إمّا أن تتزوجيني أو تصبحي لي جارية

  • 6/12/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت شكرانا خليل علوي زوجها في الحرب في منطقة دور الزور، حيث كان زوجها الذي انشق من الأمن السوري، والتحق بالمعارضة قد قُتل خلال أسابيع قليلة من التحاقه بالجبهة. جاءتها رسالة في مسكنها بدور الزور تبلغها بأن قذيفة صاروخية أودت بحياة زوجها. كانت شكرانا تعمل معلّمة وتعيش مع ابنها مصطفى، ولأن زوجها يعتبر خائنًا للسلطات فقد حرمت السلطات الحكومية شكرانا من الالتحاق بعائلتها في الحسكة الواقعة تحت قبضة جيش بشار. وهكذا لم يبق أمام شكرانا غير أن تظل لوحدها مع ابنها مصطفى في دور الزور، وتطوعت بالتدريس في مدارس خصصها الجيش الحر في المناطق التي يسيطر عليها. وتصادف أن رآها أحد مقاتلي جبهة النصرة تسير بين المدرسة والبيت، فطلب منها أن تتزوجه في البداية، ظنّت شكرانا أن الأمر مجرد مزحة لكن المقاتل أصبح يلحُّ عليها بواسطة زوجة أحد الجيران. رفضت شكرانا عرض الزواج، وردّت بحياء بأنها لا تفكر حاليًّا في الزواج. كانت لا تزال ذكرى زوجها عالقة في ذهنها، إضافة إلى أنها لا تعرف هذا المقاتل الذي اتضح فيما بعد أنه أحد مقاتلي داعش المتخفين في فصيل قتالي آخر. وعندما دخل مقاتلو داعش دور الزور عيّنوه ليرأس مجموعة مقاتلين، فجاء إلى بيت شكرانا، وطرق باب البيت، وهددها قائلاً: إن لم تتزوجيني خلال يومين تصبحين لي جارية، ومِلكَا لي. هنا لم يبق أمام شكرانا خليل إلاّ الهرب. وهكذا خلال يوم واحد نفذت الهرب بمساعدة زملاء زوجها في الجيش الحر عن طريق مركب عبرت به متخفية من نقاط التفتيش في الطرقات، إلى أن وصلت إلى مدينة أورفا على الحدود التركية، وهناك عبثًا حاولت شكرانا البحث عن عمل بالتدريس أو المطاعم، ولم تجد عملاً، لكن ابنها مصطفى التحق بمدرسة مجانية لأبناء اللاجئين السوريين، وأصبحت تعيش مع ابنها في غرفة صغيرة بأطراف المدينة بلا ماء، ولا كهرباء، وتفكر في الكيفية التي تؤمّن فيها حياة مستقبل ابنها في ظروف صعبة للغاية، علمًا بأنها لم تستجب أبدًا لأي طرق ملتوية تؤمّن لها الأموال، ولا تزال شكرانا صامدة. ومثلها كثيرات من اللاجئات السوريات ممّن فقدن عائلهنّ.

مشاركة :