كغيرها من جامعات الوطن، أعلنت جامعة أم القرى عن إجراءات تستكمل بها العملية التعليمية وتراعي الظروف الراهنة التي فرضها انتشار فيروس كورونا الجديد. وبخلاف الجامعات الأخرى التي أعلنت عن إلغاء الاختبارات النهائية، أبقت الجامعة على خيار الامتحانات مفتوحًا حتى نهاية الفصل ومراعاة الأوضاع الميدانية فيما يتعلق بانتشار الفيروس وإمكانية السيطرة عليه. وقالت الجامعة “أبناءنا وبناتنا طلاب وطالبات #جامعة_أم_القرى نود أن نؤكد أن العملية التعليمية مستمرة عن بعد حتى نهاية الفصل الدراسي، وسيتم اعتماد البدائل التقويمية للاختبارات الدورية والنصفية والنهائية إذا استمر تعليق الدراسة”. وعن ذلك تحدث الأكاديمي الكيميائي بالجامعة الأستاذ الدكتور عمر الهزازي، قائلًا “قرار الجامعة الذي صدر في وقت متأخر البارحة بشأن إلغاء الاختبارات النصفية والدورية أثار ردود فعل واسعة بين الطلاب الذين ينقسمون إلى ساخط وشاجب وناصح ومقترح ومؤيد”. وأوضح الهزازي، أن أعظم ما أثار سخط الطلاب في ردودهم هو أن الصورة أمامهم ضبابية بالنسبة للاختبار النهائي، فقد صار قائما على احتمال يؤدونه أو لا، والجامعة يشق عليها التأكيد، لكن الصورة الراجحة في ظني تقول يلغى ويستبدل بالتقويم المستمر أسوة بالجامعات الأخرى التي أقرت صراحة بإلغائه. وأشار إلى أن هناك فئة مهمة لم يتطرق إليها القرار وهي فئة المنتسبين، كيف ستكون آلية اختبارهم، بحوث مثلا ثم نجاح من غير دخوله بالمعدل؟ هؤلاء نحتاج إلى وضوح بشأنهم فعددهم ليس بالقليل وقلقهم عظيم. وبيّن أن توزيع درجات البحوث والتقارير لابد للكليات أن تضع ضوابط له لتحقيق العدالة، لأن الأمر لو ترك لاجتهاد الأعضاء فسيختلفون اختلافا عظيما، وتعلمون أن اغلب الشكاوى بالدرجات هي من زعم الطلاب أنهم ظلموا، فلا بد يكون لدى كل محاضر آلية واضحة في توزيع الدرجات. وأضاف أن إلغاء النصفي والدوريات هو من التسهيل على الطلاب فالاختبار عن بعد به مشكلات كثيرة بانقطاع الانترنت أو غش الطلاب أو ضيق الوقت عليهم؛ مستدركا: لكن لو أن أستاذا نسق مع طلابه الاختبارات هذه حتى بعد صدور القرار هل سيحاسب؟ في ظني أنه لن يحاسب بشرط أن يتفق مع طلابه على ذلك ويجتهد في الإحسان إليهم، ولا يتشدد فيمن قطع الانترنت عنده أو لم يحضر بأن يعيد له الاختبار. وزاد الهزازي: لا شك في أنه عند الشكوى سيكون عرضة للمساءلة لمخالفته قرار إدارة الجامعة الذي تبنته الوزارة… لذلك لا بد يتفق مع طلابه بما يشبه الإجماع. أما بالنسبة للواجبات والبحوث والتقارير، قال الهزازي: ينبغي للأعضاء أيضا أن يخففوا عن الطلاب، فتخيل طالبا لديه ١٠ مقررات كلها مطلوب فيها واجب أو بحث وكلهم يقول سلموها الأسبوع القادم والمكتبات مغلقة، هنا صارت مشقة عظيمة على الطلاب مخالفة للأصل وهو التيسير عليهم في هذه الفترة. وعما يراه في هذا الأمر، أضاف: أرى أن تكون واجبات خفيفة وبحوث قصيرة ويعطون زمنا كافيا لتسليمها وليكن نهاية الفصل مثلا …ويمكن للعضو أن يناقش طلابه أثناء المحاضرة ويختبرهم شفهيا إن كانت أعدادهم قليلة مع إتاحة الفرصة لمن غاب أن يعطيه فرصة. وشدد على أن طلاب السنة التحضيرية وضعهم مصيري، والقرار لم يتطرق لهم وربما ليس بصالحهم البحوث والتقارير، لافتا إلى أن الجامعة رمت الكرة بملعب الكليات لتجتهد في آلية تضبط بها توزيع الدرجات وطريقة تسليم الاختبارات والواجبات والتقارير فبعض الأعضاء لا يراعي الضغط على الطلاب ويظن أن الطلاب ما عندهم مقرر إلا مقرره؛ لذلك نحتاج من التيسير على الطلاب ما يراعي الحالة الاستثنائية التي نمر بها فالوضع يحتاج مرونة وتيسيرا عظيمين كالذي كان في حجة الوداع فما سأله سائل عن أمر قدم ولا أخر إلا قال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم: افعل ولا حرج.
مشاركة :