الصين تعزز سيطرتها على «الــــــوباء».. ولقاح بريطاني مرتقب

  • 3/22/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تُسجل في الصين أي إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا المستجد، لليوم الثالث على التوالي، لكن السلطات الصحية أعلنت عن 41 إصابة إضافية «مستوردة»، فيما أكد خبراء لـ«الاتحاد» أن نجاح الصين في السيطرة على الفيروس عبر تدابير صارمة دليل على إمكانية المواجهة في الدول الأخرى بالإجراءات الصحية والاحترازية، بينما يستعد علماء بريطانيون لإجراء تجارب للقاح على الحيوانات والبشر. وبالمقارنة مع فبراير حين كانت الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد بالآلاف، تمت السيطرة عملياً على الوباء في الصين، حيث ظهر المرض للمرة الأولى. وسجلت الصين 81 ألف إصابة بالإجمال، لا يزال 6013 منهم مرضى، وفق السلطات الصحية. وانخفض عدد الوفيات أيضاً بشكل كبير في الصين، مع الإفادة عن سبع وفيات فقط، أمس، في مقاطعة هوبي مركز انطلاق الوباء. ورحبت منظمة الصحة العالمية الجمعة بالجهود التي بذلت للتصدي للفيروس في ووهان، المدينة الكبيرة الواقعة في وسط الصين، حيث ظهر فيروس كورونا المستجد في ديسمبر. واعتبر خبراء وباحثون لـ«الاتحاد» أن نجاح الصين في السيطرة على كورونا المستجد عبر التدابير الصارمة بارقة أمل للعالم بأسره. وتقول الدكتورة داليا سمهوري، مدير برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية الدولية: «إن تجربة الصين في السيطرة على المرض تؤكد إمكانية إبطاء انتشار الفيروس واحتوائه عبر إجراءات صارمة وسريعة». وأكدت سمهوري لـ«الاتحاد» أن تدابير الصين قابلة للتطبيق عالمياً، مثل العمل المجتمعي لتحديد الأشخاص المرضى وتقديم الرعاية اللازمة ومتابعة جهات الاتصال وإعداد المستشفيات وعيادات لإدارة الحالات واستيعاب زيادة عدد المرضى وتدريب العاملين الصحيين. وأضافت: «إن عدم وجود إصابات في الصين واستقرارها عند مستويات منخفضة يقابله انتقال بؤرة الفيروس إلى أوروبا، وهو ما يتطلب الاستفادة من التجربة الصينية»، مشددة على أهمية مشاركة المعلومات والمبادئ التوجيهية والدروس والنتائج، التي يمكن أن تساعد البلدان على الاستجابة بشكل أفضل للجائحة. وصنفت منظمة الصحة العالمية عدوى كورونا المستجد جائحة عالمية. وقال الدكتور محمد علي، أستاذ الفيرسات بالمركز القومي للبحوث بمصر: «إن هناك تجارب على دواء كان موجوداً بالفعل وله نتائج جيدة في مواجهة الفيروس»، معتبراً ذلك دليلاً على إمكانية السيطرة على الفيروس وبارقة أمل للعالم. وأوضح علي لـ«الاتحاد» أن نجاح الصين يعود إلى الإجراءات الحاسمة والقوية التي اتبعتها، لافتاً إلى أن الخطوة المقبلة التي تعمل عليها الصين ووصلت لنتائج فيها هي الوصول لعلاج ولقاح للفيروس للقضاء عليه ووقف انتشاره بصورة كاملة. ومن جانبه، قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بكلية العلوم جامعة عين شمس في مصر، إن سيطرة الصين على الفيروس دليل على أن الوسيلة الوحيدة المتاحة الآن للسيطرة عليه هي الإجراءات الاحترازية وتضامن الأفراد مع الدولة في قراراتها المتعلقة بمواجهة تفشي المرض. ودعا عقبة في تصريح لـ«الاتحاد» إلى الاستفادة من تجربة الصين وتعميمها في الدول التي تحولت لبؤر لانتشار الفيروس خصوصاً في أوروبا، مطالباً أفراد المجتمع بضرورة الاستجابة لدعوات الدول والالتزام بالإجراءات الاحترازية المتبعة وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية. إلى ذلك، يستعد العلماء البريطانيون لبدء تجارب اللقاح الجديد ضد فيروس «كوفيد-19» على البشر والحيوانات في قاعدة العلوم السرية الحكومية «بورتون داون». وذكرت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أن العلماء سيقومون باختبار الدواء، المصنوع في جامعة أكسفورد، على الحيوانات في قاعدة ويلتشير الأسبوع المقبل قبل تجربته على البشر في شهر أبريل. وتشير الصحيفة إلى أن تجارب المرحلة الثانية ستبدأ قبل أن تُعرف نتائج التجارب على الحيوانات، مع انتشار الفيروس بشكل كبير في المملكة المتحدة. وقال مدير معهد «جينر» في أكسفورد، أدريان هيل، لصحيفة «الجارديان»: «إنهم يبحثون عن طرق لتسريع الاختبار بأي طريقة ممكنة»، مضيفاً: «هذا ليس وضعاً طبيعياً». وأوضح: «سنتبع جميع متطلبات السلامة التجريبية القياسية، ولكن بمجرد أن يكون لدينا لقاح يعمل، نتوقع أنه سيكون هناك مسار سريع لنشره لإنقاذ الأرواح، وكلما زاد عدد اللقاحات التي يمكننا تقديمها في وقت أقرب، كان ذلك أفضل». ومع ذلك، حذر الخبراء من أنه رغم سرعة التجارب، فإن إنتاج اللقاح ليس وشيكاً، وقال البروفيسور روبن شاتوك من قسم الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن: «إن اللقاحات ضد فيروس كورونا لن تكون متاحة على نطاق واسع حتى بداية العام المقبل على الأقل». ويعتبر لقاح جامعة أكسفورد واحداً من عشرات اللقاحات في مراحل مختلفة من التطور حول العالم. وتلقى الأشخاص الذين خضعوا للتجارب البشرية هذا الأسبوع جرعة من لقاح أميركي، طوره معهد كايزر بيرمينت واشنطن للأبحاث في سياتل، وهو ما جعلهم أول من يتم تطعيمهم ضد فيروس كورونا في العالم.

مشاركة :