عادت الجمعيات التعاونية إلى وضعها الطبيعي، بعد موجات الهلع والازدحام التي شهدتها مع صدور القرارات الإجرائية والوقائية، كما عكس هدوء الجمعيات التزام الناس بتلك الإجراءات وعدم الخروج إلا للضرورة. باتت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في المناطق السكنية تنعم ببعض الهدوء وتشهد قلّة روادها بعد سلسلة من القرارات الصادرة من مجلس الوزارء بشأن التزام المواطنين والمقيمين بالبقاء في منازلهم نتيجة توصيات وتعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، حيث شهدت الأسابيع الماضية إقبالاً كبيراً على الجمعيات التعاونية، مما كدس أروقتها بأهالي المنطقة تسارعاً لشراء أهم المستلزمات للبقاء في المنزل، وحرصاً منهم على توفير أكبر قدر من الاحتياجات الغذائية والمنزلية، تخوفاً من أي طارئ، إلا أنه كان واضحا أمس انخفاض معدل إقبال الناس على الجمعيات، مما يبين التزامهم بعدم الخروج إلا لحالات الضرورة القصوى، في ظل وجود شوارع خالية ومواقف واسعة أمام تلك الجمعيات، فضلاً عن سد احتياجاتها من المشتريات بعد موجة الهلع، وكذلك اطمئنانها بشأن المخزون الاستراتيجي. «الجريدة» جالت في بعض الجمعيات التعاونية التي كان دورها واضحا في التشديد على وضع المعقمات والمطهرات، فضلا عن القفازات الواقية عند بوابات الدخول، والحرص على تنبيه المرتادين إلى ارتدائها مع وضع الإرشادات والتعليمات الوقائية لجميع المقبلين على الشراء، كما لم تنس الجمعيات المحافظة على تعقيم السلال و«العربانات»، الأمر الذي جعل البعض يدخل تلك «العربانات» داخل الجمعيات وعدم إبقائها في الخارج. وهذا ما أكدته مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، وفي البداية قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية خالد الهضيبان إن رسائل الاتحاد والجهات الحكومية بما يخص المخزون الاستراتيجي للسلع والمواد المستهلكة وصلت إلى المساهمين والمستهكلين في كل أنحاء الدولة، مبينا أن الجمعيات تلقت صدمة مع بداية الأزمة بضغط رهيب على الجمعيات، مما أدى الى تكدس الناس أمام الكاونترات، لكن بعد التطمينات الحكومية عاد الوضع طبيعيا. ولفت الهضيبان الى أن الجمعيات التعاونية هي بمنزلة صمام أمان للمستهلكين، ولن تتقاعس عن توفير خدماتها للناس في أوج الأزمات، مبينا أن جميع الجمعيات ملتزمة بتوفير كل الاحتياجات وبالإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة الجميع، مما يلفت إلى عدم وجود داع للهلع. موجات الهلع من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الشهداء التعاونية أسامة الجهيم إن الإقبال في الجمعيات التعاونية عاد الى وضعه الطبيعي بعد موجات الهلع التي شهدتها الفترة الماضية، نظرا لتخوّف الأهالي. وبيّن الجهيم أن من الواضح أن الناس أخذت كفايتها في الأيام الماضية وبدأت تشتري مستلزماتها اليومية كالمعتاد، بعد اطمنئانها للمشهد العام نتيجة القرارات الحكومية المتخذة بأن المخزون الغذائي متوافر دون الحاجة إلى الخوف. أما فيما يتعلق بالمعقمات، فقد لفت الجهيم الى أن زيادة الاقبال على شرائها جعلها تنفد خلال ساعات من توفيرها، نظرا لحساسية الوضع العام، الأمر الذي يتطلب شراء كميات إضافية لكل رب أسرة، متابعا أنه بناء على ذلك حرصت الجمعية على تقنين عمليات الشراء بما لا يتجاوز 3 حبات، حتى تغطي كميات المعقمات المنزّلة في أفرع الجمعيات أكبر قدر من المستهلكين. خطة الطوارئ ولفت الجهيم الى أن مجلس الإدارة نفّذ خطة الطوارئ مع بداية الأزمة، وهي تحتوي على 16 بندا منها متربطة بتعقيم كل الأماكن في الجمعية، وفتح فروع التموين وزيادة المخزون الاستراتيجي، مع رفع ساعات العمل وغيرها من البنود، كاشفا عن إعداد وتجهيز خطة طوارئ ثانية سيتم تفعيلها بحيث تتماشى مع إجراءات وتوجهات الدولة في حال تطبيق حظر التجول. حالة استثنائية بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الروضة وحولي، طارق الشراح، إن الحالة التي تجتاح العالم هي حالة استثنائية لم يسبق أن مر بها الجيل الحالي، وتحتاج إلى تكاتف الجميع، مضيفا أن أهم عنصر وأهم سلاح وأهم علاج موجود الآن لمكافحة المرض هو الوعي والالتزام بالتعليمات والإرشادات الحكومية. وتابع الشراح أن هناك مجهودا وطنيا قام به من هم في الصفوف الأمامية، وعلى رأسها وزارات الصحة والداخلية والدفاع والجهات الأخرى، فضلاً عن العاملين في الجمعيات التعاونية والجهات التطوعية ومساهمتهم بترشيد الاستهلاك في الجمعيات التعاونية، مما استدعى لاستشعار المسؤولية للمواطن والمقيم، وعكس ذلك انخفاضاً في عمليات الشراء والتكديس، موضحا أن النظام التعاوني أثبت أنه النظام الأفضل في العالم خلال الأزمات وهو بمنزلة الحصن. وقال إنه فيما يتعلّق بدور جمعية الروضة وحولي التعاونية، فإن مجلس الادارة والعاملين بها يقومون بأعمالهم على مدار الساعة في الوضع الراهن لخدمة المواطنين والمقيمين من أجل وضع بعض التنبيهات اللازمة، ومنها ترشيد الاستهلاك واستشعار المسؤولية وعدم الشراء أكثر من الحاجة الاعتيادية، واختيار الأوقات الأقل زحاما للشراء من الجمعيات، مع الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية. ارتفاع الأسعار وطالب الشراح من الحكومة متمثلة في وزارة التجارة والجمارك والبنك المركزي والجهات المختصة أن يساعدوا شركات الاستيراد، وألا تتسبب الإجازة الطارئة في إيقاف التصدير، فقد يتسبب ذلك في ارتفاع الأسعار وانقطاع السلع. وتابع: «تنبهنا إلى احتمال تأثير انتشار المرض على سلوك الناس الاستهلاكي واحتمال وجود نقص في بعض السلع القادمة من الصين، فقمنا بملء المخازن مدة سنة كاملة». مبيعات %150 بدوره، قال رئيس مجلس إدارة جمعية النعيم التعاونية عبدالرزاق الظفيري إن الأيام الماضية شهدت مبيعات وصلت إلى 150 بالمئة خلال من بعد الإعلان عن تعطيل الجهات الحكومية نتيجة هلع الناس الذي شهدته الجمعيات على مستوى الدولة ليعود الوضع طبيعيا خلال اليومين الماضيين، مبينا أن الهدوء الذي تشهده الجمعيات نتيجة التطمينات الحكومية واتحاد الجمعيات التعاونية بوجود مخزون استرايتجي كاف. ولفت الظفيري الى أن جمعية النعيم وضعت جهاز حرارة للكشف عن حالة مرتادي الجمعية، وهذا إجراء متطور، الى جانب الالتزام والحرص بوضع المعقمات والقفازات عند بوابة الدخول، وكذلك تعقيم «العربانات» وكافة أروقة الجمعية، متابعا أنه تم تطبيق كل قرارات مجلس الوزراء للحرص على الصحة العامة للمواطنين والمقيمين، ومطئمنا أن المخزون الاستراتيجي كاف ويسع الجميع. أكد رئيس جمعية مدينة سعد العبدالله التعاونية، سلامة العنزي، أن الوضع عاد إلى الاستقرار، والجمعية وفرت احتياجات المستهلكين، خاصة فيما يتعلق بزيادة كمية الخبز، مبينا أن أغلب الناس أخذت كميتها الكافية خلال بداية الأزمة، إضافة الى أنه أصبحت هناك ثقة لديها بالإجراءات المتخذة لتعود بهدوء لشراء مستلزماتها اليومية. وأوضح العنزي أن الجمعية التزمت بكل الإرشادات، ووفرت الإجراءات الوقائية التي لفتت إليها وزارة الصحة من معقمات وغيرها من أجل سلامة الجميع، وتسعى الى فتح باب التطوع للمشاركة في خدمة أهالي المنطقة، متابعا أن عمل الجمعية بكل أفرعها يسير وفق الخطة الموضوعة مع زيادة المخزون الاستراتيجي وفتح أفرع التموين.
مشاركة :