أكَّد عدد من المختصين أنَّ بعض الشباب الذين تورطوا في ممارسة أعمال إرهابية مارسوها دون إدراك للعواقب التي تترتب على مثل هذه السلوكيات ودون أيّ هدف له أيّ معنى، مُضيفين أنَّهم ألقوا بأنفسهم للتهلكة، مُحمّلين الأسرة في المقام الأول مسؤولية انحراف هذه الفئة، مُشيرين إلى أنَّ بعض الأسر تتهاون في تربية الأطفال الذين يغدون كباراً وهم بهذه السلوكيات، ثمَّ يندمون حيث لا ينفع الندم، خصوصاً أنَّ بعض الآباء يتركون أبناءهم دون أيّ نوع من أنواع الردع، إلى جانب عدم السؤال عنهم، مع أنَّهم على إدراك تام بسلوكيات هؤلاء الأبناء. وبيَّنوا أنَّ دور المدرسة يُعدُّ امتداداً لدور الأسرة، مُضيفين أنَّ هناك جهات أخرى لها أيضاً دور كبير في بث التوعية الكفيلة بإخراج هذه الفئة من هذا النفق المظلم، ومن بينها المسجد، مُشددين على أهمية الدور الكبير للائمة والدعاة في هذا الجانب، مؤكِّدين على أنَّ هذه الأدوار إذا تكاملت، فإنَّ الأمور ستستقيم بنسبة كبيرة، مُشيرين إلى أنَّنا اليوم أمام هذا النوع من الشباب الذي لا يسعى لأيّ هدف، بل إنَّ غايته تكمن في إشاعة الخراب عن طريق القتل والتدمير باسم الدين بينما الدين منهم براء، لافتين إلى أنَّ المسلم الحقيقي لا يمكن أن يقتل أو يُزهق أرواحا بريئة لاذنب لها، مُوضحين أنَّهم بهذه الأفعال الشنيعة يمارسون نوعا من الانتحار الذي يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف، ممَّا يؤكِّد أنَّ هؤلاء يرتكبون هذه السلوكيات وهم في حالة غياب للوعي بفعل إدمان بعض المسكرات التي تؤدي لمثل هذا الغياب للعقل، وبالتالي ارتكاب كل أنواع الجرائم. عواقب وخيمة وأشار لواء. محمد الحلافي إلى أنَّ هذه الفئة من الشباب تعيش حالة من الفراغ الذي يؤدي إلى إدمان المسكرات، وبالتالي فإنَّ للمسكرات عواقب وخيمة من بينها ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة المتمثلة بقتل الأبرياء من المصلين في بيوت الله، مُضيفاً أنَّ إنقاذ هذه الفئة الضائعة من الشباب من هذا النفق المظلم يتطلَّب أن تكون هناك أدوات كثيرة للتربية التي تبدأ في المقام الأول من البيت، حيث من المهم أن تكون الأسرة في حالة يقظة تامة. وأكَّد على أنَّه ينبغي على الآباء أن يكونوا على علمٍ تام بسلوكيات الأبناء والأماكن التي يذهبون إليها ومن يرافقهم في سهراتهم التي قد تمتد أحياناً إلى بزوغ الفجر، خصوصاً أنَّ المدن السعودية تعج بأعداد كبيرة من الوافدين الذين يختلفون معنا في كثير من العادات والتقاليد والمفاهيم، حيث أنَّ بعضهم قد يدفعون بأبنائنا إلى المهالك، مُبيِّناً أنَّ لرجال الأمن دور كبير في التقصي ومتابعة وملاحقة هذا النوع من الشباب، إلى جانب منع الشباب من التجوال في أوقات متأخرة من الليل دون أسباب مقنعة. متابعة لصيقة وأوضح عميد. عبدالله السياري -إدارة مرور جدة- أنَّ البيت هو المكان الأول لغرس الأخلاق الحسنة في نفوس الأبناء، ثمَّ يأتي دور المدرسة في عملية تقويم هذه الأخلاق، التي قد تنحدر نتيجة عدم المتابعة اللصيقة لهؤلاء الشباب وهم في مثل هذه الأعمار الغضة، حيث من اليسير جداً إغراءهم بشتى السبل، مُضيفاً أنَّ قتل الفراغ الذي يعاني منه شبابنا له أدوات كثيرة، مثل: الأندية الثقافية والرياضية، التي بوسعها جذب هؤلاء الشباب ومحاربة أوكار الجريمة التي تمتلئ بأنواع المسكرات أو المخدرات. تيارات الضياع وقال عقيد. سليمان المطوع -شرطة جدة-: «إنَّ هناك أسر كثيرة تتهاون في تربية الأطفال الذين يغدون كباراً وهم بهذه السلوكيات، ثمَّ يندمون حيث لا ينفع الندم، ذلك لأنَّ بعض الآباء يتركون أبناءهم دون أيّ نوع من أنواع الردع، بل إنَّ هؤلاء الآباء لا يكثرون السؤال عنهم، مع أنَّهم على إدراك بسلوكيات هؤلاء الأبناء، بل إنَّهم يمدون لهم الحبل على الغارب، فيكون الإنحراف وراء تيارات الضياع ثمَّ الغرق في بحاره»، مُشيراً إلى أنَّ البيت هو المسؤول الأول في التربية. دور الأسرة وأبدى عقيد. زيد الحمزي -مدير العلاقات العامة والإعلام بمرور جدة- استغرابه الشديد لحالة بعض الأسر التي لا تتابع أبناءها وهم يغوصون في وحل الرذيلة ثمَّ يرتكبون مثل هذه الجرائم الفظيعة في بيوت الله -سبحانه وتعالى- ويزهقون أرواح بريئة جاؤوا للعبادة وتنتج عنها مآسٍ عديدة، مثل إفراز أعداد من الأرامل والأيتام، مُضيفاً أنَّ كل هذه المآسي هي بسبب التهاون الشديد من قبل بعض الأسر تجاه أبنائها منذ الصغر. وأضاف أنَّ هذه الأسر تركت أبناءها في أيدي بعض المتطرفين الذين هم في الحقيقة فئات دخيلة على بلادنا، حيث تركت كل معاني المثل القويمة المستمدة من صلب شريعتنا الغراء، مُلقياً باللوم والعتاب على هذه الأسر التي تركت أبناءها دون أيّ رادع. فئة ضالة وبيَّن عقيد. محمد الحسين -المتحدث الإعلامي بجوازات منطقة مكة المكرمة- أنَّ هذه الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الشباب بقتل أرواح بريئة وهم يصلون في المساجد لا يمكن أن يفعلها أيّ مواطن سعودي عاش على ثرى هذه البلاد الطاهرة واستفاد من خيراتها، مُضيفاً أنَّ مملكتنا الحبيبة وفرت رغد العيش والحياة الآمنة لكل من يعيش فيها، سواءً المواطنين أو المقيمين، ممَّا يؤكد أنَّ هناك فئة ضالة لم تجد التربية السليمة من الآباء والأسر. وأضاف أنَّ هذه الفئة لم تستفد من المناهج التربوية التي أعدَّتها دولتنا في كل المراحل التعليمية لتغذية العقول بأسمى الأفكار التي تحض على الدفاع عن الدين وحب الوطن والذود عن حياضه، الأمر الذي يدعو إلى عدم إتاحة الفرص لمثل هؤلاء الشباب وهم في مثل هذه الأعمار للسفر إلى بلاد أخرى تعج بفئات من أصحاب الأفكار الهدامة، مُبيِّناً أنَّهم قد يجدوا في شبابنا أرضاً خصبة لزراعة هذه الأفكار السلبية. أفكار مسمومة ولفت د. محمد السعدي -تعليم جدة- إلى أنَّ هناك من يتربص ببلادنا حقداً منهم على نعمة الأمن الذي يظلل سماءها والحياة الرغيدة التي يعيشها شعبها، مُضيفاً أنَّهم لن يتمكنوا من بث هذه السموم التي تهدف للنيل من بلادنا إلاَّ عن طريق هذه الفئة من الشباب، وذلك من خلال تلويث عقولهم بهذه الأفكار المسمومة وبالتطرف والمغالاة في الدين، الأمر الذي يتطلَّب بث الوعي في أوساط هؤلاء الشباب وتنبيههم بمدى الأحقاد التي يحملها البعض ممن يتربصون ببلادنا. أرواح بريئة وأكَّد عبدالرحمن المساوي أنَّنا اليوم أمام هذا النوع من الشباب الذي لا يسعى لأيّ هدف، بل إنَّ غايته تكمن في إشاعة الخراب عن طريق القتل والتدمير باسم الدين بينما الدين منهم براء، متسائلاً: كيف لإنسان يدعي الإسلام أن يقتل ويُزهق أرواحا بريئة لاذنب لها، مشيراً إلى أنَّهم بهذه الأفعال الشنيعة يمارسون نوعا من الانتحار الذي يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف. حملات أمنية وأشار صديق بن كمال إلى أنَّ الأمور برمتها تحتاج إلى إنقاذ مثل هذه الفئة من هذا السفهة وتخليصهم من هذه الأفكار المنحرفة والعمل بكل مثابرة على افتتاح مراكز ثقافية تضم علماء الاجتماع ممَّن لديهم القدرة على تغيير هذه المفاهيم التي لا يؤمن بها في الحقيقة إلاَّ فئة ضالة من الشباب لم يجدوا التوجيه المناسب من أسرهم، مُضيفاً أنَّ للشارع دور كبير في هذا الضياع الذي يعيشه هؤلاء الشباب الذي يخالطون أنماطاً مختلفة من البشر ممَّن ليس لهم ولاء سوى للمال. وأيَّده الرأي صالح شبرق -تربوي-، موضحاً أنَّ هناك محال تجارية تضم أنماط مختلفة من الوافدين، ممَّن لم ينالوا أيّ قدر من التعليم، وربَّما لم يكن لديهم إقامات نظامية، لافتاً إلى أنَّ هؤلاء أضروا ببعض الشباب وزجوا بهم في دروب المهالك، وذلك عن طريق تعاطي المخدرات ليبتزوا أموالهم، مُشدِّداً على أهمية وجود حملات أمنية مكثفة على هذه المحال وعدم إتاحة الفرصة لمثل هذه العناصر التي لها باع طويل في تشويه أفكار شبابنا وتغيب عقولهم عن طريق تعاطي هذه المخدرات. تربية وطنية ولفت سليمان الجميعي -مستشار قانوني- إلى أنَّ التربية الحقيقية تبدأ في المنزل، ثمَّ يأتي دور المدرسة، موضحاً أنَّ دور المدرسة يُعدُّ امتداداً لدور الأسرة، مُضيفاً أنَّ هناك جهات أخرى لها أيضاً دور كبير في بث التوعية الكفيلة بإخراج هذه الفئة من هذا النفق المظلم، ومن بينها المسجد، مُشيراً إلى الدور الكبير للائمة والدعاة في هذا الجانب، مؤكِّداً على أنَّ هذه الأدوار إذا تكاملت، فإنَّ الأمور ستستقيم بنسبة كبيرة، مُبيِّناً أنَّ التربية الوطنية هي من أهم العناصر التى تسهم في عدم ولوج المتهورين من الشباب في هذه المزالق. وأضاف أنَّ ذلك يعود إلى أنَّ حب الوطن من الإيمان، ممَّا يجعل الأب والأم يبذلون جهداً كبيراً في غرس هذه الفضيلة في أعماق الشباب منذ نشأتهم، خصوصاً أنَّ الوطن كفل لنا كل سبل الراحة والطمأنينة ورغد العيش. أعمال جنونية وقال د. جمال أبو الذهب: «إنَّ بعض هؤلاء الشباب يقلدون بعضهم البعض حتى أصبحت هذه الظاهرة مثل الموضة، إذ يمارسونها دون أن يكون هناك أيّ هدف»، مُضيفاً أنَّ بعض عناصر هذه الفئة الضالة التي أضرت بنفسها عادت إلى الحياة مرة أخرى لإبداء عظيم ندمها، ممَّا يؤكد على أنَّ تلك الممارسات كانت بمثابة أعمال جنونية ما لبث أن أدرك الكثيرون أنَّها أعمال باطلة ونوع من التهور من قبل فئة ضالة، حيث نرى أنَّها اختفت تماماً في الوقت الحالي وانطفأت نيرانها وخمدت، لافتاً إلى أنَّها ستختفي تماماً وستظل بلادنا آمنة مطمئنة من كل الشرور.
مشاركة :