في الوقت الذي يؤكد فيه وزير التجارة تحقيق المملكة لأعلى معايير الوفرة في المخزون الغذائي وكمياته الضخمة يمضي بعض المتلاعبين بأسعار السلع الغذائية أو ذات البعد الوقائي في غيهم، ما استوجب قيام الوزارة بالضرب بيد من حديد عليهم في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المملكة بسبب فيروس كورونا المستجد covid19. والوزارة التي رصدت بعض التجاوزات برفع أسعار الكمامات والمعقمات في بعض أسواق المملكة، قامت بتطبيق العقوبات بدون تهاون مع المخالفين، فيما أكد اقتصاديون وعاملون في سوق التجزئة لـ"الرياض" التي تجولت ميدانيا على بعض المواقع التأييد التام لما تقوم به الوزارة لكبح جماح هذا التلاعب، مشددين بأن المملكة لا تتهاون في أمنها الغذائي، وفي رفع أسعار السلع في الأزمات. وكشفت الجولة على بعض المنشآت التي تبيع أدوات التعقيم والكمامات في محافظة القطيف عن وجود ارتفاع في بعض الأسعار، بيد أن تجار التجزئة رموا الكرة في ملعب تجار الجملة الذين يرفضون البيع بأسعار ما قبل فيروس كورونا، مؤكدين أن العودة لتلك الأسعار يعني الخسائر المادية كونهم اشتروا بأسعار أعلى، بيد أن أشخاصا من زبائن تلك المحال التجارية شددوا على أن ذلك جزء من التلاعب في السعر، إذ يمكن التبليغ على تاجر الجملة لدى وزارة التجارة التي أكدت مرارا وتكرارا أنها ستضرب بيد من حديد كل من يستغل الناس في مثل هذه الظروف التي تمر بها المملكة بسبب فيروس كرونا الجديد. وشدد عبد رب الحسين الفرج، على عدم استغلال الناس في هذه الظروف التي يجب التكاتف فيها، مؤكدا أنه يرفض رفع أسعاره وأن مخزونه من بعض المواد التي لا تزال موجودة تباع بنفس الأسعار القديمة حتى تنفذ وأنه لن يشتري بأسعار عالية ليبيع بأسعار عالية، وقال: "حقيقة أحارب تجار الجملة بما تعني الكلمة في سوق الجملة في الدمام لأنهم يرفضون بيعي بأسعار معقولة، بل إنهم يستغلون الظروف ولنتخيل جميعا بأننا كنا نشتري كرتون الكمامات بـ50 ريالا وحاليا قفز إلى 1050، وعزفت عن شرائه لأن فيه استغلال كبير جدا، ووصل سعر المعقم من أحد الأنواع الشهيرة إلى 290 ريالا، وقبل إقبال الناس بسبب فيروس كورنا كان 230 ريالا". وأيد عضو مجلس المنطقة الشرقية رجل الأعمال عبدالله آل نوح، الإجراءات الرقابية التي تقوم بها وزارة التجارة للحد من التلاعب بالأسعار في هذه الظروف، مثنيا على الجولات التي تقوم بها وزارة التجارة، ما يردع بعض الأشخاص الذين يستغلون الظروف في مثل هذه الفترة التي تتطلب تكاتفا وطنيا كبيرا لنعبر التحدي ونصنع الانتصار على فيروس كورونا الجديد. وأضاف "ليس هناك أي مبرر لرفع الأسعار، فالمملكة بها مخزون غذائي ضخم جدا وليس هناك داع للقلق فحكومتنا الرشيدة -أيدها الله-، تعمل على إدارة الأزمة بما يتناسب وحجمها ونحن من الدول التي عملت على الاحترازات منذ وقت مبكر وفي توقيت مناسب وهذا ما لا يجعل الاقتصاد مضطربا كما يحدث في بعض البلدان"، مشيرا إلى أن رفع الأسعار في دولة قوية اقتصاديا مثل المملكة غير مبرر من التاجر، وحين نقول إننا من الدول ذات الاقتصاد الكبير نعني أن الوفرة في المخزون موجودة كما أن البنية التحتية لتصنيع المعقمات وخلافه موجودة وليس هناك داع للقلق أبدا". وتابع "نحن نؤيد بقوة وزارة التجارة في مكافحتها للمتلاعبين بالأسعار".