لم يدر بخلد معظم الهلالين واعضاء الشرف أن يزجون به رئيسا مكلفا بعد استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد قبل نهاية الموسم الماضي بأشهر قليلة وأن يواجه تلك العواصف والاتربة التي حجبت مشاهدة "الزعيم" بصورته الكاملة على منصات التتويج بالحكمة والهدوء والصبر، فالتركة ثقيلة والمهمة صعبة، والتحديات كبيرة، حتى ظن الكثير أن توليه للمسؤولية رئيسا ماهو الا لتسيير الاعمال و"تأدية الواجب" حتى موعد اختيار الرئيس الجديد، ولكن محمد الحميداني ظهر بالوقت المناسب وكان له رؤية مختلف وهدف كبير ومخططات تهدف إلى اسعاد جماهير "كبير اسيا" وبالتالي وضع بصمته قبل أن يترجل عن الكرسي الكبير الذي مر عليه الكثير من الرؤساء فكان لهم بصمتهم في تحقيق اماني هذه الجماهير، وهو ما تحقق عندما فاز الفريق بكأس الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الأمر الذي جعل الحميداني يدخل القائمة الذهبية لرؤساء "الزعيم". عبدالرحمن بن مساعد صعب مهمتي.. ورأس جحفلي أسعدني "دنيا الرياضة" استضافت رئيس الهلال الذي انتهت مهمته ولم تنته علاقته بالنادي الكبير وسألته عن بعض النقاط فكان سريعا في بديهته، وحريصا على أن تفهم جماهير ناديه وجهة نظره لأنه حسب ما يقول تولى المهمة من أجلها وتحمل الكثير لتفرح. * كيف كانت مشاعرك قبل نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وهل فقدت الأمل في اللحظات الحرجة؟ - كنت متفائلا جدا قبل المواجهة، خصوصاً أن اللاعبين كانوا يمتلكون حماساً كبيراً أظهروها في التدريبات، لكن ظروف المباراة لم تخدم الهلال، نظراً لخروج البرازيلي رودريغو ديغاو بسبب الإصابة، وتعرض تياغو نيفيز لإصابة، وإرهاق اللاعبين في الدقائق الأخيرة بعد موسم طويل وشاق، لكن جاء الفرح من الله ثم رأس نجمنا محمد جحفلي. الهلال كسب رئيساً محنكاً.. وعلاقتي به لا تحددها المناصب *هل انتهت علاقتك إدارياً بالهلال، وكيف وجدت التجربة؟ - دعمي ليس متوقفاً على منصب والحميداني عاشق هلالي أولاً وأخيراً، أما فيما يخص التجربة فالرئاسة مسؤولية كبيرة وشاقة، خصوصاً على من يرأس الهلال نظراً لجماهيرية الفريق الكبيرة، وسقف الطموح المرتفع لديهم، فهي لا ترضى بأقل من الذهب. * ماهي انطباعاتك عن الوسط الرياضي وماهي أبرز سلبياته وايجابياته؟ - الوسط الرياضي فيه الكثير من السلبيات والايجابيات، ودعني أذكر أن من أبرز الايجابيات هي محبة الجماهير والتعرف على شخصيات كان لي شرف معرفتهم من خلال تواجدي العامين الماضيين في مجلس إدارة الهلال، والسلبية الكبرى هي السب والشتم وإلقاء التهم جزافاً، لكنني في النهاية وفقت في خدمة الهلال وكسبت محبة الجماهير "الزرقاء" وهذا أهم المكاسب. *ما الفارق بين عملك نائباً لرئيس مجلس الإدارة السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وعملك لوحدك رئيساً للنادي؟ - الأمير عبدالرحمن كان يبذل جهوداً كبيرة في النادي ويعمل عملا كبيرا، وبعد استقالته كان الوضع أصعب كوني الرجل الأول في النادي ومن يتحمل مسؤولية القرارات، خصوصاً في مرحلة حرجة، وفي النهاية هذا الفريق بناه الأمير عبدالرحمن وله الفضل الأكبر بعد الله في تحقيق البطولة. * ماهو دور المستشارين الثلاثة الذين استعنت بهم خلال فترة رئاستك؟ - الكابتن يوسف الثنيان والمهندس طارق التويجري وأحمد الفهيد ساعدوني خلال فترة الرئاسة بالمشورة والاقتراحات المتزنة والمفيدة، وكانوا قريبين من النادي وأمينين على أسراره، وساهموا في النجاح. *ماهي مشاعرك عند استلام الكأس من خادم الحرمين الشريفين ومدى تأثير كلماته الأبوية؟ - ربما تكون هذه اللحظة من أفضل اللحظات في حياتي حين أحظى بلقاء سيدي خادم الحرمين الشريفين وأتسلم الكأس من يده الكريمة، خصوصاً أنها أول كأس باسمه. * ماذا ينقص الفريق الهلالي والنادي بشكل عام؟ - بإذن الله أن الفريق سيكون جاهزاً ولن ينقصه شيء مع قدوم الأمير نواف بن سعد ووقفة شرفيو الهلال، بعد توفيق الله طبعاً، فنواف إداري محنك وعمل كثيراً في الوسط الرياضي وأعتقد أن سينجح بنسبة كبيرة. * إدارتك تعاقدت مع المدرب اليوناني جورجيوس دونيس، وكنت قريبا منه الفترة الماضية، ماهي أبرز تحدياته وايجابياته؟ - دونيس مدرب ذكي ويملك كاريزما جيدة، وهو محبوب جداً من اللاعبين، ويكفي أنه أثبت نجاحه في فترة وجيزة وحرجة، ووضع التشكيل الذي يتناسب مع امكانات اللاعبين، وأنا شخصياً أرغب في استمراره وأعتقد أن الأمير نواف بن سعد يرغب في التجديد معه. *ما هو شعورك وأنت تنضم للقائمة الذهبية مع الرؤساء الذين حققوا بطولات للنادي؟ - شعور عظيم أن يسجل التاريخ اسمي ضمن قائمة الذهب "الزرقاء" وهذا الأمر يدعو للتفاخر، مع يقيني بأنني أقل من خدم الهلال من الرؤساء والشرفيين البارزين، وهذا الذهب لم يأت بمجهودي الفردي، فأنا فرد في منظومة كبيرة عملت واجتهدت، وكانت امتداداً لعمل سابق ارتكزنا عليه خلال فترة التكليف. *نصيحتك للإدارة الجديدة؟ - كما ذكرت لك، الأمير نواف يمتلك خبرة كبيرة وسبق أن حقق نجاحات، وأنا أتعلم منه ومن تجربته، وهو يعي حجم الطموح ومتطلبات الفريق، وأتمنى له التوفيق في خدمة هذا الكيان الكبير. * أخيراً، ماذا تقول لجماهير الهلال؟ - الجماهير الهلالية هي السر في انتصارات الفريق منذ تأسيسه، وهي أهم أسباب تفوقه واعتلائه المنصات، وهي اللاعب الأول في الهلال، والذي لم يخذل الفريق أبداً، واتمنى أنني وفقت في خدمتهم وكنت سبباً في إسعادهم، وأنا سعيد بمحبتهم ويعلم الله أننا نسعى دائماً لرضاهم، فنحن نقدر جهدهم ومشقة حضورهم، ويحزننا كثيراً خروجهم من الملعب بعد بعض المباريات التي خسرناها والنهائيات التي لم نتوّج بها، وأعتذر لهم عن تقصيري، وأعدهم أنني سأبقى داعماً ومحباً للهلال ولهم.