اتخذ الله ملجأه، فأعطاه أفضل مما سأل وأكرمه بأكثر مما أراده، فرزقه الله ثقة بنفسه ومناعة تقف حاملة السهام كى ترمى بها اليأس كلما حاول الاقتراب منه.بجوار كرسيه المتحرك يقف هيثم، قائلًا: سأتركك ذات يوم كى أهديك لمكافح جديد، ليرى أننى كنت من مستخدميه، بينما راح يشفع لى كفاحى من النهوض من عليه ومواصلة حياتى الطبيعية التى أكافح لأجلها.. أريدك أن تكون لك الكلمة العليا ولا تسمح لأحد بأن يحبطك وستنهض من فوقه وتتركه.يقول «هيثم عادل»: كنت شابًا سليمًا ١٠٠٪ وأراد الله أن أصاب إصابة بالغة، ومن آثار الإصابة دخلت في غيبوبة أكثر من ٣٠ يومًا، ولما قمت من الغيبوبة تفاجأت بأننى غير قادر على الحركة تمامًا، فدخلت في اكتئاب وانهيار بسسب ما حدث.ويواصل: بعد فترة استطعت أن أتغلب على كل هذا، فتغلبت على اليأس والإحباط، وقررت عدم الاستسلام للإصابة، ودخلت مجال السباحة واجتهدت وتمرنت كتيرا جدا، ودخلت بطولات كثيرة، أول بطولة كانت كأس مصر، فكنت الرابع في كأس مصر وثانى بطولة دخلتها كانت بطولة الجمهورية أقيمت في استاد القاهرة، ثم حصلت على ثالث الجمهورية ثم أقوى بطوله دخلتها كانت بطولة الجمهورية للسباحة المفتوحة في البحر وحصلت على الميدالية الذهبية والمركز الأول في المسافات الطويلة في البحر بطول ٧٥٠ مترا، ثم سباق جرى كرسى بطول ٥ كيلومترات على كورنيش السويس. وتابع: لم أكتف بالسباحة فالتحقت أيضًا بلعبة كرة السلة للكراسى المتحركة وأشياء أخرى كثيرة، كان من المستحيل أن أصل إليها أو أحققها وأنا سليم، ظللت أدخل بطولات محلية كبيرة، وعالمية، وهناك بطولات لم أستطع دخولها بسبب عدم توفر إمكانيات معينة، وأطالب القائمين على كرة السلة لذوى الاحتياجات الخاصة بدعمنا، لأننا ببساطة شديدة نتكفل بالصرف على أنفسنا في كل ما يخص التدريب والمشاركة. ويتابع: هناك مخرج سمع قصتى فزارنى بالبيت، وطلب منى أن أحكى له عن كل ما ينقصنا، فحكيت كل شىء له، بداية من حياتى الطبيعية التى كنت أعيشها مثل الشباب وعدم تخيلى في أى لحظة أنه ستصل بى الحال لما أنا عليه، وكذلك تخلى الفتاة التى كنت مرتبطًا وأهلها عنى بعد تعرضى للإصابة، وعن محاولات عديدة من أهلى لمساعدتى وعن اليأس والظلام اللذين كانا على موعد معى لفترة طويلة حتى أكرمنى الله بعدم الاستسلام لها بل والتغلب عليها حتى الآن.واستطرد: بعد سماعه قصتى كاملة اتفق مع أحد كتاب السيناريوهات وقاموا بطرحها علىَّ واتفقنا على وضع اللمسات النهائية بعد الاتفاق مع بعض الممثلين، مؤكدًا أن سنبدأ تصويره هذا الأسبوع وبعد الانتهاء منه سيتم عرضه بدار الأوبرا المصرية، لأنه من نوعية الأفلام القصيرة.ويختتم كلامه، «ربنا كان كريم معايا وادانى فرصة كبيرة إنى أحقق أحلامى وطموحاتى من خلال التغلب على اليأس والإحباط وممارسة الرياضة».
مشاركة :