أفصح تقرير تشاؤمي أجراه 30 عالماً من علماء الأوبئة في جامعة «إمبريال كوليدج» البريطانية في لندن أن الحل المزعج للكثيرين هو أشهر طويلة من العزل الاجتماعي، الأمر الذي جعل الكثير يعلقون على أن هذه الدراسة متشائمة للغاية. العزل المنزلي ليس كافيا مع نمو أزمة فيروس كورونا تتخذ بعض الدول خطوات شديدة لإبطائها، حيث يضطر السكان الآن إلى الاحتماء لمدة 21 يوماً، ويغامرون بالخروج لأمور ضرورية مثل شراء الأغراض الهامة. لكن الدراسة الجديدة التي لم تتم مراجعتها حتى الآن، تقول إن هذه الإجراءات أيضا ربما لا تكون كافية لمنع حدوث طفرات لاحقة في الحالات التي ستطغى على المستشفيات. وأضافت الدراسة أنه حتى مع وجود لقاح - وربما بعد 18 شهرا من الآن - فإنه قد يتعين على الحياة أن تتغير جذرياً مع ضرورة العزل الاجتماعي الكبير، وذلك لوقف انتشار المرض. انتشرت الدراسة خلال اليومين الماضيين، وتسببت في كثير من الجدل، حتى بيل جيتس وجد أن الدراسة متشائمة للغاية. 2.2 مليون وفاة في أمريكا يقدم العلماء الذين أشرفوا على الدراسة مشورات لحكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وذلك من خلال وضع نماذج لفهم ما يحدث، وذلك من خلال رسم منحنى يحدد إمكانات الدولة الطبية والإجراء والقرارات الصحية. وأضافوا في حال اتخذت الولايات المتحدة قرارا بعدم فعل شيء تجاه كورونا، فإن رقم من ستكون حالتهم حرجة ويحتاجون إلى أسرة هو 300 مريض لكل 100 ألف، بمعنى أن يكون هناك 2.2 مليون حالة وفاة في أمريكا، ونصف مليون وفاة في المملكة المتحدة. إستراتيجية هامة لتقليل الوفيات في إحدى الإستراتيجيات التي أطلقها الباحثون، فسيتم عزل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بـفيروس COVID-19 في منازلهم، كما سيتم عزل الآخرين المحتمل تعرضهم للفيروس، وسيعزل كبار السن، وكل هذا يمكن أن يساعد في تقليل الوفيات إلى النصف، والعبء على نظام الرعاية الصحية بنسبة الثلثين، لكن الباحثين وجدوا أيضا أنها ستؤدي إلى وفاة مئات الآلاف، وستغرق المستشفيات كثيرا بالمرضى لدرجة أنهم سيضطرون إلى اتخاذ قرارات مفجعة بشأن من سيحصل على السرير الأخير المتبقي في وحدة العناية المركزة أو الوصول إلى جهاز التنفس الصناعي. تقول الدراسة إنه في إيطاليا والصين كان على الأطباء بالفعل أن يقرروا من الذي يحصل على العلاج ومن الذي سيحرم منه. وبينما يكتب فريق «إمبريال كوليدج» أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الإجراءات الصينية المتطرفة ناجحة حقا، إلا أن بيل جيتس يقول إن هناك أمثلة للنجاح في جميع أنحاء العالم. إجراءات صارمة لمنع تفشي الفيروس اقترح الباحثون إجراءات أكثر صرامة تصل إلى حد التباعد والعزل الاجتماعي، وهو الأمر الأكثر جنونا والفكرة التي لا يمكن أن يستوعبها المليارات من البشر. وهناك أيضا سبب للاعتقاد بأن هذا التقرير متشائم بشكل مفرط، وليس من الواضح أن النماذج التي يستخدمها صحيحة. ويعتقد عدد من العلماء أنه في حال وصل اللقاح المناسب في وقت سريع، فقد يتمكن الناس من القيام بعمل أفضل لعزل أنفسهم دون الحاجة إلى إبعاد اجتماعي واسع النطاق. فيما اقترحت مجموعة واحدة على الأقل من العلماء أن الإغلاق سيكون قصيرا نسبيا. إجراءات صارمة اقترحتها الدراسة سيتعين على الجميع ممارسة العزل الاجتماعي وليس فقط المعرضين للخطر يرجع ذلك جزئيا إلى أن الفيروس مُعدٍ حتى قبل أن يعاني الشخص المصاب من أي أعراض سيتم عزل المصابين وعزل أسرهم إغلاق المدارس والجامعات لفترة طويلة جدا تطبيق إجراءات العزل بالقوة في حال عدم الامتثال