لعل التقلبات الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة في أغلب دول العالم هي العامل الأساسي الذي أدى إلى دفع الكثيرين للاتجاه نحو عالم ريادة الأعمال وإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لتحقيق دخل إضافيًا، خاصة أن الدراسات الاقتصادية أثبتت أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة من أهم روافد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم؛ حيث تُسهم في حل مشكلتي الفقر والبطالة. أدركت الكثير من الدول أهمية وجود المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودورها البارز في تسريع حركة النمو داخل حدود الدولة؛ بعد أن أثبتت كفاءتها في علاج المشكلات الرئيسية التي تواجه الاقتصاديات المختلفة، وقدرتها على استيعاب الأيدي العاملة، وهي تشكل ميدانًا لتطوير المهارات الإدارية والفنية والإنتاجية والتسويقية، وتفتح مجالًا واسعًا أمام المبادرات الفردية والتوظيف. ويُعد الانتشار وتزايد عدد العملاء وإقبالهم على الخدمات أو المنتجات مؤشرًا قويًا على نجاح المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذي لا يُقاس بالمكان أو المناخ، وإنما وفقًا لطبيعة ونوعية الخدمة ومدى تفاعل العملاء والجمهور معها، فهذا يُعد حافزًا قويًا لاستمرار نشاط المشروع وتعزيز قدرته التنافسية في الأسواق العالمية. اقرأ أيضا: مشاريع بدون رأس مال على مواقع التواصل.. كيف تبدأ؟ وشهدت الفترة الأخيرة تزايدًا كبيرًا في عدد الباحثين عن أفكار مشاريع صغيرة؛ إما رغبة في ممارسة هوايتهم المفضلة أو لتحسين وزيادة دخلهم المادي، فكم من مشاريع صغيرة مربحة تجارية انطلقت بأفكار جديثة لتصبح فيما بعد مشاريع صغيرة ناجحة تدر أموالًا كبيرة على أصحابها، إذن؛ في هذا المقال سنتناول أبرز المشاريع الصغيرة الناجحة.– مشروع “مستلزمات طبية” يُعد مشروع المستلزمات الطبية واحدًا من أنجح المشاريع على الإطلاق، حيث قام شخص يُدعى “سمير محمد مراد” بالتفكير في تنفيذ مشروع متخصص بتوريد المستلزمات الطبية الخاصة بغرفة العمليات، ومن سوء الحظ لم يكن لديه مال كافٍ لتنفيذ هذا المشروع، ففكر في الحصول على قرض بمبلغ مالي من أحد البنوك، وبالفعل اقترض مبلغ 150 ألف جنيه، وبدأ إنشاء المشروع على أرض الواقع، ومع مرور الوقت أصبح واحدًا من أهم المشاريع الصغيرة الناجحة، وتطور ليصبح مشروعًا إنتاجيًا ضخمًا.– مشروع “أوبر تاكسي” أحدث مشروع “أوبر تاكسي” ثورة كبيرة في عالم النقل والمواصلات، فهي شركة أمريكية للنقل متعددة الجنسيات مقرها في كاليفورنيا، تبوأت مكانتها على شبكة الإنترنت عبر تطبيق خاص بها على الهواتف الذكية يُتيح لمستخدميه طلب التوصيل إلى أي مكان؛ عن طريق توجيه سائقي “أوبر” الذين يستخدمون سياراتهم الخاصة لتنفيذ طلبات التوصيل أو الرحلات، وبعد نجاح التجربة في الولايات المتحدة، انتشرت في أكثر من دولة على مستوى العالم. اقرأ أيضا: 5 تطبيقات إلكترونية تُسهل العمل عن بعد وفي مطلع عام 2012، بدأت فكرة توسع أوبر؛ حيث انتشرت في أكثر من 50 دولة و300 مدينة حول العالم، وساهمت الشركة في تقليص نسب البطالة في العديد من البلدان، وتوفير الكثير من الوقت على مَن كانوا يعتمدون على سيارات الأجرة.– مشروع “دروب بوكس” في بداية هذا المشروع توقع الجميع الخسارة والفشل؛ مُعللين ذلك بأنه لا يُوجد منافس لشركة مايكروسوفت على الإطلاق، خاصة خلال الفترة الحالية، وربما تم تنفيذ مشروع دروب في ظروف سيئة للغاية؛ حيث يُقدم خدمات تشبه ما تقدمه شركة مايكروسوفت العالمية. واجه صاحب المشروع الكثير من التحديات والصعوبات، لكن بإصراره نجح بالفعل وأثبت للعالم أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل، والآن يُحقق مشروع “دروب بوكس” أرباحًا كبيرة تُقدر بملايين الدولارات.– مشروع “باي بال” كانت هناك الكثير من المخاوف لدى معظم الناس تجاه هذا المشروع؛ لأنه يعتمد على إدارة الأموال عبر شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، ظنًا منهم بأنه يقدم خدمات غير مؤمنة بقدر كافٍ، وقد يتم اختراق حساباتهم المالية وتحويل الأموال منها إلى حسابات أخرى، ولكن مؤسس المشروع تمكن من زرع الثقة بين مستخدميه؛ من خلال وضع بعض وسائل الحماية والأمان له في نقل الأموال واستخدامها عبر شبكة الإنترنت.– مشروع “المسافر للسفر والسياحة” بدأ ظهور هذا المشروع في نهاية الربع الأول من عام 2012م؛ حيث بدأ بأربعة موظفين فقط، قبل أن يصبح من المشاريع الكبيرة في المملكة العربية السعودية، ويضم مئات الموظفين. إن أبرز ما يُميز هذا المشروع أنه اعتمد على المعالم المهمة في تجارب السفر، وهو يوفر حاليًا خدمات حجز تذاكر السفر والفنادق إلكترونيًّا؛ من خلال وسيط إلكتروني سواء على شبكة الإنترنت، أو من خلال تطبيق على الهواتف الذكية.– مشروع تعليم القيادة للمرأة في المملكة بعد أن سمحت المملكة العربية السعودية للمرأة بقيادة السيارات، أصبح مشروع تعليم القيادة في المملكة واحدًا من أبرز المشاريع التي تُحقق نجاحًا كبيرًا، وتدر أرباحًا هائلة لأصحابها؛ حيث تشير بعض التقديرات إلى أنه يوجد حوالي 10 ملايين سيدة مقيمة في المملكة يحق لهن قيادة السيارة، فعدد النساء اللاتي يردن تعلم القيادة كبير جدًا. ختامًا، تظل المشروعات الصغيرة والمتوسطة هي الخيار الأمثل لكل من يُفكر أو يبحث عن مصدر دخل إضافي بجانب الروتين الوظيفي القاتل الذي يُعاني منه الكثير من الشباب، فلا يتطلب البدء في إنشاء المشروع الصغير سوى الجدية والإصرار وتوليد الأفكار الجديدة والحديثة التي تُلبي احتياجات العملاء. اقرأ أيضا: الاستثمار الأخلاقي.. هل من نمط رأسمالي بديل؟
مشاركة :