عُرِفَ أبناء الجزيرة العربية ببراعتهم في مجال الطب وعلاج مختلف الأمراض من الكسور والجروح وصولًا إلى الأمراض المزمنة، وتميّزوا في بعض العقاقير الطبية منذ القِدم، بل وطوروها؛ حتى كان لها الفضل بعد الله في شِفاء حالات مرضية بعضها وصلت لمراحل متقدمة. «دارة الملك عبدالعزيز» وثقت هذا التاريخ، وهذه العلاقة بين العرب والطب منذ القدم وذكرت أن أيام خلافة بغداد كان الطب الأكثر تقدمًا في العالم موجودًا في شبه الجزيرة العربية، وكان الأطباء يعتمدون على بعض الدلالات لكشف الأمراض آنذاك. عرفت أسواق الجزيرة العربية العقاقير المختلفة والمفيدة كالمطهرات والمسهلات، كما أُستخدِم الزئبق في علاج مرض الزهري، بالإضافة إلى استخدام هذه العقاقير؛ فإن العلاج بالكي الفعلي يتمتع كما كانت تتمتع المراهم بسعة انتشار، حيث كانت تسمى بأسماء جذابة فمثلًا «باب السلام» هو مرهم شديد الرواج في البحرين وعلى الساحل الشرقي. وكانت تُستعمل الكمادات في أحيان كثيرة، واستعمالها الأكثر شيوعًا في شبه الجزيرة العربية، كما تعلم العرب من الغرب قيمة التطعيم ضد مرض «الجدري»، حيث استطاعوا أن يطوروا لقاحًا فعالًا ضد ما سمي بـ»الجمرة الخبيثة»، والتي كانت تقتل المواشي. الجراحة عند العرب مثيرة للاهتمام أكثر من الطب نفسه، حيث تعتبر معالجة الكسور من أكثر الأمور نجاعة وحذاقة عند العرب إلى حدٍ كبير ومن أكثر العمليات التي برع فيها العرب عملية انحراف الأهداب، حيث كانت حالة شائعة نتيجة للتراخوما. وكان ينتشر مرض «السل» بشكلٍ كبيرٍ في شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في مجتمع البدو الرُحّل، وقيل إن سبّبه قد يكون لإصابة إبلهم به، ومن ثم تنتقل العدوى لهم، كما أن هناك مجموعة من الأمراض غير المعروفة، مثل الزائدة الدودية. وذكرت الدارة أن الطب في الجزيرة العربية لم يكن خدمة شخصية، بل هو خدمة مجتمعية. الكي كان علاجاً ناجعاً عند العرب
مشاركة :