بكين 20 مارس 2020 (شينخوا) ذكر عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الجمعة) أن بلاده على استعداد لمساعدة بريطانيا في الوقت الذي تواجه فيه الأخيرة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب. وأوضح وانغ أن المرض يتفشى في الكثير من مناطق العالم، وأن عدد حالات الإصابة المؤكدة في البلدان الأوروبية مثل بريطانيا يتزايد خلال الوقت الراهن، الأمر الذي تعرب إزاءه الصين عن خالص تعاطفها مع الجانب البريطاني وتؤمن بأن الشعب البريطاني يستطيع التكاتف في التغلب على المرض بشكل نهائي. وتابع وانغ "حينما كان الشعب الصيني يواجه تحديات المرض الكبيرة، مد الجانب البريطاني يد العون، الأمر الذي سنحفظه في قلوبنا"، مضيفا أنه في هذا الوقت العصيب الذي تواجه فيه بريطانيا المرض، فإن الصين بدورها تعرب عن استعدادها للتعاون معها. ولفت إلى أن الصين لا تزال تواجه مهمة شاقة في إطار الوقاية والسيطرة، لكنها ستدبر أمر توفير دفعة من الإمدادات الطبية إلى الجانب البريطاني وستعمل على تيسير عمليات الشراء عبر الوسائل التجارية. وأوضح أيضا أن الأولوية القصوى لأعمال الوقاية والسيطرة في الصين حاليا هي تفادي ارتداد المرض، مضيفا أن الصين عازمة على تنفيذ خطة مشتركة مع بريطانيا للوقاية والسيطرة، وتأمل في أن تتمكن بريطانيا من تعزيز السيطرة على الحدود والحفاظ على القدر الأساسي من التدفقات عبر الحدود بين البلدين ومنع عبور العدوى إلى أقصى درجة ممكنة. وأوضح وانغ أن الجانب الصيني يشارك المعلومات الخاصة بالمرض ويجري تعاونا في مكافحة المرض مع المجتمع الدولي على نحو مفتوح وشفاف ومسؤول منذ بداية معركته مع المرض، مضيفا أن بلاده في الوقت الراهن توفر مختلف أشكال الدعم لنحو 100 من الدول ذات الحاجة. وأضاف أن ما يثير القلق هو أن البعض يحاولون تسييس المرض وربط الفيروس بالصين وتشويه صورتها، لافتا إلى أن هذه التصرفات الضارة ستقوض التضامن والتعاون بين المجتمع الدولي وستعوق الجهود المشتركة التي تبذلها جميع الأطراف في مكافحة المرض. وذكر أنه يؤمن بأن جميع البلدان، منها بريطانيا، ستتبنى نهجا موضوعيا ونزيها وستقاوم هذا التوجه ضيق الأفق. وفي معرض إشارته إلى أن الكثير من الصينيين في الخارج، بينهم طلاب، يعملون ويدرسون ويعيشون في بريطانيا، قال وانغ إن هؤلاء يمثلون جسورا للصداقة بين البلدين. وأعرب وانغ عن تطلعه إلى أن يولي الجانب البريطاني اهتماما كبيرا بالمواطنين الصينيين في بريطانيا وبحماية صحتهم وسلامتهم، وأن يوفر لهم الرعاية الطبية الضرروية والسريعة. وأشاد راب بالإنجازات الرائعة التي حققتها الصين في مكافحة المرض، موجها الشكر للصين على تعاطفها مع بريطانيا، وتوفيرها الإمدادات الطبية وتيسير شرائها. ومشيرا إلى أن الجانب البريطاني يولي أهمية كبيرة للخبرة الصينية في مكافحة كوفيد-19، قال راب إن بلاده تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التنسيق مع الصين وغيرها من البلدان في الوقاية والسيطرة والبحث والتطوير الخاص باللقاحات ومساعدة البلدان الأخرى ذات الأنظمة الصحية الضعيفة، في سبيل تعزيز التعاون الدولي والنضال من أجل تحقيق نصر قريب على المرض. وأكد راب أن الحكومة البريطانية لن تدخر جهدا في ضمان صحة وسلامة الصينيين المقيمين في بريطانيا. ومعربا عن معارضته تسييس المرض، شدد راب على أن الجانب البريطاني يتفق تماما مع رؤية الصين في أن منشأ الفيروس مسألة علمية تتطلب آراء أهل العلم والاختصاص. وحث راب جميع الأطراف على العمل معا للتغلب على المصاعب وسط مواجهة المرض.