القاهرة - قنا: قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن «الدولة الوطنية العربية تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة في حدتها وخطورتها، ولن تستطيع الدول العربية مواجهتها فرادى، ما يؤكد أن الأمة لم تكن في يوم من الأيام أحوج إلى جامعة الدول العربية، منها الآن». وأضاف أبو الغيط، في بيان له أمس، بمناسبة العيد الماسي لتأسيس الجامعة العربية، أن «العرب لن يستطيعوا اللحاق بالعصر وحماية مقدراتهم المادية والبشرية إلا حين يقتنعون بأن أمنهم القومي هو وحدة واحدة.. وكل لا يتجزأ»، مؤكدا أن الجامعة العربية لا تعاني أزمة وجود. وشدد على أن الدول العربية ما زالت بحاجة إلى مفهوم متطور وشامل للأمن القومي العربي، وأن المسافة بين الطموح والواقع لا تزال كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التكامل الاقتصادي، مشيرا إلى أن إصلاح العمل العربي المشترك مطلوب بل واجب شريطة أن يكون بمنطق البناء لا الهدم، وبهدف تطوير ما هو قائم وليس تبديده، خاصة أن أحدا لا يملك برنامجا بديلا لما توفره الجامعة، بمجالسها ومنظماتها المتخصصة، من آليات وأدوات للتنسيق والتعاون بين الدول العربية». ووجه أبو الغيط، بهذه المناسبة، مناشدة «بإسكات المدافع ووقف الصراعات على كافة الجبهات العربية المشتعلة، في سوريا واليمن وليبيا»، وقال إن «بعض هذه الأزمات، وبالذات في سوريا واليمن، كانت له كلفته الإنسانية الهائلة».. وفي سوريا على وجه الخصوص، أجمع الكثيرون على أن البلاد تواجه أخطر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، مع وجود نحو نصف السكان بين أماكن اللجوء والنزوح، وأنه منذ اشتعال المواجهات في شهر ديسمبر الماضي، شرد نحو مليون سوري. وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اليمن يعاني هو الآخر منذ ثلاثة أعوام، من تفشي وباء /الملاريا/ الذي تجاوز عدد المصابين به نحو 116 ألفا حتى أكتوبر الماضي، معتبرا أن هذه الأوضاع الإنسانية الخطيرة هي «عرض للمرض الأصلي وهو استمرار النزاعات»، قائلا: «لقد آن للمدافع التي يقتل بها أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض أن تسكت، خاصة أن الوضع العالمي في مواجهة جائحة /كورونا/ يجعل من استمرار مثل هذه النزاعات نوعا من العبث». ودعا أبو الغيط كافة الأطراف إلى «وقفة صادقة مع النفس».
مشاركة :