«اطلبوا العلم ولو في الصين»... كلمات مأثورة أطلقت، ونسبها البعض إلى الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، لتشجيع الناس على طلب العلم أينما كان في العالم. صحيح أن الصين أول دولة في العالم ظهر فيها وباء كورونا (كوفيد١٩)، لكنها أيضا أول دولة استطاعت أن تكافحه بإجراءات منظمة، وبالاستعانة بعلمائها وباحثيها وأطبائها حتى استطاعت أن تحد من انتشاره، ونجحت في ذلك عن طريق مراكز البحوث وتشجيع العلماء الذي يؤتي ثماره، وقت الأزمات، لذا على كل الدول الاهتمام بالعلم والعلماء والباحثين، والسعي إلى طلب العلم ولو كان في أقصى الأرض. هذا الحديث يجرنا إلى دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية في محاصرة وباء كورونا والتعاون بينها في التصدي له، ولاشك أن هناك تواصلاً بين دول الخليج، تقوم به الأمانة العامة لمحاصرة هذا الوباء، ولكن يظل دور ونشاط المجلس ممثلاً في الأمانة العامة دون المستوى المطلوب؛ فيجب تبادل المعلومات والإجراءات التي تتخذها كل دولة عضو في المجلس، وكذلك المخزون الغذائي والطبي، مع التعاون كذلك إذا تبين أن لدى أي دولة نقصاً في المعدات الطبية أو الأدوية، وأن يتم التنسيق بينها، خصوصاً بعد إغلاق المطارات وتعليق بعض الرحلات، لنقل مواطني مجلس التعاون الموجودين خارج بلدانهم حتى يصلوا إليها، والتنسيق بين سفارات دول المجلس، وعقد اجتماعات عن بُعد بين مسؤولي الدول الأعضاء، وذلك باستخدام التكنولوجيا، وإذا كانت بعض الدول بحاجة إلى متطوعين ذوي خبرة، فلنؤكد للعالم أن شعوب دول الخليج تعمل كتلة واحدة للقضاء على هذا الوباء العالمي، وكذلك تقدم خدماتها ومساعدتها إلى الدول الأخرى التي تعاني نقصاً في الإمكانيات. *** فقيد الرياضة الخليجية فقد المجتمع الرياضي الخليجي شخصية رياضية مرموقة كانت ملح دورات الخليج لكرة القدم بتعليقاته المحببة وروحه الرياضية العالية، وحبه للتجمع الخليجي، وأيضاً حبه الشديد للكويت. في غمرة الاهتمام بمتابعة «كورونا» لم يحظَ هذا الرجل الكبير بالتكريم المطلوب، ولعلي بهذه الكلمات أوفيه حقه، إنه الرياضي الكبير الشيخ عيسي بن راشد آل خليفة، رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية البحرينية السابق، رحمه الله، كان هادئاً وخفيف الظل، ويلقي على دورات الخليج جواً من المنافسة الشريفة والتحدي، منذ بدء دورات الخليج لكرة القدم التي أقيمت في البحرين للمرة الأولى عام١٩٧٠، وهو يمني النفس بأن تكون بلاده بطلاً يوماً ما لهذه الكأس الخليجية. وجاءت دورة الخليج التي أقيمت في قطر، وتحقق الحلم لهذا الرجل، وفازت البحرين بالبطولة بعد أربعين عاماً من إقامة الدورة الأولى، وكنت أتمنى في بداية الدورة أن تفوز البحرين بالبطولة لأجل أن يفرح هذا الشخص المحب لبلده. رحم الله الشيخ عيسى بن راشد، وأسكنه فسيح جناته. *** الموضوع الأخير الذي أنهي به هذا المقال متعلق بوزارة الأشغال العامة، فحيث إن الشوارع في الكويت هذه الأيام شبه خالية من المركبات بسبب إجراءات الدولة للحد من خروج الناس من منازلهم بسبب مكافحة وباء كورونا والقضاء عليه، لم لا تقوم «الأشغال» بعملية إصلاح وصيانة ورصف للطرق في هذا الوقت، وستكون العملية أسهل من الأيام الاعتيادية لخلو كثير من الشوارع من المارة والمركبات، وسوف تستغرق العملية مدة أقصر من الأحوال العادية، فيا حبذا إذا كان البدء بالشوارع الداخلية، وبعض الطرق السريعة، وهذا يعتمد على إمكانيات الوزارة وظروفها.
مشاركة :