ترأس سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء بدار سلوى، أمس، بحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم. وقال صاحب السمو، خلال الجلسة: «لا يسعني في بداية هذا الاجتماع إلا أن أسجل شكري وتقديري لأخي رئيس الوزراء وإخوانه الوزراء والوزيرات على تفضلهم يوم أمس الأول باقتراح خوفاً علي أن أخرج خارج البلد وأنضر في كورونا، أقدر ذلك كل التقدير، وهذا يجعلني أحس منكم بالولاء لأخوكم وأبوكم يمكن الكبير، الحمد لله الآن نحن كلنا مجتمعون ولا يسعني إلا أن أقدم الشكر والتقدير لأخي رئيس الوزراء والوزراء والوزيرات على ما قاموا به من جهد». وأضاف سموه: «قالوا عن الكويت إنها هي الوحيدة، يمكن بين العالم، التي سبقت الآخرين في مواجهة هذا المرض الخطير وهو مرض كورونا، الشيء الثاني أود أن أسجل الشكر الكبير لأخي مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة والأخ رئيس مجلس الوزراء على تعاضدهما مع بعضهما وبناء جسر بين مجلس الأمة والحكومة حتى يفهما أعضاء مجلس الأمة بالوقائع والحقائق كلها، وكانت هذه لفتة، وخلقا جسرا يتصل به كل أعضاء مجلس الأمة». إعلان الطوارئ وتابع: «الحمد لله نجحت هذه الفكرة، نجحت بفضل تعاونهم وتعاضدهم مع بعضهم، ووصلوا إلى النتيجة التي ترونها الآن حتى إن وصلوا إلى حد إعلان الطوارئ وكانوا هم يطلبونه، قبل أن تفكروا فيه، كل هذا بفضل تعاون الرئيسين مع بعضهما، وأرجو أن يتم هذا التعاون إلى أن يفرجها الله». وأكد سموه «أننا أحسن من العالم الآخرين، والآن وقد اجتمعنا مع بعض يسعدني أن أشكر كل فرد من إخواني الوزراء والوزيرات بجانب رؤسائهم الذين قاموا بعمل جبار يعجز اللسان عن شكره». وقفة جادة وأضاف: «إن جئنا إلى وزير الصحة الدكتور فنسميه الديكتاتور مع كل أوامره، وهي كلها في صالح حياة المواطن وعيشته، والحمد لله كل الذي عمله لم تجد أي أحد انتقده، وهذا دليل تقبُّل الشعب الكويتي لهذا الموضوع، وأنه ضد هذا المرض اللعين، والاخوان كلهم، ولا أنسى وزارة الداخلية ولا وزارة الدفاع ولا الوزارات الأخرى، الإعلام والتجارة، جميعهم والحمد لله وقفوا وقفة جادة»، داعياً وزيرة الأشغال إلى أن تستغل الفرصة الآن «لأن تصلح الطرق التي تحتاج إلى تصليح. لا أريد أن أطيل. كل الكلام اللي بقوله قلته في خطابي للآخرين إنما هذا لنا بعضنا البعض... أشكركم». فخر وأعرب سموه عن شكره لوزير الصحة، «وطريقة الوزارة محل فخر، وفريقها الطبي سواء كان أطباء أو ممرضين أو مساعدين او ممرضات أو أي عامل فيها، فهم فعلا قاموا بعمل جيد، وأنت على رأسهم، ونحن شاكرون لك في هذا الموضوع، واستمر ولا تتعب وإخوانك كلهم وياك، معك رئيس الوزراء، وهو والحمد لله فحل، وقال أحط واحد فحل ثاني، وامشوا في طريقكم اللي تشوفونه في نفس الوقت». وأضاف: «نسيت حالة واحدة لم أقلها، وهي الشكر والتقدير لكل من قدم خدمة إلى بلده وساعده، مَن دفع المال، ومَن دفع شركاته ومَن دفع أوتيلاته ومَن دفع كثيراً من أشيائه وضحى فيها لبلده، ولا أعتقد انه في بلد ثانٍ حصل ما حصل في الكويت، فشكرا لكم جميعا، وشكرا لكل الجمعيات الخيرية التي قامت بمقام طيب، وقامت بإعطاء المحتاجين خارج الكويت، الذين يدعون لكم بالصحة، ويدعون لكم بزوال هذا المرض الخبيث، إن شاء الله، وأتمنى أن يستمروا بعملهم الخيري، ولا أنسى إخواننا سواء في الدفاع ومساعدتهم والحرس الأميري والجيش والداخلية، كثر الله خيرهم، وعلى كل حال سمعنا كلمة الأخ وزير الصحة، لكن الآن نفكر ما هو المستقبل». من جانبه، أعرب سمو ولي العهد عن شكره لصاحب السمو «على هذه الكلمات اللي أوضحتها لأبنائك، لا شك أن سموكم تفضلتم بالإشادة بأجهزة الدولة التي قامت طبعاً، بتوجيهات سامية من سموكم، بتطبيق هذه التعليمات والتوجيهات اللي صدرت من سموكم، ولا شك إحنا مهما يعني امتدحنا ما قاموا به فهو قليل بحقهم، فهم واجهوا الخطر بأنفسهم وتركوا عائلاتهم وأولادهم وجابلوا وتطوعوا لحماية بلدهم من هذا الجلل اللي الله سبحانه وتعالى فرضه على بلدنا وعلى دول العالم كله». إجراءات احترازية وأضاف سموه: «نتقدم بالشكر والتقدير لكل الأجهزة اللي قامت بهذا الحدث وقامت بمكافحة المرض والإجراءات الاحترازية اللي أبدتها، فهم يشكرون عليها الحقيقة بالتعاون الحكومي مع مجلس الأمة، الحقيقة أن تعاونهم في هذا الجلل هو ما ينهي إن شاء الله هذا المرض عن دول العالم، لكن احنا مثل ما تفضل سموكم طال عمرك نشيد بإخواننا المسؤولين وبأجهزتهم الذين قاموا بالدور الكبير وأدوه على أكمل وجه، ولاشك أن هذا الموضوع ليس بالحدث الأول في الكويت وسبق أن حصل حدث ثالث أو رابع مثل هذا النوع والله سبحانه وتعالى نجى عباده من هذا الوباء اللي أصاب فيه الكويت». أدوار جبارة وتابع: «لا شك أن الأجهزة قامت بأدوار جبارة، وكل اخواننا المواطنين اللي قاموا بالتطوع تطوعوا بهذا الحدث، جزاهم الله خيرا، وأبدوا كل اهتمامهم وعملهم وطاقاتهم وحطوا ايدهم في إيد بلدهم، ونشكرهم كل الشكر والتقدير على ما قاموا به، فقد ضحوا بكثير من الأمور وهذا بتوجيهات سموكم، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع هذا البلاء عن بلدنا وعن دول العالم أجمع ان شاء الله، شكرا يا صاحب السمو على مجهودك، إحنا عارفين تواصلك بالليل والنهار مع أبنائك مجلس الوزراء والمسؤولين وتحثهم على كل التوجيهات اللي قاموا بها على أكمل وجه». بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد: «سيدي حضرة صاحب السمو بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن اخواتي واخواني اعضاء مجلس الوزراء أتقدم بتحية اجلال وتقدير لسموه»، مؤكداً أنه «منذ استشعار الخطر في هذا الوباء وتوجيهات سموكم كانت تقودنا لمواجهة هذا الامر الجلل وتسخير كل إمكانيات الدولة لمواجهته، ونقلت لإخواني في مجلس الوزراء كلام سموك بأن أرواح الناس في رقابكم وهذه مسؤوليتنا بأننا نسخر كل إمكانيات الدولة لمواجهة هذا الوباء». وأضاف الخالد: «منذ البداية كلما اشتدت علينا الظروف كنا نلجأ إلى مرفأ آمن هو صاحب السمو للاستماع إلى التوجيهات، وكلما طلبنا رأياً في موضوع وجدنا أكثر مما كنا نفكر فيه، وهذا كان خير عون لنا في مواجهة وإدارة هذه الأزمة كما كان الدعم والمساندة من سمو ولي العهد خير عون لنا في هذه المرحلة». وزاد: «أتقدم أيضا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن اخواني واخواتي بمجلس الوزراء إلى الاخ مرزوق على الغانم رئيس مجلس الامة وإلى اعضاء مجلس الامة بالشكر على كل الدعم والمساندة وعملنا كفريق واحد في هذه الظروف الصعبة التي تمر فيها بلادنا»، مؤكداً أن «ما وجدناه من تنسيق ومن آراء ومن مقترحات كان مفيداً لنا، ونقل نبض الشارع وتواصلنا أعطانا صورة اوضح لكل ما نريد ان نقوم به من اجراءات». الخطوط الأمامية وشدد على أن «فرقنا في الخطوط الامامية والخطوط المساندة ضربت مثلا رائعا على مواجهة الخطر، وكانت توجيهات صاحب السمو بدعمهم معنويا وماديا وتوفير كل السبل للتسهيل من مهمتهم، هذا العمل امامنا باستمرار وكيفية ترجمة توجيه سيدي صاحب السمو لهؤلاء المواجهين للخطر المباشر». وأضاف الخالد: «حسب توجيه سموكم فعلنا خطة الطوارئ منذ بدء الأزمة، فنحن نواجه عدوا شرسا وقاسيا، ويجب أن يكون التعامل معه واجراءاتنا ايضاً قاسية، وتفهُّم وتقبُّل الشعب الكويتي والمقيمين لهذه الظروف ساعدنا كثيرا في التعامل مع هذه الازمة، واذا اقتضى الامر فسوف نكمل الاجراءات حفظا لسلامة وأمن من يقيم على هذه الارض الطيبة». العمل التطوعي وذكر أن «العمل التطوعي اللي أبنائنا وبناتنا قاعدين يسجلون بالآلاف فيه للقيام بأي خدمة للكويت في أي مجال هذا ايضا محل تقدير»، مؤكداً أن «مخزوننا الاستراتيجي، الحمد لله، وفير وآمن اذا احسنا التدبير وابتعدنا عن الاسراف والتبذير، نحن عندنا خطط طويلة الأمد منذ سنوات لجعل هذا المخزون خير عون لنا في اوقات الطوارئ، وها نحن في مواجهة أزمة شديدة، ويجب ان نحسن التدبير، ونبتعد عن التبذير». المواطنون بالخارج وأضاف الخالد: «حسب توجيه سموك، ايضا بالنسبة للمواطنين في الخارج وطلبتنا في الخارج نولي هذا الموضوع اهتماما خاصا ودراسة متأنية في حصر الاعداد والتنسيق مع وزارة الصحة لعودة كل مواطنينا إلى ارض الوطن والترتيب مع وزارة الصحة للاجراءات المطلوبة في عودتهم، ووصلنا إلى مراحل الآن نستطيع ان نقول اننا جاهزون للعمل لعودتهم ان شاء الله في اقرب وقت ممكن». وأكد أن «ما نمر فيه العالم كله يعاني من هذا الوباء، والتعاون مع منظمات الصحة العالمية وتوجيه سموكم منذ البداية ان نكون صادقين وشفافين في التعامل مع الاعلان عن كل ما يتعلق بهذا الوباء كانت مصداقية الكويت على المحك، لكن الحمد لله كانت الاشادة اللي نسمعها من منظمة الصحة العالمية ومن الاعلام الخارجي». مرحلة احتواء ولفت إلى «أننا نمر بأزمة ما نعرف عمقها ولا نعرف مداها الزمني، لذلك كل خطواتنا حسب المستجدات وحسب تطور الوضع بتوجيه من سموك راح نقوم بها، ونحن الآن في مرحلة احتواء وتسكير كل منافذ نشر هذا الوباء في دولة الكويت»، مؤكداً أن «وزارة الصحة نجحت الآن في القيام بفحص أعداد كبيرة، وإن شاء الله هذا شيء مطمئن أن الامور يعني وصلت في مراحل الفحص إلى نهايتها، وهذا اللي يخلينا جاهزين لعودة المواطنين إلى الكويت».
مشاركة :