أكد أستاذ نظم المعلومات الإدارية، أحمد الدوسري، أن الأوبئة والأزمات بجميع أشكالها هي مدعاة لشعور الإنسان بالضعف، والخوف من المستقبل المجهول، حيث يكون في موضع بين رغبته بالوصول للمعلومة الصحيحة، وعدم قدرته على التصديق بسبب تباين المعلومات المتداولة. ويضيف الدوسري: يجب علينا التأمل بالتاريخ ودراسة علاقة الإنسان مع الأزمات بشكل أكثر موضوعية، فالكوارث الطبيعية هي بحد ذاتها أحداث يعانيها العالم سنويًا ويتسابق الجميع لرصد النتائج التي تخلّفها متجاهلين دور مراصد تحليل البيانات؛ وهي مراصد تدرس البيانات بشكل مختبري كـ "النظرية المختبرية في عدم الانحياز"، وتحلل حيثيات الحدث بالنوع والكم والكيف في آن واحد حتى نصل إلى صورة أقل ضبابية عن مسببات الأزمة سواء كانت من الطبيعة أو من فعل الإنسان. ويشير إلى أن إدراك الحكومة الصينية منذ بداية الأزمة بضرورة تفعيل تكنولوجيا المعلومات لمحاربة هذا الوباء الجامح، ومن أهم هذه التقنيات التي تصدرت المشهد تقنية "الذكاء الاصطناعي"، والتي تُسهم في تتبع الفيروس بشكل أكثر دقة، واستطاعت الكثير من الشركات الصينية العاملة في مجال نظم الذكاء الاصطناعي بتزويد العاملين في الخطوط الأمامية بأحدث التقنيات لاكتشاف المرض ورصده عبر برمجيات تنقب وتحلل البيانات من خلال كاميرات قياس الأشعة فوق البنفسجية. ويوضح الدوسري أن أفضل مثال على الاستفادة من نظم دعم اتخاذ القرار ما نشاهده في توجيه القيادة الحكيمة السعودية في العديد من القرارات لمنع وصول فيروس كورونا المستجد إلى المملكة احترازًا وحرصًا من حكومتنا لرعاية مصالح المواطنين والمقيمين على أراضيها، ومثل هذه القرارات الحازمة تكون بناء على دراسات تحليلية دقيقة ومن خلال نظم متقدمة تساعد صاحب القرار في اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة. ويقول الدوسري: "لا أبالغ إذا قلت إن البيانات أغلى مورد على وجه الأرض حيث بادرت السعودية بقيادة خادم الحرمين منذ إعلان حكومة الصين عن تفشي الوباء بتشكيل مرصد الوقاية من فيروس كورونا بالتعاون مع المرصد الصحي العالمي، حيث تضافرت أجهزة الدولة بقيادة وزارة الصحة وهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي وعدد من المنظمات المحلية في تثقيف وتأمين جميع مرافق الدولة للحد من انتشار الفيروس، ويتضمن هذا المرصد نخبة من علماء الرعاية الوقائية وعلماء في مجال جمع وتنقيب وتحليل البيانات. ما يبث روح الطمأنينة في قلب كل مواطن سعودي هو معرفة أن المملكة من الدول السباقة في تفعيل وتشكيل مثل هذه المراصد الوطنية التي من شأنها أن تُسهم في رصد البيانات للوقاية من أي تحديات طارئة.
مشاركة :