رشا عرفه: يلجأ الكثير من الأطفال للكذب عند ارتكاب خطأ ما كوسيلة للهروب من العقاب ، وهي مشكلة تعاني منها الأمهات اللائي لا يعرفن كيفية التصرف السليم مع هذا السلوك ويلجأن الى العقاب والضرب، الأمر الذي يدفع الطفل للكذب كوسيلة دفاعية الأمر الذي أوقع الأمهات في حيرة من أمرهن. غير أن الخبراء يؤكدون أن علاج الكذب يتطلب من الأمهات الحكمة وحسن التصرف من الأم و منح الطفل الثقة، وعدم تخويفه بالعقاب مبينين أن الآباء والأمهات قد يدفعون الطفل للكذب عندما يقومون بالكذب أمام أعينه. وشددوا على أن الكذب عادة مكتسبة يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به، والكذب عند الأطفال متنوع بتنوع دوافعه وأساليبه وأنواعه، ومن دوافع الكذب، كذب جذب الانتباه،وكذب الاستحواذ، وضعف الثقة والفشل والقسوة والانغلاق والتعجيز والتوبيخ ،والنقد السلبي، والأساليب التربوية الخاطئة،وتقليد الآخرين. وقالت نورة المالكي إن كذب الطفل مشكلة تعاني منها بعض الأمهات وتتطلب منهن الحكمة في معالجة الأمر، والتعرف في البداية على أسباب الكذب حتى يتسنى لهن تحديد نوع العقاب المناسب أو كيفية الحل، مبينة أنها كانت تتعامل بشكل خاطئ مع كذب أطفالها فكانت تلجأ للعقاب وكان هذا هو السبب في لجوئهم للكذب حتى يتجنبوا العقاب، ولكنها قرأت كثيرا عن كذب الأطفال، ورأت أن إعطاء الثقة للطفل، وعدم الحديث عن العقاب أو تخويف الطفل ، وخلق حوار هادف مع الطفل، وتعريفه بأن الكذب حرام، الحل الأمثل للقضاء على الكذب ، وهو بالفعل ما أتى ثماره مع أطفالها . وبدورها أكدت نورة المنصوري على أهمية تعليم الطفل الصدق من البداية، وتعليمه أن الكذب حرام ومن الصفات المرفوضة ، واختيار العقاب المناسب لشكل الكذب، مبينة أن الوالدين قد يكونا السبب وراء كذب الطفل عندما يلجآن لعقابه بشكل قاس، أو عندما يكذبان أمام الطفل ، فمن الممكن أن تتلقى الأم أو الأب اتصالا من الخارج ويطلب الأب أو الأم الرد على الهاتف وإبلاغ المتصل أنهما ليسا بالمنزل. وبينت أنيسة صالح أنها تعاني من لجوء أطفالها الى تلفيق التهم لبعضهما البعض، كأن يقوم أحد بكسر شيء ما ويدعي قيام الآخر بهذه الفعلة والعكس، مشيرة الى أنها أحيانا ما تلجأ الى العقاب بالحرمان من اقتناء شيء يحبه الطفل ويتعلق به ، ودائما ما تحاول سرد القصص لأطفالها عن الصدق وأهميته، وفي حالة أن قام أحدهما بقول الحقيقة بعد طلبها منه مع وعده بعدم العقاب تقوم بتعريفه بخطئه، وتعزيز أي سلوك إيجابي يقوم أحدهما به. وبدورها قالت هبة قدري إنها لديها ثلاث بنات أحيانا يلجأن للكذب ويكون ذلك خوفا من عقابهن،أو عندا في بعضهن البعض، أو من أجل الاحتفاظ بشيء ما متنازعات عليه، مبينة أنها دائما ما تحاول احتواء الموقف والبعد عن العقاب بالضرب، من خلال تشجيع الطفلة على قول الحقيقة مقابل عدم العقاب، مبينة أن أكثر شيء يزعجها وتقف حائرة أمامه ادعاء إحداهن المرض تهربا من المدرسة أو الدراسة، فهي لا تعرف هل ما تقوله صحيح أم كذب. وأوضحت آمنة الكواري أن السبب الأساسي والذي يدفع طفلها أحيانا للكذب هو الخوف من العقاب ، مبينة أنها تقوم بطمأنة الطفل، وأنها لن تقوم بعقابه اذا قال الحقيقة، وبالفعل يغير أقواله ويقول الحقيقة، مبينة أن الوالدين قد يكونا السبب في كذب الطفل، فعندما يكذب أحد الوالدين أمام الطفل يقلدهما الطفل، مبينة أنها لجأت للكذب في إحدى المرات بسبب انشغالها بالعمل، وعدم وجود وقت لديها، وما إن انتهت من المكالمة حتى وجدت طفلها يطالعها وكأنه يسألها عن هذه الفعلة مما اضطرها الى الحديث معه، وتوضيح أن الكذب حرام وأنها أخطأت، وكان يجب ألا تفعل ذلك مهما كانت الظروف. وعن تعريف الكذب عند الأطفال قال مسعد سعيد الحجاجي مستشار التنمية الإدارية ورئيس مجلس إدارة مركز الأفضلية للتدريب والاستشارات الكذب سيئ إجمالا ، ولكنه عند الأطفال ينبئ بكوارث آنية ومستقبلية، و يجب التأكيد على أن الكذب عادة مكتسبة وليست وراثية، فالمولود لا يمكن أن يكون قد خلق كاذبا، والفطرة السوية التي خلق الإنسان عليها ترفض الكذب. وتابع قائلا: الكذب عادة مكتسبة يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به والكذب عند الأطفال متنوع بتنوع دوافعه وأساليبة وأنواعه، ومن دوافع الكذب، كذب جذب الانتباه،وكذب الاستحواذ، وضعف الثقة والفشل والقسوة والانغلاق والتعجيز والتوبيخ ،والنقد السلبي، والأساليب التربوية الخاطئة،وتقليد الآخرين ، والأخيرة كارثية بمعنى الكلمة، لأنها تعني أن الطفل يرى الكذب سلوكا طبيعيا في محيطة. وأضاف: كما أن أهم أساليب الكذب التي يستخدمها الأطفال يمكن أن نطلق عليها إخفاء جزء من الحقيقة،وعملية الاختلاق من الخيال أو التأليف أو اتهام الآخرين . وعن كيفية معالجة الكذب يقول الحجاجي: أولا لابد أن نعرف الأسباب الحقيقية وراء الكذب ، وعلاج هذه الأسباب، والتحدث مع الطفل، وضرورة النقاش حول أهمية الصدق، وتعريفه بعقوبة الكذب من الله سبحانه وتعالى، ثم البدء بوضع العقاب المناسب للطفل الكاذب دون أن يشعر هذا الطفل بأنه المقصود بهذا العقاب، وكذلك عدم الحديث عنه أمام الآحرين بأنه كاذب ويكذب، ولا نغفل عن تشجيعه عند قوله الحقيقة، ومهما كانت الحقيقة صادمة يجب الابتعاد عن تعنيف الطفل لأي خطأ ارتكبه، ولكن نعلمه الصح والخطأ بطرق أكثر حكمة، وتفادي اللجوء للصراخ والتعنيف.
مشاركة :