حتى يتسنى لجنيفر باترسون علاج جنود يعانون اضطرابات كرب ما بعد الصدمة، تحولت إلى أدوات مرتبطة بألعاب الفيديو، وتحديدا جهاز الواقع الافتراضي الذي تنتجه شركة وباترسون طالبة الهندسة بجامعة بيتسبرغ الأميركية، درست البرمجيات المستخدمة في النموذج الأولي لجهاز العرض الذي يوضع على الرأس، ليبتكر أوضاعا افتراضية مثل إحدى مدن منطقة الشرق الأوسط، أو طريقا صحراويا يتعين على الجنود تجنبه، لمساعدتهم على التعافي من مرض اضطرابات كرب ما بعد الصدمة. وتتعشم باترسون أن يتفهم الأطباء والمعالجون على أحسن وجه هذه التقنيات، وكيف يمكن الاستفادة منها لعلاج مرضاهم. وباترسون واحدة ضمن فريق من الباحثين ممن استخدموا هذا الجهاز في مجال العلاج التجريبي، وفي دراسات تتراوح بين علاج مرضى الغلوكوما، وتخفيف آلام المصابين بالحروق. وفي حين لا تتوافر تقديرات للحجم المحتمل لتطبيقات الواقع الافتراضي في السوق في مجال الرعاية الصحية، يقول محللون إن النجاح في هذا المضمار ربما يحث على التوسع في الاستعانة بها في مجموعة متنوعة من الصناعات والمجالات، مثل التعليم والموضة ووسائل الإعلام والاتصالات. والحجم المحتمل لهذه الأسواق ضخم، ربما يتجاوز 5 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وفقا لبعض التقديرات، لاسيما أن استخدامات جهاز الواقع الافتراضي تجاوزت مجرد ألعاب الفيديو. وفي حين أن أجهزة أوكيولوس لن تتوافر للمستهلك قبل عام 2016، أنتجت الشركة نماذج تجريبية لهذا النظام، وباتت متاحة للمبتكرين والمطورين منذ عام 2013، مع توقع توافر مجموعة متنوعة من التطبيقات لمن يقبلون على شراء الأجهزة بعد إطلاقها رسميا. وأجهزة الواقع الافتراضي ليست جديدة على مجالات الطب والعلاج، لكنها ليست متوافرة، إذ أن الأطباء والباحثين يدفعون من 30إلى 300 ألف دولار لشراء أجهزة ومعدات محاكاة، في حين تطرح أوكيولوس الجهاز للمطورين بمبلغ يتراوح بين 350 إلى 400 دولار. ويقول الأطباء والباحثون إن أجهزة الواقع الافتراضي الطبية باهظة الثمن، لا تزال مطلوبة لدراسات معينة بسبب دقتها في رصد التحركات الحساسة، ولأن المرضى الذين يعانون حروقا شديدة في الوجه لا يمكنهم استخدام جهاز أوكيولوس. وأنتجت شركات أخرى منها سوني وسامسونغ ومايكروسوفت وغوغل وإتش تي سي أجهزة للواقع الافتراضي، أو هي في سبيلها لذلك، إلا أن أوكيولوس وزعت أكثر من 100 ألف من منتجها.
مشاركة :