وشرح لهم ما يجب أن يعرفوه عن "كوفيد 19" بالصور والفيديو، من خلال مجموعة من الأطباء والصيادلة والمتخصصين، سواء من جهة نشأته وتطوّره وخطورته، أو كيفية الوقاية من الإصابة به، ثم كيفية التعامل مع الحالات المشكوك فيها، ثم كيف نتابع باستمرار تعليمات وزارة الصحة وتقاريرها وقرارات الحكومة. وتابع قائلا، ولكن ما معنى ما يقوله الرب: "لا تخف.. ولا تضطرب.. ولا ترتع.. ولا تجزع؟"، مضيفا لقد لاحظتُ خلال الأيام القليلة الماضية، أنه بينما ارتعب البعض، وخاف البعض الآخر، وتوجّس البعض الثالث، فإن هناك أشخاصًا لم يهتزّوا ولم يقلقوا، وتعاملوا مع الأمر ببساطة شديدة.. تُرى ما هو السبب في ذلك؟ هل هي عدم المبالاة، أم الإيمان القوي والثقة في الله، أم ماذا؟. وأضاف أن التحذير والترهيب وحده قد يقود إلى العناد أو اللا مبالاة، كما أن التهوين والتبسيط في المقابل قد يُفضي إلى التساهل والتراخي، وإنما التعقُّل والتوازن في مثل هذه الظروف هما الاختيار الأمثل. إن الكنيسة في النصف الثاني من القرن الأول، عندما وجدت المؤمنين ينتظرون بشغف مجيء المسيح بين ساعة وأخرى، نادت بحتمية مجيئه وليس بسرعة مجيئه، ومن ثَمّ راحت تردّد على مدار اليوم "وننتظر قيامة الأموات، وحياة الدهر الآتي"، حيث يُقصَد بـ"ننتظر" أننا نتطلّع باشتياق. وطالب الأنبا مكاريوس بعدم السخرية من الخائفين والذين يحرصون بزيادة على أنفسهم، بل ترفّقوا بهم، فقط طمئنوهم وشجعوهم، وصلّوا لأجلهم ولأجل الباقين أن: ارفع عنّا يا رب هذا الوباء.

مشاركة :