مقالة خاصة: أطباء يلقون خطب الجمعة في غزة لنشر الوعي بشأن الوقاية من فيروس كورونا

  • 3/21/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 20 مارس 2020 (شينخوا) في خطوة نادرة اعتلى أطباء متخصصون منابر المساجد في قطاع غزة بدلا من الخطباء من أجل إلقاء خطبة الجمعة بهدف نشر الوعي والوقاية من فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح معظم دول العالم. واعتاد سكان قطاع غزة، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ منتصف عام 2007، ويضم العديد من الحركات ذات التوجهات الاسلامية على نمط معين في الحياة الدينية، لكنهم غيروا كثيرا من هذه الأنماط خشية من إصابتهم بالوباء المنتشر عالميا. ويحافظ قطاع غزة، الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، حتى الآن على خلوه من أي إصابات بفيروس كورونا، لكن المؤسسات الحكومية والأهلية أعلنت حالة طوارئ منذ أسبوعين تحسبا لمخاطر انتشاره. وبعيدا عن خطب الجمعة التقليدية والطقوس الدينية المتبعة، صعد الأطباء على المنابر لتقديم الخطب في مشهد نادر، وهم يرتدون معاطف بيضاء وكمامات. وخصص الأطباء خطبتهم وأحاديثهم عن نشأة فيروس كورونا وأسباب انتشاره وأبرز خصائصه، ومعالم المنهج الطبي السليم في مواجهته. وحاول البعض تناول منهج الشريعة الإسلامية في معالجة الأمراض والأسقام، والتأكيد على أن أفضل وسيلة للعلاج هي الوقاية بكافة جوانبها بغرض تعزيز الوعي العام. ويقول الطبيب جميل مطاوع (65 عاما)، الذي تولى الخطابة في صلاة الجمعة في أحد مساجد خان يونس جنوب قطاع غزة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المشكلة الحاصلة طبية وتقتضي الحاجة خطيبا طبيبا لتوعية الجمهور. ويوضح مطاوع أن تخصيص أطباء لإلقاء خطب صلاة الجمعة استهدف في المقام الأول بث الطمأنينة وأن الوضع تحت السيطرة فضلا عن نشر الوعي ووسائل الوقاية. ويشير إلى أن خطبته تضمنت أهم الإرشادات بالتركيز على النظافة وتجنب التجمعات غير الضرورية والاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون والمعقمات والحرص على التغذية المتكاملة، وترك السلام باليدين والتقبيل. وخطبة الجمعة يلقيها الإمام قبل صلاة الجمعة، وهي إحدى أهم الشعائر الدينية لدى المسلمين في شتى بقاع العالم، ووقتها هو وقت صلاة الظهر في بقية أيام الأسبوع. وعادة ما تكون خطبة الجمعة المنبر الإعلامي الإسلامي للطرح والتوجيه، وتخصص كثيرا لأمر اجتماعي أو ديني. ويقول الطبيب محمود بارود (52 عاما) من غزة إن هذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها المنبر لإلقاء خطبة الجمعة استجابة لطلب من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لنشر الوعي للجمهور الذي يقتنع بالمتخصصين. ويشير بارود ل(شينخوا)، إلى أن الخطوة تأتي في إطار تحصين المجتمع بإرشادات الوقاية، وهو ما يشمل المساجد عبر تفريق المصلين ومغادرة المساجد فور انتهاء الصلاة انطلاقا من أن "درهم وقاية خير من قنطار علاج". وفيما لوحظ تراجع الإقبال على المساجد في الآونة الأخيرة في قطاع غزة خشية من مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، فإن المصلين اليوم أظهروا انسجاما مع الخطب التي ألقاها أطباء متخصصون. ويقول الفلسطيني محمد غراب، وهو مدرس تربية إسلامية ل(شينخوا)، إن تخصيص أطباء لإلقاء خطبة الجمعة "من باب حسن التدبير والتوعية للجمهور". ويشدد غراب على أهمية الربط بن الطب والصحة بالشريعة الإسلامية وإيضاح عاقبة عدم الحفاظ على الصحة الجسدية للجمهور وشرح أهم الأمور الواجب الحفاظ عليها ضمن سبل الوقاية من فيروس كورونا. وجرى تعطيل المدارس والجامعات في قطاع غزة منذ الخامس من الشهر الجاري عقب إعلان السلطة الفلسطينية حالة الطوارئ على إثر اكتشاف أول إصابات بفيروس كورونا في الضفة الغربية. ومنعت السلطات في غزة السفر لسكان القطاع، إلا للحالات الطارئة جدا، وذلك تحسبا من تفشي الفيروس بين المسافرين، بحسب الناطق الإعلامي الحكومي سلامة معروف. وذكر معروف أن "هذه الإجراءات هي احترازية ووقائية من أجل حماية سكان القطاع، إضافة إلى ضرورة التزام الجميع بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والداخلية في غزة".

مشاركة :