17 مليون عربي مصاب بـفيروس الكبد «سي»

  • 6/12/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قدّر خبراء اجتمعوا في دبي أخيراً، أن أعداد المصابين بمرض التهاب الكبد المزمن في المنطقة العربيّة تلامس الـ17 مليوناً، يعيش 10 ملايين منهم في مصر، فيما تتجاوز أعدادهم عالميّاً الـ200 مليون. وطمأن الخبراء المصابين بذلك المرض المتعارف عليه طبيّاً باسم «فيروس سي» (اختصاراً «أتش سي في» HCV)، بأنهم توصلوا إلى علاج «ثوري» يرفع نسبة الشفاء من مرض الكبد الوبائي بجميع درجاته لتصل إلى قرابة الـ100 في المئة، بفضل تناول عقار مُركّب «إكسفييرا + فيكيراكس» EXVIERA + VIEKIRAX، الذي تنتجه شركة «آبفي» AbbVie العالميّة. ويشتهر التهاب الكبد الوبائي بأنه مرض فتّاك، وهناك ملايين القتلى في سجّلاته عالميّاً. ووفَد مسؤولون في شركة «آبفي» إلى دبي للإعلان عن موافقة دولة الإمارات العربيّة المتّحدة مبدئيّاً على استخدام الدواء المُركّب في علاج مرضى التهاب الكبد المزمن، خصوصاً من النمطين الجينيّين 1 و4، وهما شائعان في الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا. ولاحظ خبراء أن تناول ذلك العقار لا يعرّض المريض إلى أعراض جانبيّة، عكس عقارات أخرى مستخدمة في علاج المرض نفسه. وفي ذلك السياق، أكّد عبّود بيجاني، وهو نائب رئيس «آبفي» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أنه لم ترصد أعراض جانبيّة لذلك العقار». وأوضح بيجاني في لقاء مع «الحياة» أن العقار المُركّب أثبت فعاليته عبر تقويم نتائج العلاج على 2300 مريض منتشرين في 25 بلداً. وفي نتيجة التقويم، تبيّن أن العقار المُركّب أوصل إلى نِسَبٍ عاليّة من الشفاء لدى مجموعات كبيرة ومتنوعة من المرضى. علاج مُكلِف لكنه فعّال! كذلك طالب أطباء وخبراء شاركوا في حدث الإعلان عن موافقة الإمارات على العقار المُركّب، بالتكاتف بين الحكومات والأثرياء ومؤسّسات المجتمع المدني، بهدف توفير العقار المُركّب لملايين المرضى المُصابين بالتهاب الكبد المزمن في المنطقة العربيّة. وحض أولئك الخبراء على إطلاق حملات توعية مُكثّفة بمرض التهاب الكبد الفيروسي المزمن، ما يساعد في السيطرة عليه، إضافة إلى ضرورة مشاركة الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني في تلك الحملات. وكذلك أكّد مسؤولون في شركة «آبفي» أن ثمن دورة العلاج للمريض (3 شهور) في الولايات المتحدة، يتراوح بين 110 و200 ألف دولار. وتأتي موافقة وزارة الصحة الإماراتية المبدئيّة على العقار، بعد شهور قليلة من حصول شركة «آبفي» على موافقة مماثلة من السلطات الصحيّة في «المفوضيّة الأوروبيّة»، ما يجعل الإمارات من أوائل الدول التي تتيح استخدام ذلك العلاج الثوري في منطقة الشرق الأوسط، بعد السعودية وقطر والكويت. وفي التفاصيل العلميّة عن العقار المُركّب أنّه حصل على موافقة «مكتب الغذاء والدواء» في الولايات المتّحدة لاستخدامه في علاج النمط الجيني 1 من فيروس التهاب الكبد المزمن من النوع «سي». في ذلك السياق، أكّد بيجاني أيضاً أن دولاً عربيّة أخرى سوف تعتمد العقار المُركّب قريباً، مشيراً إلى أن قائمتها ربما تشمل لبنان والأردن والعراق وشمال أفريقيا. وتشير تقديرات المسح الوطني الذي أجرته وزارة الصحّة الإماراتيّة أخيراً إلى أن ما يزيد على واحد في المئة من المواطنين واثنين في المئة من الوافدين، يعانون التهاب الكبد الوبائي. وعلّق الدكتور محمد الزعابي، مدير «مستشفى زايد العسكري»، على تلك الوقائع مشيراً إلى أنّ مرض التهاب الكبد «سي» يشكّل عبئاً كبيراً على الصعيدين الاجتماعي والطبي، كما يؤثر في شكل ملموس في حياة المرضى. ويتراوح معدل انتشار الإصابة بفيروس التهاب الكبد «سي» بين المواطنين الإماراتيين بين 1 و 2 في المئة (ما يوازي قرابة 20 ألف مريض)، فيما يقدّر المعدل عينه بين الوافدين بما يتراوح بين 1.5 و2 في المئة (ما يتراوح أيضاً بين 16 ألف إصابة و18 ألف إصابة بفيروس التهاب الكبد «سي»). وعلى صعيد متّصل، تبذل منظمات غير حكوميّة في الإمارات جهوداً كبيرة للتصدّي لمشكلة التهاب الكبد «سي»، والمساهمة في تخفيف العبء الذي يمثله ذلك المرض. إذ أوضح خميس محمد السويدي، مدير هيئة «الهلال الأحمر» الإماراتي في الشارقة، أن «الهلال الأحمر» الإماراتي يساهم في علاج المصابين بمرضى التهاب الكبد «سي» في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، ممن لا يملكون القدرة على دفع تكاليف العلاج. وفي السياق عينه، أشار خبراء إلى أن اكتشاف ذلك المرض يرجع إلى العام 1989، وكان علاجه يجري عبر أدوية تتعلّق بجهاز المناعة، لكن نسبة نجاحها لم يكن يتجاوز الـ6 في المئة. وعمد بعض الاختصاصيين إلى تطوير تلك الأدوية، فنجحوا في رفع نسبة الشفاء إلى 16 في المئة، ثم إلى 65 في المئة، بعد اكتشاف الجيل الثاني من العقارات المضادة للفيروسات. وحدثت طفرة نوعيّة في علاج التهاب الكبد الوبائي «سي» مع العقار المُركّب «إكسفييرا + فيكيراكس»، وربطه مع التراكيب الجينيّة المنتشرة في الجنس البشري.

مشاركة :