حرب النفط وتصادم المنتجين داخل وخارج أوبك

  • 3/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم: سعد عبدالله الكواري: السعودية تسعّر أزمة فشل الاتفاق بين أوبك والمنتجين خارجها بقرار «لا عودة إلى المفاوضات» وضخ مزيد من إنتاج النفط في الأسواق. ويُعد القرار خطوة إضافية على طريق تصعيد المواجهة في الإنتاج مع موسكو، حيث تبنّت الدولتان الخليجيتان السعودية والإمارات الأعضاء في أوبك موقفاً موحداً إزاء المواجهة مع الروس، العضو خارج أوبك عبر قرارهما ضخ كمّيات إضافية توازي 3.6 في المئة من الإمدادات العالمية، تَدخُلُ السوق في وقت يُتوقَّع فيه أن ينكمش الطلب العالمي على الوقود التقليدي والصخري للمرة الأولى منذ عشر سنوات. والدخول سوياً في حرب نفطية ربما لا تقل شراسة، بهدف توجيه ضربة قاضية مزدوجة إلى كل من روسيا التي رفضت الالتزام باتفاق أوبك تخفيض الإنتاج بمُعدّل 1.5 مِليون برميل يومياً حيث تلتزم أوبك بتخفيض مليون برميل يومياً وروسيا نصف مليون برميل يومياً، لرفع الأسعار، في تحد واضح للدول المُنتجة للنّفط الصخري، غالباً أمريكا، التي غمَرت الأسواق بأكثر من مليوني برميل يومياً، ما أدى إلى خفض الأسعار نتيجة حُدوث تخمة في أسواق الطاقة العالمية. ومع تجاوز الإنتاج العالمي من النفط للطلب الآن، أتوقع، أن يضخ العضوان السعودية والإمارات فقط مزيداً من الإنتاج - مع عدم انصياع بقية أعضاء أوبك مثل إيران والعراق وفنزويلا - بهدف دعم الاقتصاد. وقرار السعودية أكبر مُنتج للنفط الخام في العالم ضخ المزيد من النفط والخام، بهدف الاستحواذ والحفاظ على حصة أرامكو في الأسواق، خاصة الأوربية نظراً لتدني الطلب في الصين. وبالنظر إلى دول أوبك فإن لديها الآن حافزاً ضئيلاً للغاية لكبح الإنتاج، في الوقت الذي تبدو فيه أسواق النفط مُكتظة بفائض من المعروض. وعموماً، فإن أسعار النفط عند المستويات الحالية، كانت هي نفسها في يناير من عام 2016، وهي قريبة أيضاً من أدنى مستوى لها خلال 16 عاماً. وتعيش الأسوق حالياً صدمة بسبب الخلاف بين أوبك والمُنتجين خارجها خاصة بين السعودية وروسيا على خفض الإنتاج. ويمثَّل الواقع الحالي انهيار تحالف (أوبك/‏ خارج أوبك) صدمة كبيرة لسوق النفط، ويأتي متزامناً مع تحدٍ إضافي، وهو أننا لا نعرف الصورة الكاملة لما هو قادم من حيث أسعار النفط . saadalkuwari1963@gmail.com

مشاركة :