عدم الالتزام بالحجر الصحي المنزلي يهدر جهود مكافحة كورونا

  • 3/23/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - عبدالحميد غانم وهبة البيه: أكّد خبراء أنّ عدم التزام البعض بإجراءات الحجر الصحي المنزلى الذي أقرته وزارة الصحة العامة يُعد شرعاً كالفرار من الزحف، وتصرفاً غير مسؤول يهدر جهود الدولة في الوقاية من انتشار الفيروس، مشددين على أن الالتزام بالحجر الصحي المنزلى واجب شرعي وأخلاقي، وضرورة أن نحكّم عقولنا لنحافظ على أنفسنا وأهلنا ومجتمعنا والالتزام التام ببيوتنا وعدم الخروج إلا للضرورة، فالعقل والدين يفرضان اتباع الإجراءات الاحترازية، كما أن حفظ النفس واجب شرعي ويكون بالالتزام بالإجراءات الوقائية. وقال هؤلاء في تصريحات خاصة ل الراية: الدولة سخرت كل إمكاناتها وتبذل جهوداً كبيرة لمكافحة المرض واتخذت إجراءات احترازية ووقائية للحفاظ على سلامة وصحة الناس، ومنها الحجر الصحي المنزلى، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته ويتعاون مع الدولة وقاية له ولأسرته ولمجتمعه، لافتين إلى أن تعاليم الدين بيّنت لنا طريقة وأسلوب السيطرة على النوازل مثل وباء كورونا، والتي منها الحجر الصحي المنزلي أو المؤسسي، والنظافة، والعزل الاجتماعي.   خالد فخرو:  الحفاظ على سلامة الآخرين واجب وطني قال خالد فخرو: إن الحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين في مثل هذه الظروف يُعتبر واجباً وطنياً، وعلى الجميع الالتزام بكافة القرارات والإجراءات الصادرة بهذا الشأن وعليهم التأكد من أنها فترة مؤقتة وستمر. وشدد على ضرورة التكاتف معاً والتعاون مع الجهات المعنية لسلامة الجميع ، لافتاً لأهمية الجلوس في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى فقط ،مع الاستفادة من هذه الفترة في أنشطة مفيدة للأبناء ولمّ شمل الأسرة. وطالب بضرورة التزام المواطنين والمقيمين بالقرارات الصادرة من الجهات المسؤولة ، مشيراً إلى ضرورة تطبيق القانون على المخالفين لتلك القرارات لأن المخالفين لا يمثلون خطراً على أنفسهم فقط ولكن على جميع من حولهم. لافتاً أن العمل عن بُعد أو التعليم عن بُعد ليس فرصة للتنزه والخروج من المنزل ولكنه أحد الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي المرض بين أفراد المجتمع.   د. أحمد الساعي:  التعهد التزام أخلاقي تجاه المجتمع يقول د. أحمد الساعي- خبير تربوي-: الأمر هنا مسؤولية أخلاقية وتربوية، فهؤلاء الأشخاص وعدوا وتعهدوا بالالتزام بالحجر المنزلي بعد قدومهم من الخارج وكان عليهم احترام وعودهم وتعهداتهم لأن عندنا الكلمة وعداً فما بالنا بتعهد مكتوب فهذا التزام أخلاقي بالإساس. ويضيف: نحن نتحدث هنا عن عدوى يمكن أن تنتشر بين الناس، وبالتالي أنت بذلك وعدم التزامك تهدر جهود الدولة في مواجهة الفيروس والوقاية من انتشاره لذلك أرى أنه هذا تصرف مشين للغاية. وتابع: كان على هؤلاء من ناحية تربوية وأخلاقية الالتزام بمبادئهم وأخلاقهم لكنها ثقافة تنم عن عدم مسؤولية تجاه أنفسهم وأسرهم أو ومجتمعهم وبلدهم. أحمد العنزي: مُخالفة التعليمات استهتار بأرواح الناس أكّد أحمد فهد المعجل العنزي أهمية مواصلة العمل الجاد في هذا الوقت الصعب ، وأن مثل هذه الأزمة لن تمر إلا بالتكاتف والتعاون ومواصلة الروح الإيجابية وتعزيز الوعي الفردي والجماعي، والالتزام بما يصدر من الجهات المعنية من توجيهات وتعليمات في سبيل مواجهة هذه الجائحة. وأوضح أن دولة قطر اتخذت جميع التدابير اللازمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا وأنه على جميع من يعيش على أرض الوطن أن يتبع التعليمات التى اتخذتها الجهات المعنية، لافتاً إلى ضرور أن يحافظ الجميع على سلامة المجتمع وأن يحترم الموقعين على قرارات الحجر المنزلي التعليمات الصادرة من وزارة الصحة العامة. وأضاف: إن من يخالف كل ذلك قد يضر مجتمعاً كاملاً دون استثناء، ولهذا الاستهتار بأرواح الناس والتعليمات الصادرة من الدولة يُفترض أخذ أقصى إجراءات قانونية حيال المستهترين، وشدد على أهمية توعية الشباب بضرورة الابتعاد عن الأماكن المزدحمة وعدم مخالطة الآخرين وتجنب التجمعات مهما كان نوعها، مُشيداً بالإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة بمنع التجمعات على الكورنيش والشواطئ والمخيمات ،مطالبين الجهات المعنية والداخلية بالتعامل بحزم وتطبيق القانون مع المخالفين.   محمد الدحاديب: عقوبات رادعة على المُخالفين بدون استثناءات أكّد محمد الدحاديب - عضو اللجنة الاستشارية للشباب أهمية الالتزام بالإجراءات التي وضعتها الجهات المعنية والتذكر دائماً أنها إجراءات لصالحنا جميعاً وأنها مؤقتة ،وأهم شيء هو اتباع جميع القرارات المنصوص عليها سواء التوعوية أو الاحترازية. وأشار إلى ضرورة الحزم في تطبيق القوانين على المخالفين للقرارات وان تكون العقوبات رادعة بدون أي استثناءات، لأن المخالفين للقرارات، خاصة العزل المنزلي لا يمثلون خطراً على أنفسهم فقط ولكنهم خطر على جميع من حولهم ،مثمناً ما قامت به الدولة من إجراءات لمنع التجمعات على الكورنيش والشواطئ والمخيمات، مطالباً الجهات المعنية والداخلية بالتعامل بحزم وتطبيق القانون مع المخالفين. ولفت إلى أن الالتزام بالقرارات هي مسؤولية إنسانية بالمقام الأول ودينية حتى أنه في العصور القديمة في الإسلام إذا أصيب أحد البلدان بوباء يتم عزله وحظر التجول فيه حتى القضاء على الوباء، مشيراً إلى أنه على الجميع مواطنين ومقيمين ووافدين أن يتكاتفوا جميعاً للسيطرة على الفيروس المستجد، وتكاتفنا هو السبيل الوحيد لتخطي الأزمة.   د. يوسف الصديقي: الالتزام بتعليمات الجهات المختصة واجب شرعي قال د. يوسف الصديقي، العميد السابق بكلية الشريعة بجامعة قطر: الالتزام بقرارات وإجراءات الحجر الصحي لاحتواء فيروس كورونا واجب شرعي وأخلاقي وقيمي فلا تضر بنفسك وأسرتك ولا تضر بالآخرين « لا ضرر ولا ضرار». ويضيف: الدولة سخرت إمكاناتها بالكامل لمواجهة هذا الفيروس للحفاظ على سلامة وصحة الناس وفي المقابل علينا نحن دور وهو إعمال العقل والإرادة والتحلي بالمسؤولية والالتزام التام ببيوتنا وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، لأن الأمر جلل وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية بالحجر المنزلي أولاً، وقبل أي شيء آخر، لأن في هذا الالتزام حفاظاً على النفس وعلى من حولنا وعلى المجتمع بأكمله وعلى الدولة ومواردها ومقدراتها وجهوزيتها وخدماتها ومستشفياتها، ولندرك أن مستشفيات الدولة على حجمها وقدراتها وعددها وكوادرها لا تتحمل الأعداد الكبيرة من المصابين بهذا الفيروس. وتابع بالقول: علينا أن نفكر في مثل هذه الأمور التي لو أخلصنا التفكير فيها لما تجرأنا على الخروج من الحجر المنزلي الذي ينبغي أن نفرضه على أنفسنا ذاتياً. ويواصل د. الصديقي بالقول: نحن المسلمين لله الحمد والمنة نجد في ديننا السكينة والطمأنينة، وكثيراً من التعاليم التي من شأنها أن تبيّن لنا طريقة وأسلوب السيطرة على النوازل مثل وباء كورونا هذا، والتي منها الحجر الصحي المنزلي أو المؤسسي ، والنظافة، والعزل الاجتماعي. وقال: توجيهات الرسول، صلى الله عليه وسلم، كثيرة وعديدة، منها إذا سمعتم بانتشار الطاعون بأرض فلا تدخلوها، أما إذا انتشر الطاعون في مكان خلال وجودك فيه فلا تغادر هذا المكان، وقال أيضاً المصابون بأمراض مُعدية يجب إبقاؤهم بعيداً عن الآخرين الأصحاء. وأضاف: العقل والدين يفرضان علينا ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان استقرار وسلامة ورفاهية المجتمع وأفراده. وأوضح د. الصديقي، أن الفطرة السليمة تفرض علينا النظرة الجامعة بين العقل والدين المطالبة بضرورة أخذ الحيطة والحذر من خلال الحجر الصحي الذاتي أو المؤسسي، فالعقل يلزمنا به كالبقاء على الثغر ( أي الجانب الذي يدخل منه العدو) في حالة الحرب، ولذلك الخروج من الحجر الصحي الذاتي أو المؤسسي يُعد شرعاً كالفرار من الزحف، الذي هو من كبائر الذنوب، وعلينا أن نحكّم عقولنا وديننا ولنحافظ على أنفسنا وأهلينا ومجتمعنا ودولتنا.   أحمد البوعينين: الإجراءات الاحترازية تحفظ النفس يقول الداعية أحمد البوعينين: لا شك أن الدولة بمختلف جهاتها ومؤسساتها تقوم بمجهودات جبارة للوقاية من انتشار فيروس كورونا واتخذت إجراءات احترازية ووقائية من أجل ذلك، ومنها الحجر الصحي لوقاية الناس من الفيروس وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته ويتعاون مع الدولة وقاية له ولأسرته ولمجتمعه. ويضيف: نقول للناس القادمة من الخارج ، ليس معنى أنك قادم من الخارج والجهات الصحية طلبت منك الحجر الصحي كإجراء احترازي أنك مصاب بالفيروس فقد تكون مصاباً وقد لا تكون ولكن هذا إجراء وقائي للتأكد من إصابتك بالفيروس من عدمه حفاظاً عليك وعلى أسرتك ومجتمعك فلماذا لا تلتزم، وتخرج من الحجر الصحي لتضر الناس فهذا أمر لا يقبله الشرع ولا العقل والأخلاق والعادات والتقاليد التي نشأنا وتربينا عليها. ويواصل البوعينين: حفظ النفس واجب شرعي ويكون ذلك بالالتزام بقرارات وإجراءات الحجر الصحي الذي حددته الدولة إما الحجر الرسمي في مستشفيات وزارة الصحة العامة أو الحجر المنزلي بعزل نفسك عن أسرتك وأنا شخصياً أعرف أناساً عادوا من السفر وقاموا بعزل أنفسهم بمنازلهم في غرفة خارجية منعزلة تماماً عن المنزل يأكلون ويشربون في أطباق وأكواب بلاستيكية والتزموا بما قررته وزارة الصحة وبعد قضاء فترة ال 14 يوماً ذهبوا للمستشفى للفحص والتأكد من وجود الفيروس من عدمه والحمد لله نتائجهم جاءت سلبية. ولفت إلى أن الصين سيطرت على الفيروس خلال 50 يوماً بإرادة والتزام شعبها الذي ظل ملتزماً بالبقاء في المنازل طيلة هذه الفترة، عكس إيطاليا التي لم يلتزم فيها الناس بالبقاء في المنازل والإجراءات الاحترازية فانتشر الوباء ولم تستطع السيطرة عليه وهذه دروس ينبغي الاستفادة منها بالالتزام التام بقرارات الحجر الصحي وعدم الخروج من المنازل إلا في حالة الضرورة القصوى فقط. ولفت إلى وعي الناس في قطر بقيامهم بإغلاق مجالسهم التي كانت تظل مفتوحة على مدار24 ساعة فكل شخص يجب أن يكون أميناً على نفسه وأهله ووطنه والناس جميعاً، لأن الدين يأمرنا بطاعة ولي الأمر وعدم الإضرار بالغير، ولذلك علينا مسؤولية بعد أن أغلقت الدولة المدارس والحدائق والكورنيش والمساجد للوقاية من فيروس كورونا.

مشاركة :