بدبلوماسية ثقافية شفافة، راسمة لمحة تعريفية عن نفسها: «كلاوديا بور، كاتبة وناشرة مكسيكية، وأكتب لدار (إيديسيونيس تيكولوته)، منذ ثلاثين سنة وأنا أكتب للأطفال واليافعين والكبار». وفي حديثها لـ(الاتحاد) تطرقت إلى تفاصيل عملها وتجربتها في الكتابة للأطفال، وغيرها من ملامح تجربتها مع الكلمة. تقول كلاوديا بور: من أهم الموضوعات التي نكتب عنها وننشرها، هي تاريخ المكسيك وآدابها وفنونها، ولدينا المجموعة الأولى التي بدأناها (أنت سترى/ You will see)، وتتحدث عن أحداث تاريخية من الاحتلال الإسباني إلى الاستقلال، وموثقة بالصور والمخطوطات، وأعمالنا ذات أثر مرجعي للمدرسين والطلاب، وأعمل مع المعلمين والمدرسين، وهذا هام جداً، لكي يكون لدى المعلم الكثير من المعلومات. وأضافت: أصدرنا، حتى الآن، وفقط للأطفال (36) كتاباً، موجهاً لأعمار تتراوح بين 6 سنوات و12 سنة، وهي مناسبة لمخيلتهم؛ كونهم يمثلون مرحلة هامة صنفها علم النفس بمرحلة الطفولة الأولى. وأكملت: بالنسبة لعلاقة النص والصور، فنحن حريصون على التناغم المناسب للطفل القارئ، ولذلك أعمالي نصوص مصورة، وطبعاً، باللغة الإسبانية. الظل الأبيض تلفت كلاوديا بور إلى ضرورة الاهتمام بالصور المرافقة للقصص، من حيث اللون والمعنى والشخوص والرسومات الأخرى، إضافة إلى التلاعب الجمالي الاستفهامي بالصورة بغية تفعيل عقل الطفل، وتحفيزه على التساؤل والتخيل، مثلاً تلك الصورة التي تحركت منها شخصيتها إلى الصفحة المقابلة، ليظل مكانها ظلها الأبيض في الصفحة المفترض أن تكون فيها، لتكتمل اللوحة التعبيرية الموازية للنص، بينما هذه الشخصية المجزوءة تقف وحدها، كجزء من تلك الصورة، تقف في الصفحة المقابلة بهيئتها الملونة، وهي مفردة فنية تضفي على العمل الأدبي والتوثيقي المزيد من وظيفة التوصيل للنص والعناصر والرسوم والإخراج. ثم أشارت إلى كيفية التعامل الفني بين شخصية قصتها وظلها الأبيض، أو فراغها، قائلة: من خلال هذه الحركة النشطة بين تفكيك اللوحة وتركيبها، نكون قد اعتمدنا على تحريك هذا الجزء من الصورة، وتوظيفه في مكان آخر ليكون موضع اهتمام مثير للطفل، يقبل توقعاته، تفسيراته، وتحليلاته المعتمدة على النص الذي يقرأه، ويحب أن يساهم في كتابته وتعبيره، وهنا، نكون قد أضفنا للطفل القارئ عدة فوائد، منها التكوين اللغوي، وتفعيل العقل، والمخيلة، والمساهمة في إنشاء نصه الآخر. الكتاب الأسود وأوضحت: (الكتاب الأسود للألوان)، هو كتاب أسود، غلافه أسود، وصفحاته سوداء، لكنه بلغة (برايل)، وهدفي منه أن يشعر القارئ المبصر بالقارئ المصاب بعسر القراءة الناتج عن ضعف الرؤية، أو العمى، وفي الوقت ذاته، أن يستطيع الطفل من ذوي الهمم، المصاب بحاسة البصر، أن يقرأ العالم من حوله. واسترسلت: مثلاً، هناك طفل طبيعي يتحدث عن الحديقة وأشجارها وطيورها وألوانها، بينما يستمع له طفل لا يرى، وهذا الكتاب يساعد الطفل الذاهب إلى الحديقة، لكنه لا يستطيع أن يرى سوى الأسود، ليصبح رائياً، كيف؟ هذا الكتاب يساعده في التعرف إلى الطبيعة، فيسمع الألوان بالصوت، ويحاول أن يلمس هذه الرسومات السوداء النافرة، وهذه الكتابة النافرة، إنه يحاول أن يلمس ليشعر بكل ذلك. وأكدت: فخورة لأنني، كمكسيكية، أعرّف العالم بالتاريخ المكسيكي وجذوره وعاداته وتقاليده وفنونه وتراثه ومسيرته الحياتية، وسعيدة جداً بزيارة الإمارات العربية المتحدة كأول بلد عربي أطل من خلاله على العالم العربي، وشكلت لي هذه الزيارة الحدث الصدمة، أو الحدث الدهشة. واختتمت: اكتشفت، هنا، العقول منفتحة فعلاً على المزيد من المعرفة والثقافة ومشرقة بالحضور.
مشاركة :