أشعل "عيد الأم" موجة جديدة من المخاوف في بريطانيا من أن يتسبب بارتفاع في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وهو ما دعا رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى تجديد الدعوة للبريطانيين بالبقاء في منازلهم. ويحتفل البريطانيون بعيد الأم يوم الـ22 من مارس/آذار في كل عام، ويُعتبر مناسبة تقليدية سنوية تجتمع فيها العائلات، كما تتبادل الهدايا والورود، ويتناول أفراد الأسرة الطعام الجماعي في المساء على مائدة العشاء. ويحل "عيد الأم" في بريطانيا بعد أن ارتفعت أعداد الإصابات بكورونا إلى أكثر من 5000 حالة، من بينها 233 حالة وفاة. ووجّه رئيس الوزراء بوريس جونسون رسالة مفتوحة للبريطانيين دعاهم فيها إلى التخلي عن الاحتفال التقليدي بـ"عيد الأم"، وأضاف: "إن أفضل هدية يمكن أن نقدمها لأمهاتنا في هذا اليوم هو تجنيبهن مخاطر الإصابة بالفيروس الخطير جداً". وتابع: "هذا يعني البقاء بعيداً عنهن". كما دعا أمهات بريطانيا إلى الاستمتاع بعيدهن داخل المنزل، مقترحاً أن يجلسن في راحة ويتركن لأطفالهن فرصة إعداد وجبة الغداء لتناولها داخل المنزل. في سياق متصل، قالت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية في تقرير لها اطلعت عليه "العربية.نت" إن الرسائل التي تخرج عن رئيس الوزراء عادة ما يكون وراءها جيش من الذين يقومون بإعداد المسودة وصياغة المفردات، إلا أن بوريس جونسون الذي كان يعمل صحافياً في السابق قبل أن يتحول إلى العمل السياسي يرفض أن يتدخل أحد في صياغة رسائله وخطاباته وينفرد بكتابتها بنفسه. ونقلت الصحيفة عن مصادرها في مكتب رئيس الوزراء قولها إن "الرسالة التي وجهها للبريطانيين في عيد الأم كتبها بنفسه في منزله". وقال جونسون في الرسالة: "عيد الأم هو اليوم الذي نحتفل فيه بتضحية وجهود أولئك الذين أعطونا الحياة، وأنا أعلم أنه في جميع أنحاء البلاد ثمة الملايين من الناس يستعدون للقيام بشيء خاص". وتابع: "إلى جانب بطاقة معايدة وباقة زهور، أنا أعلم أن كل واحد منا يستعد لزيارة أمه ومعايدتها ورؤيتها بشكل شخصي ليُظهر لها حجم الحب"، لكن جونسون حث الأبناء هذه المرة على عدم زيارة أمهاتهم بشكل شخصي والاستعاضة عن ذلك بالاتصال الهاتفي ومكالمات الفيديو واستخدام تطبيق "سكايب" من أجل التواصل. وتابع: "لا يمكننا إخفاء هذا التهديد. إذا كانت والدتك مسنة أو معرضة للخطر، فإنني أخشى أن جميع الإحصائيات تظهر أنها أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا". وكان جونسون قد قال يوم الجمعة الماضي، إنه يأمل أن يرى والدته، البالغة من العمر 77 عاماً، في عيد الأم. لكن مكتبه قال فيما بعد إنه سيتحدث معها عبر "سكايب". يشار إلى أن المخاوف من انتشار كورونا تتزايد أكثر فأكثر في أوساط البريطانيين الذين يتهافتون على شراء السلع الأساسية وتخزينها من أجل تجنب الخروج من المنازل في حال انتشار المرض بصورة أكبر.