أكد عضو هيئة تدريب، ومدير مشروع قياس الإنتاجية بمعهد الإدارة العامة الدكتور سعد القحطاني، أنه ومع انتشار جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19" التي انطلقت من مدينة ووهان الصينية إلى أنحاء العالم، ظهر لنا جليًا الدور الكبير الذي لعبه المثلث الذهبي المتمثل في القيادة، والتكنولوجيا والبيانات في تشخيص الأزمة، والعمل على مواجهتها فعلى مستوى القيادة، أدركت حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، خطورة الموقف منذ البداية فتعاملت مع الموقف بجدية تامة وبادرت باتخاذ قرارات جريئة لم تكن ارتجالية أو مبنية على حدس أو توقع بل كانت مدعمة ببيانات، وإحصائيات، ومعلومات من مصادر موثوقة محلية، ودولية أشارت إلى خطورة الحدث. وقال القحطاني: "ومن جانب آخر برزت التكنولوجيا والبيانات الضخمة كلاعب أساسي له دور محوري وهام في مواجهة تلك الأزمة ولعل التجربة الصينية في هذا الجانب جاءت لتقدم للعالم أنموذجاً حياً واقعياً وعملياً في توظيف البيانات الضخمة في مواجهة كوفيد-19، حيث أشارت العديد من التقارير الدولية إلى أن الصين استخدمت الروبوتات للقيام بالعديد من الوظائف بهدف تقليل الاحتكاك بين الأشخاص والحد من انتقال العدوى وانتشار الفيروس، فوظفتها في التمريض، والتعقيم واكتشاف الحالات المصابة، وتوصيل الطلبات، واستخدام الشرطة لخوذ ذكية تكشف الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس من خلال قياس درجة حرارة الجسم عن بعد". وما لم يدركه العديد من الناس بالأمس وتحديداً قبل أزمة كورونا حيال الاهتمام الكبير لقيادتنا الرشيدة بهذا المثلث الذهبي، يأتي هذا اليوم وفي ظل هذه الأزمة ليستيقنوا أن هذا الأمر جوهري وضروري لتحقيق الطموحات ومواجهة الأزمات. ولا غرابة في ذلك عندما ركزت قيادتنا الحكيمة على القدرات البشرية وعلى رأسها القيادات، والتكنولوجيا، والبيانات في رؤيتها الواعدة –رؤية المملكة 2030، والذي تمت ترجمتها على أرض الواقع إلى برامج ومبادرات وتنظيمات إدارية متنوعة، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج تنمية القدرات البشرية، وإنشاء أكاديمية تطوير القيادات الإدارية بمعهد الإدارة العامة، بالإضافة لبرنامج التحول الوطني وما تضمنه من أهداف تسعى لتطوير وتعزيز البنية التحتية التقنية والحكومة الإلكترونية والتحول الرقمي، وتحويل المصلحة العامة للإحصاء والمعلومات إلى الهيئة العامة للإحصاء وما شهدته من تغيير كبير في مجال العمل الإحصائي بالمملكة، وإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي وغيرها، وهذا المثلث يظل القائد والمحرك الرئيسي لبقية تلك العوامل والجوانب. إن ما تمتلكه المملكة من قيادات جديرة، ومن بنية وقدرات تقنية جيدة ساهم في استمرار العملية التعليمة وقيام منظمات القطاعات الثلاثة العام والخاص وغير الربحي بإنجاز مهامها وتقديم خدماتها عن بعد من خلال التقنية وبشكل جيد، كل هذا يؤكد بأننا تحت ظل قيادة حكيمة ذات بعد نظر وتستقرئ الواقع والمستقبل بعمق وتمعن وحريصة كل الحرص على جعل بلادنا في مصاف الدول المتقدمة، فمن كان يعتقد بالأمس بأنه ترف وموضة عابرة لدى الكثير مثل القيادة وإدارة الأزمات، التكنولوجيا وتطبيقاتها العملية مثل العمل والتعليم عن بعد، وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، يرى اليوم أنه حاجة ماسة.
مشاركة :