على مدى أسبوعين استضاف حصن الشارقة مجموعة من الورش الفنية التي نظمتها إدارة متاحف الشارقة للأطفال وعائلاتهم، لتساعد على تنمية مواهبهم وإبراز مهاراتهم الفنية وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، مثلت كل ورشة متحفاً من متاحف الشارقة، قدم متحف السيارات ورشة عن تصنيع السيارة، ومتحف المطار ورشة عن صناعة منطاد صغير، وهكذا استطاع المرشدون إطلاع الأطفال وأسرهم على متاحف الشارقة بالإضافة إلى الورشة الفنية، خلال جولة في هذه الورش التقينا بعض الطلاب وأسرهم للتعرف إلى ما تتضمنه. استوقفنا اسم الورشة روبوتات تعمل بالطاقة الملحية وحاولنا كسر الفضول بحضورها والتعرف إلى ما يفعله الأطفال داخلها، كانوا منهمكين في تركيب أجزاء صغيرة للروبوت، تقول ندى أحمد بالصف الرابع بمدرسة رابعة العدوية بالشارقة: في بداية الورشة استمعت لشرح واف من المرشدة عن كيفية تركيب الروبوت ثم العملية الكيميائية التي تحدث داخل بطارية الروبوت بعد إضافة الملح إليه وتجعله يتحرك، وبالفعل أنهيت تركيب الروبوت وفوجئت بعد إضافة الماء المالح إليه بأنه يتحرك ويجري على المنضدة. وعلى الرغم من صغر سن عمر أحمد في الصف الثاني بمدرسة الغافي إلا أنه نجح أيضاً في تركيب الروبوت الصغير يوضح: قمت بتركيب أجزاء الروبوت المفككة وكنت استفسر من المعلمة عن بعض الأمور كلما وجدت الأمر صعباً علي، وكانت تجيبني مبتسمة ولم ترهقها كثرة أسئلتي، ولكنها قدمت لي كل العون حتى أتممت تركيبه وذهلت لأنها المرة الأولى التي أجد فيها مثل هذا الروبوت الذي يتحرك بالماء المالح. شرحت فاطمة المهيري رائد علمي في متحف الشارقة العلمي كيفية تشغيل الروبوت بالطاقة الملحية تقول: بعد انتهاء الطلاب من تركيب الروبوت، أعرفهم بكيفية تشغيل البطارية الخاصة به التي تعمل عن طريق عملية التأين بين الألمنيوم والهواء حيث يتحد الماء المالح الذي نقوم بصبه على البطارية مع أكسيد الألمنيوم و ينتج الإلكترونات وتنتج بدورها طاقة تؤدي إلى سير الروبوت، وتكمن أهمية هذه الورشة في تعريف الطلاب بكيفية استخدام المياه المالحة كطاقة نظيفة ومستدامة. استوقفتنا طفلة صغيرة في الروضة الثانية تجلس مع والدتها في ورشة تزيين الأغراض اليومية تمسك بالفرشاة والألوان المائية وتحاول تلوين مجسم أبيض للحصن، ارتدت قميصاً يحميها من بعثرة الألوان على فستانها وتمارس عملها بكل مهارة، تقول والدتها إيمان بامسعود مستشارة أسرية وولية أمر الطفلة شوق التميمي: تعد الورش فرصة مناسبة لإضافة معلومات تراثية عن متاحف الشارقة للأبناء بجانب الفائدة الفنية التي تضيفها إليهم، وكل الورش مميزة وأجملها ورشة بعنوان اكتشف الجمال في إعادة التدوير حيث تعلم الأبناء استخدام أدوات البيئة المحلية والتراثية مثل السعف والخوص والليف كمواد طبيعية من البيئة المحلية في الرسم والتلوين، واستطاع الأطفال صناعة فرشاة من الليف للتلوين بها، ومن خلالها تعرفوا إلى أهمية إعادة التدوير. من اللافت للنظر أن والدة الطفلة لم تكن وحدها في الحصن حيث اصطحبت معها أختها وأبناءها، فالورش مفتوحة للعائلات جميعها من دون استثناء الجميع يجلس إلى المنضدة ويجرب بيده ويكتشف مواهبه تقول غادة بامسعود معلمة رياضيات، والتي اصطحبت معها ابنها محمد عدنان: الفعاليات مشوقة وتنمي مهارات الأبناء وتساعدهم على العمل بأيديهم، والتفكير في أساليب إبداعية أكثر، وهي فرصة للتعرف من المرشدين على تاريخ حصن الشارقة وما يضمه من غرف مختلفة وكذلك ما يقدمه كل متحف من مقتنيات. استوقفتنا ورشة أخرى عنوانها اصنع منطادك المصغر حاضر فيها عباس محمد عيسى مرشد أول بمتحف المحطة يقول:"قمنا بتعليم الأطفال ابتكار نموذج لمنطاد مصغر، وهناك بالفعل نموذج للمنطاد في قاعة معجزة الطيران في متحف المحطة، وقبل تعريف الطلاب بتركيبه قمت بإعطائهم نبذة عن المنطاد وعرفتهم أن الإيطاليين أول من صنعوه، وفي 1973 انطلق أول منطاد بالهواء الساخن، وكان ارتفاعه 7 طوابق واستخدم في الطيران والتحليق على ارتفاع 1500 قدم، وبعدها بدأت أشرح لهم كيفية صنع منطاد باستخدام بالون مملوء بالهيليوم وأكواب بلاستيكية وقمت بتوزيع بالون وكوب على كل طفل، وقمنا بفتح مكان من الجانبين في الكوب البلاستيكي، ومررنا فيه خيطاً رفيعاً وربطناه بالبالون وطلبنا أن يكتب كل منهم اسمه على الكوب أو يلون ما يشاء، وبعد ذلك انطلقنا في الساحة الداخلية للحصن، وقمنا بإطلاق البالونات، واستمتع الأطفال بمشاهدتها فيما كانت أقرب شبهاً للمنطاد. وخلال ورشة اصنع سيارتك يقول أحمد إسماعيل عبادة مرشد بمتحف السيارات القديمة بالشارقة والمحاضر في الورشة: حضر نحو 25 طفلاً تراوحت أعمارهم ما بين 5 إلى 12 سنة، قمت بتعليمهم صناعة سيارة خاصة بهم باستخدام مكونات بسيطة، المكونات المطلوبة لكل سيارة كانت قنينة مياه ومصاصات ومسدس شمع وقاعدة للبطاريات ومروحة ومولد صغير، بدأت أعلم الأطفال تركيب نموذج السيارة من خلال أخذ القنينة وتوصيلها بالمصاصات من أعلى وأسفل ثم تثبيت الغطاء الذي يمثل إطارات السيارة في كل جانب باستخدام مسدس الشمع، وتثبيت المولد الصغير ومروحة لا يتعدى نصف قطرها 3.5 سنتيمتر أعلى القنينة، وبالفعل تم تركيب السيارة وتحركت أمام الأطفال الذين غمرتهم الفرحة عندما قام كل منهم بصناعة النموذج الخاص به. تزيين الحصن حاضرت حصة السركال أخصائية تعليم بإدارة متاحف الشارقة في ورشة بعنوان تزيين الأدوات اليومية تقول: في بداية الورشة سألنا الأطفال عن المعلومات التي يعرفونها عن الحصن ووقت بنائه، وأضفنا إليها المزيد عنه، وعن الغرف الموجودة فيه، وما تحويه كل واحدة، وكيف كان يستخدم في الماضي للدفاع عن إمارة الشارقة، وخصصنا هذه الورشة لاطلاع الأطفال على التصميم الخارجي للحصن، فوزعنا على كل منهم مجسماً له من الجبس الأبيض، وطلبنا منهم تلوينه باستخدام الألوان المائية، وأبدع الطلاب في اختيار الألوان المناسبة والأقرب شبهاً للون الحصن، وفي النهاية طلبنا منهم الاحتفاظ به كذكرى من المتحف. فرصة لاطلاع الأبناء وأسرهم على متاحف الشارقة عن الورش بشكل عام تقول فاطمة مشربك رئيس قسم الخدمات والبرامج التيسيرية في إدارة الخدمات التعريفية والتعليمية التابعة لإدارة متاحف الشارقة: بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف نظمت الورش للأطفال وعائلاتهم، وتضمنت 12 ورشة فنية يقدم كل منها متحفاً مختلفاً من الشارقة، وتعد فرصة لتنمية مواهبهم وتعريفهم بتراث الشارقة وما تضمه من متاحف، فبالإضافة إلى الورش السابقة تم تعليم الأطفال صناعة مرفع للقرآن، وكذلك صناعة حوض للأسماك وقدم هذه الورشة مربى الشارقة للأحياء المائية، وعرف المرشدون الحضور كيفية صناعة الحوض من خلال أصداف وأوراق معاد تدويرها وأحواض بلاستيكية صغيرة وأعواد خشبية وأحجار للزينة، والورشة وضحت فكرة جمال البيئة البحرية وثرائها بالألوان الطبيعية وأهمية الحفاظ عليها، وقدم متحف الشارقة البحري ورشة أساور اللؤلؤ وتعلم الحضور صناعة إكسسوارات من اللؤلؤ من خلال توزيع الخيوط والحبات عليهم لابتكار قلادات وأساور مختلفة، وأقام متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ورشة ساعة الفيل وفيها أعطى المرشد الحضور معلومات عن ساعة الفيل ومخترعها وأهميتها وكيف كان يعرف الوقت من خلالها باستخدام المياه، ووزعت أوراق وألوان على الحضور ليقوموا بتصميم نموذج مشابه لساعة الفيل بعد تزويدهم بالمعلومات الكافية عنها، وقدم متحف الشارقة للخط ورشة عن إعادة تدوير المواد المستخدمة يومياً مثل الجرائد والعلب والأوراق وصناعة أشكال فنية منها، والورش بوجه عام تنمي مواهب الطلاب وتعزز قدراتهم الإبداعية.
مشاركة :