لم يختلف المشهد كثير عن الكتاب والأدباء المصريين فهو يتشابه إلى حد كبير بوضع الكتاب والأدباء في البلدان المختلفة، فالكل يتعامل مع الوضع الراهن بحذر شديد في مواجهة فيروس كرونا، هذا ملخص ما قاله الكاتب والشاعر السورى "هوشنك أوسي"، والذي يقطن في مدينة اوستند البلجيكية، خلال حديثه مع "البوابة نيوز" عن أيام العزل والعزلة.وقال أوسي: "شأني شأن أي إنسان في هذا البلد، الاختلافات تكاد تكون طفيفة، بلدٌ ضربه الوباء، محاصر ببلدان ينهشها الوباء. أعيشُ في مدينة أوستند البلجيكيّة على بحر الشمال، بيننا وبين بريطانيا البحر، بلدي موبوء، محاصر ببلدان موبوءة؛ فرنسا، ألمانيا، هولندا، لا منفذ لنا سوى البحر، جيوش الوباء لم تحتل البحر بعد، تصارع بريطانيا؛ تلك الامبراطوريّة التي لم تغب عنها الشمس، ربما ينجح الوباء في إطفاء المتبقي من شمسها.وأكد "أوسي" على أنه ملتزمٌ بالبقاء في المنزل منذ ما يزيد عن أسبوع، ويخرج نادرًا جدًّا لشراء بعض الأشياء من السوبرماركت أو لرمي القمامة، حيث قال:"ألتزمُ بيتي، تنفيذًا للتعليمات. أشعرُ بقليل من الخوف، الخوف ملحُ الحياة، حين يكون إحدى المحفّزات أو الدوافع لحماية الحياة، ما العيبُ في أن أخاف على نفسي من المرض؟ الخوف إذا تحوّل إلى هستيريا وسُعار، كفيلٌ بتدمير الحياة. أنا أحبُّ نفسي، لأنني أحبُّ أسرتي؛ زوجتي، أولادي، أمي، أخوتي وأصدقائي، لا أريدُ أن أكون جرحًا في حياتهم".واستكمل حديثه: "لم أغيّر عاداتي، أقرأ، اشرب القهوة، النبيذ، الشاي، لدي مأونة للقراءة؛ الكتب التي اقتنيتها من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقراءات مؤجّلة أخرى، قبل الحَجر الصحّي "الطوعي"، كنتُ أشتغل على رواية. واتتني فكرة رواية أخرى، بدأتُ أشتغل عليها، ووضعت السابقة جانبًا، أحيانًا أكتب مقالات، أتواصل مع الأصدقاء، أحيانًا على فيس بوك، أنشر على صفحتي ما أريد نشره".وأختتم، "لن اسمح للوباء بأن يجبرني على تغيير شيء، يمكن أن أتخلّى عن أشياء، إذا فاقَ ضررُها فوائدَها، حتّى الآن، ما زالت على قيد الحياة والأمل، أنا كائن هشّ، مناعتي ضعيفة، أمام المرض والنساء الجميلات، وكل ما هو جميل في الحياة، لذا، أحاول تحصين نفسي، مع يقيني بأنني سأفشل في ذلك، واثقٌ من نفسي بأن الوباء الزاحف باتجاهي، سيفشل في انتزاع الاعترافات منّي. هناك أشياء يجب أن تبقى معي، حين أغادر الحياة. لست قلقًا كثيرًا. وحزينٌ على الذين يفقدون أحباءهم".
مشاركة :