قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تبحث إقامة المزيد من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في خطوة قد تتطلب نشر المزيد من القوات الأمريكية. وقال ديمبسي لمجموعة صغيرة من الصحفيين قبل أن تهبط طائرته في نابولي بإيطاليا "هذا أحد الخيارات الأخرى التي نبحثها." وأقر بأن الأمر قد يتطلب إرسال المزيد من القوات. تأتي هذه التصريحات بعد يوم من إصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامر بإرسال 450 جنديا أمريكيا إضافيا إلى العراق في حين تقيم الولايات المتحدة قاعدة في الأنبار معقل السنة لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية التي تسعى لانتزاع أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد. وستقام القاعدة الجديدة داخل قاعدة التقدم العسكرية التي تبعد نحو 25 كيلومترا فقط عن مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار والتي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية الشهر الماضي. ووصف ديمبسي قاعدة التقدم بأنها "منصة" للجيش الأمريكي حتى يتوسع أكثر في العراق بهدف تشجيع وتمكين القوات العراقية في قتالها لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن التخطيط لمواقع أخرى مماثلة لا يقتصر على المستوى النظري فحسب. وتمثل خطة تعزيز القوات الأمريكية في العراق البالغ قوامها 3100 جندي وإقامة مركز عمليات جديد في الأنبار تغييرا في استراتيجية أوباما الذي يتعرض لضغوط متزايدة لبذل المزيد من الجهود للحد من تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد. لكن أوباما ما زال ملتزما برفض إرسال قوات للقتال أو إلى الخطوط الأمامية ولذا فقد أخفق إعلان البيت الأبيض في إسكات المنتقدين الذين يقولون إن الدور العسكري الأمريكي المحدود في الصراع ليس كافيا لتحويل دفة القتال. وردا على سؤال بشأن تصريحات ديمبسي قال بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي بالبيت الأبيض لمحطة تلفزيون إم.إس.إن.بي.سي "إذا تلقى (أوباما) توصية بإقامة منشأة أخرى مثل هذه .. فسوف ينظر فيها نظرة فاحصة." لكن جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض قال للصحفيين إنه لا توجد "خطط فورية أو محددة" لإقامة قواعد جديدة بالعراق. وتحدث ديمبسي مجددا عن إمكانية نشر مراقبين أمريكيين إلى جانب القوات العراقية لاستدعاء الضربات الجوية خلال أي هجوم لكنه أضاف "لم نصل إلى هذا حتى الآن." وقال إن مواقع التدريب المستقبلية المحتملة مثل قاعدة التقدم "ما هي إلا جزء من تخطيط حذر". وتابع قوله "على مستوى التخطيط.. الأمر ليس نظريا بل عمليا جدا. فنحن ندرس المواقع الجغرافية وشبكات الطرق والمطارات والأماكن التي يمكننا إقامة هذه القواعد فيها بالفعل." لكنه قال إنه لا يتوقع إقامة قاعدة أخرى في محافظة الأنبار قريبا. وأضاف "لكن يمكنني أن أتصور واحدة ربما في المحور الممتد من بغداد إلى تكريت إلى كركوك وحتى الموصل. لذلك ندرس تلك المنطقة." وقال ديمبسي إن إنشاء القاعدة الجديدة سيحتاج عدة أسابيع. وسوف تحتاج قاعدة التقدم إلى دفاعات أمريكية جديدة لرصد الصواريخ وقذائف المورتر والحماية منها. وقال ديمبسي إن إحدى مزايا قاعدة التقدم أنها ستساعد في جذب العشائر التي تشعر بعدم الأمان في الذهاب إلى الموقع الأمريكي الآخر في الأنبار في قاعدة عين الأسد الجوية. وأضاف "استخدام قاعدة التقدم يتيح لنا الوصول إلى مزيد من العشائر المستعدة للتصدي (لتنظيم الدولة الإسلامية)." وتوقع ديمبسي أن تمثل العشائر قوة للسيطرة على الأراضي التي يتم انتزاعها في الأنبار وأن تحمي أجنحة قوات الأمن العراقية مع تقدمها. وعبر ديمبسي عن ثقته في أن أحدث انتشار للقوات بقاعدة التقدم سيساعد في دعم حملة الجيش العراقي ضد الدولة الإسلامية. لكن الاختبار الحقيقي هو ما إذا كان العراق سيتمكن من رأب الصدع الطائفي وهو أمر تقع المسؤولية فيه على عاتق زعمائه السياسيين. وقال ديمبسي "عندما يقول الناس: هل يغير هذا قواعد اللعبة؟ هذا الموقع الجديد؟ لا .. إنه امتداد لحملة قائمة يجعل الحملة أكثر مصداقية. "سوف يتعين أن تأتي العوامل المغيرة لقواعد اللعبة من الحكومة العراقية نفسها."
مشاركة :