قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن القوات الأمريكية التي سترسل إلى مركز عمليات جديد في قلب منطقة الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لن تشترك في القتال لكنها ستقوم بكل شئ تقريبا -باستثناء القتال- لدعم الجيش العراقي. ويقول المسؤولون الدفاعيون الأمريكيون إن مهام القوات التي سترسل إلى قاعدة التقدم الجوية ستشمل جوانب عدة بدءا من المشورة للقادة العسكريين العراقيين حول كيفية ضمان أن يكون مع الجنود ما يكفي من الذخيرة وانتهاء بدمج القوة الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الخطط القتالية. ووافق أوباما يوم الأربعاء على نشر ما يصل إلى 450 عسكريا للعمل مع الفرقة الثامنة بالجيش العراقي التي تعاني من انخفاض الروح المعنوية وتحاول إعادة تنظيم صفوفها لتخرج في نهاية المطاف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرمادي التي اجتاحوها الشهر الماضي. ويعمل أمريكيون بالفعل في عدة قواعد أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد في تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها ودعمها بعد أن حققت نجاحا محدودافي مواجهة لإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون حاليا على أجزاء كبيرة من البلاد خلال الثمانية عشر شهرا الماضية. لكن العملية في قاعدة التقدم الجوية القريبة من نهر الفرات على مسافة 75 كيلومترا غربي بغداد والتي تقع بين مدينتين كبيرتين تسيطر عليهما الدولة الإسلامية تضع القوات الأمريكية في قلب القتال. وتبعد القاعدة 25 كيلومترا فقط الى الشرق من الرمادي عاصمة محافظة الأنبار ونحو 15 كيلومترا إلى الغرب من الفلوجة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية أيضا. واستخدمت القوات الأمريكية التي احتلت البلاد للإطاحة بصدام حسين في 2003 تلك القاعدة المتاخمة لبحيرة الحبانية وتقع في أرض تواتر النزاع عليها وهي أرض مألوفة لكثير من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب السابقة. وكانت الفرقة الثامنة في الجيش العراقي في الرمادي عندما اجتاحها متشددو الدولة الإسلامية في ابريل نيسان وانتقد المسؤولون العسكريون الأمريكيون أداءها. وشكك وزير الدفاع آشتون كارتر فيما اذا كانت لدى القوات الإرادة للقتال. * بث روح جديدة وقال المسؤولون الأمريكيون إن دور القوات الأمريكية في قاعدة التقدم الجوية سيكون أيضا محاولة بث روح جديدة في القوات العراقية وكذلك المساعدة في برنامج لتجنيد مقاتلين جدد من العشائر السنية في المنطقة. وكان مقر برنامج الجيش العراقي لاستقطاب مقاتلين من العشائر السنية في الرمادي لكنه نقل الى التقدم حين سقطت المدينة. وسئل الكولونيل ستيف وارين وهو متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) إن كانت القوات الأمريكية ستشارك في مساعدة العراقيين في خطة استعادة الرمادي فقال "بالتأكيد." وقال إن الخبراء العسكريين الأمريكيين سيساعدون ضباط الجيش العراقي في "وضع خططهم للعمليات المستقبلية ويساعدونهم في تحسين نظمهم داخل وحداتهم ليكونوا قادرين على القيام بالعمليات... واستخدام قواتهم بشكل أفضل." وقال وارين إن البعثة لأمريكية في التقدم لن تضم -على الأقل في البداية- العناصر اللازمة للقيام بالتدريب على المهارات القتالية والذي يجري لآن في أربعة مواقع أخرى بينها قاعدة الأسد الجوية الموجودة في غرب محافظة الأنبار. وقال إن البعثة ستقدم المشورة للعراقيين "بشأن كيفية القيام بكل شئ من نشر قواتهم على الوجه الأمثل الى تحسين نظمهم اللوجيستية وزيادة قدراتهم المخابراتية وكيفية القيام بعملياتهم الإدارية." وقال وارين إن ذلك يمكن أن يشمل وضع إجراءات لضمان وصول الذخيرة إلى الجنود الذين يحتاجون إليها أو الاستبدال السريع لبندقية لم تعد تصلح للقتال. وفي العموم يمكن أن يعمل الضباط الأمريكيون مع كبار الضباط العراقيين في التخطيط للمعارك. وقال "الأهم من ذلك... أننا عندما يكون لنا مستشارون ومعاونون هناك حيث يجري التخطيط لعمليات مستقبلية سيمكننا دمج القوة الجوية للتحالف في تلك الخطة بمزيد من الوضوح والفاعلية." وقال المسؤولون الدفاعيون إن أقل من ربع القوات الأمريكية التي سترسل إلى قاعدة التقدم الجوية ستشارك في مهمة التدريب والمعاونة بينما سيتولى الباقون أمر الأمن ومهمات أخرى. وللولايات المتحدة حاليا 3100 جندي في أماكن أخرى بالعراق.
مشاركة :