مع تزايد المخاطر التي أصبح يمثلها فيروس كورونا أو الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا المستجد، أو كوفيد 19 طبقًا للاسم العلمي، أصبح لزامًا على كل شخص أن يتحرى أقصى درجات الوقاية الصحية حتى لا يُعرض نفسه والآخرين لخطر الإصابة بهذا الفيروس الذي للأسف لا يوجد له علاج حتى الآن، ولما كانت أكثر المخاطر تنصب في أماكن التجمعات والعمل التي تضم العديد من الأشخاص، كان اتباع إجراءات الوقاية الذاتية بها هي الأكثر إلحاحًا وضرورة. وبما أن الصين قد أعلنت خلوها من الإصابات الجديدة بفضل ما اتبعته من إجراءات صارمة للوقاية ونشر الوعي الخاصة بخطورة المرض وكيفية الوقاية السلمية منه، كان حريًّا بنا أن نتعلم من التجربة الصينية في كيفية الوقاية ونكون على دراية بأحدث ما توصلت إليه الصين من معلومات طبية وعلمية مؤكدة بخصوص الوقاية من كوفيد 19، ومن حسن الحظ أن مركز مكافحة الأوبئة والفيروسات في مقاطعة جيانغسو الصينية قد أعد في الأيام القليلة الماضية دليلا عمليا مخصصا للأشخاص الذين يذهبون لأماكن التجمعات وخاصة منشآت ومكاتب العمل، فقد حرصنا على أن ننقل هذه التجربة الموثقة والمعتمدة من الجانب الصيني لكل شركة ومؤسسة وجهة بالدول العربية، آملين أن يكون هذا الدليل معينًا على التعرف على خطورة الفيروس أولا وضرورة اتخاذ كافة إجراءات الوقاية منه ثانيا. لذلك نقدم هذا الدليل العلمي المصوَّر في طبعته العربية بالتعاون بين مجموعة بيت الحكمة للثقافة ومجموعة جيانغسو للتقنيات العلمية ودار نشر العنقاء التعليمية بجيانغسو ومركز مكافحة الفيروسات والأوبئة بالصين، ونسمح ونرحب ونشجع أيضا أي طريقة يُستخدم بها هذا الدليل سواء بالنقل أو الاقتباس أو الطبع والتوزيع المجاني، لتحقق الفائدة التي نسعى إليها من تقديمه وهي نشر روح وثقافة الوقاية بين الشركات والعاملين وتجنب الإصابة قدر المستطاع، مع تأكيدنا أن أفضل طريقة للوقاية هي المكوث بالمنزل وعدم الخروج إلا لضرورة قصوى، ولما كان العمل للعديد منا هو أحد الضرورات القصوى، فإننا نتمنى أن يطبق كل موظف وشركة ومنشأة ومؤسسة ما ورد في هذا الدليل من خطوات وقاية لننقذ أنفسنا وأهلنا وأحباءنا وبلداننا من الوقوع في خطر انتشار هذا الوباء الذي اجتاح العالم. والله من وراء القصد