فيروس كورونا: متى تنتهي الأزمة وتعود الحياة إلى طبيعتها؟

  • 3/21/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من الواضح أن الاستراتيجية الحالية القائمة على عزل أجزاء كبيرة من المجتمع ليست مستدامة على المدى الطويل، فالضرر الاجتماعي والاقتصادي سيكون كارثيا. وما تحتاجه البلدان هو "استراتيجية خروج" - أي طريقة لرفع القيود والعودة إلى وضعها الطبيعي. إلا أن فيروس كورونا لن يختفي. وفي حال رفع القيود التي تعوّق انتشار الفيروس، فسيرتفع عدد الحالات حتماً.الأعراض: فيروس كورونا: ما أعراضه وكيف تقي نفسك منه؟احتمالات الموت: فيروس كورونا: ما هي احتمالات الموت جراء الإصابة؟من الأكثر عرضة؟ فيروس كورونا: هل النساء والأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالمرض؟كيف ينتشر؟ فيروس كورونا: كيف ينشر عدد قليل من الأشخاص الفيروسات؟ ويقول أستاذ علم الأوبئة والأمراض المعدية في جامعة إدنبرة، مارك وولهاوس: "لدينا مشكلة كبيرة في ما يتعلق باستراتيجية التخلص من المرض وكيفية تحقيق ذلك"، واستطرد موضحا: "ليس في المملكة المتحدة فقط، لا توجد دولة لديها استراتيجية خروج". إنه تحد علمي واجتماعي كبير. وهناك ثلاث طرق رئيسية للخروج من هذه الفوضى:تطوير لقاحتطوير ما يكفي من الأشخاص للمناعة من خلال الإصابة أو تغيير سلوكنا/مجتمعنا بشكل دائم هذه طرق من شأنها أن تحد من قدرة الفيروس على الانتشار. تطوير لقاح: 12-18 شهراً على الأقل. من المفترض أن يمنح اللقاح الشخص مناعة حتى لا يمرض إذا تعرض للفيروس. ولا يمكن للفيروس أن يتفشى في حال تمّ تحصين ما يكفي من الناس، حوالي 60 في المئة من السكان منه، وهو المفهوم المعروف باسم "مناعة القطيع". وحصل أول شخص على لقاح تجريبي في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، بعد أن سُمح للباحثين بتخطي القواعد المعتادة لإجراء الاختبارات على الحيوانات أولا. وتجري أبحاث من أجل تطوير اللقاحات بسرعة غير مسبوقة، لكن ليس هناك ما يضمن نجاحها. ويمكن أن يصبح اللقاح جاهزا بعد 12 إلى 18 شهراً في حال مضى كل شيء بسلاسة. وهذا وقت طويل اذا نظرنا إلى القيود الاجتماعية غير المسبوقة المفروضة حالياً. وقال وولهاوس لـ"بي بي سي": "انتظار اللقاح لا يجب أن يعتبر استراتيجية، هذه ليست استراتيجية".مصدر الصورةGetty ImagesImage caption السعال هو أحد أعراض كوفيد-19 تطوير مناعة طبيعية - بعد عامين على الأقل وتتمثل استراتيجية المملكة المتحدة قصيرة المدى في خفض عدد الإصابات قدر الإمكان لعدم استنزاف المستشفيات - إذ عندما تنفد أسرّة العناية المركزة، سترتفع الوفيات. وبمجرد احتواء الحالات، قد يسمح ذلك برفع بعض الإجراءات لفترة - حتى ترتفع الحالات مرة أخرى ثم نحتاج إلى جولة جديدة من القيود. وقال كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة، السير باتريك فالانس، "وضع حدود زمنية مطلقة للأشياء غير ممكن". ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تطوير ما يُعرف بـ"مناعة القطيع" حين يصاب المزيد والمزيد من الناس بالفيروس. لكن ذلك قد يستغرق سنوات، وفقا للأستاذ نيل فيرغسون من جامعة إمبريال كوليدج في لندن. وقال فيرغسون: "في النهاية، إذا واصلنا ذلك لمدة تزيد عن عامين، فربما يكون جزءا كافيا من المجتمع في تلك المرحلة قد أصيب بالعدوى، بصورة توفر درجة معينة من الحماية المجتمعية". لكن هناك علامة استفهام حول ما إذا كانت هذه الحصانة ستستمر لوقت طويل؛ إذ تؤدي فيروسات كورونا الأخرى إلى استجابة مناعية ضعيفة جدا، ويمكن للناس التقاط الفيروس نفسه لمرات عدة في حياتهم.البدائل - لا توجد نقطة نهاية واضحة قال البروفيسور وولهاوس "الخيار الثالث هو التغييرات الدائمة في سلوكنا التي تسمح لنا بالحفاظ على معدلات انتقال منخفضة للعدوى". وقد يشمل ذلك الإبقاء على بعض الإجراءات التي تمّ وضعها، أو إجراء اختبارات وعزل صارم للمرضى لمحاولة احتواء أي تفشي. ويمكن أن يساعد تطوير أدوية تعالج فيروس كوفيد-19 في نجاح الاستراتيجيات الأخرى. وقد تستخدم هذه الأدوية بمجرد أن يظهر الأشخاص أعراضاً، في عملية تسمى "التحكم في النقل" لمنعهم من تمرير العدوى إلى الآخرين. وربما تفيد في علاج المرضى بالمستشفيات لجعل المرض أقل فتكاً وتقليل الضغوط على أقسام العناية المركزة. وهذا سيسمح للبلدان بالتعامل مع المزيد من الحالات قبل الحاجة إلى إعادة تفعيل الحجر المنزلي. ومن المفيد أيضا زيادة الطاقة الاستيعابية لوحدات العناية المركزة؛ إذ سيساعد ذلك في التعامل مع تفشي المرضى على نطاق أكبر. سألتُ كبير المستشارين الطبيين في المملكة المتحدة، البروفيسور كريس ويتتي، ما هي استراتيجية الخروج من أزمة فيروس كورونا. ورد قائلا: "على المدى الطويل، من الواضح أنّ اللقاح هو أحد سبل الخروج من هذا، ونأمل جميعاً أن يحدث ذلك في أسرع وقت ممكن". وتوقع أن "يتوصل العلم إلى حلول على مستوى العالم".

مشاركة :