“الكودري” يكتب لـ”برق”: “فيروس كورونا”

  • 3/24/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

احيانًا تكون الكوارث البشرية كالحروب والتجارب الطبية أو الحربية أو النوازل التي ينزلها الله بالبشر كالأمراض والجوائح ماهي الا لإعادة حياة البشرية وامورهم الى نصابها الطبيعي بعدما خرجت عن مسارها الإلهي التي رسمها الله لها منذ فجر التاريخ وبزوغ البشرية حتى وقتنا الحالي. في لحظة ضعف جلية وواضحة من العالم أجمع وعلى حد سواء سواء العالم الأول أو العالم الثالث أعلنوا عجزهم أمام فيروس كورونا، الذي أجتاح امبراطوريتهم الضخمة سواء العسكرية أو المالية أو الصحية وأعلنوا الاستسلام بل إن بعضهم وكان منكرا وجود الله منصبا نفسه إلها ماديا يظهر أمام وسائل الإعلام قائلا انتهت حلولنا وباقي حل السماء. عندما ننظر الى العالم المتجبر واقصد به العالم الامبريالي صاحب الذرة وما فوقها و دولهم ومقراتهم ووزاراتهم ومطاراتهم تخلو من البشر تتمثل أمامنا عظمة الاية الكريمة وهي تجلل العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه قول الله تعالى( وما أتيتم من العلم إلا قليلا) واضعة هذا العالم الضخم في أنظار ساكنيه أصغر من البعوضة. كان هذا الفيروس كفيلا بإعادة البشر الذين كاد بعضهم أن يتخذ بعضا أربابا من دون الله في المباهاة بالرأسمالية إلى طبيعتهم، فلقد إلتهى الناس بالدنيا واللهث وراء حطامها وغفلوا عن المال والمعاد فبلغوا من تجبرهم على ذواتهم الضعيفة ان اصبح بعضهم يجاهر بمعصية الله في وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض ينكر وجود الله سبحانه وتعالى ويعلن إلحاده بكل فخر بعدما قرأ كتابين في الفلسفة لايعرف عناوينها، واصبح بعضهم يناصب وطنه وقيمه وعروبته العداء والتنقص والبغض. ومن حسنات هذا الوباء أنه جعل المجتمع صغيرهم وكبيرهم سفيههم و عاقلهم يميز بين شخصيات الشدة وشخصيات الرخاء ويعرف أدوار كل منهم ويعرف الضار من النافع لهم. فشخصيات الشدة هي الشخصيات التي يسُتفزع بها في البلاء كالعلماء والادباء والاطباء والجيوش والعسكريين والمعلمين والآباء والأمهات الذين قاموا بدورهم مشاهير التواصل الاجتماعي والذين بعضهم دخله المادي لايبلغ يومية لاعب مشهور او شخصية من شخصيات السناب. عاشت شخصيات الشدة حالة ركود ودفاع مؤقت وحالة جمع بيانات لاستيلاد حلول من رحم المشكلة والطامة التي دهمت المجتمعات. تقف الشخصيات العظيمة أمام شخصيات الرخاء تقدم الأولويات فالاولويات والضروريات فالضروريات إذا أن أي مجتمع مدني اذا بلغت حاجاته الاساسية ذروتها يتجه في المقابل لتحقيق الكماليات من الدرجة الاخيرة في ترتيب الحاجات واستغلت هذه الشخصيات الموقف وركبت الموجة، فقدمت الكمالي على الضروري فختل نظام المجتمع و انحل عقده. دائما هي شخصيات الشدة تظل تحتفظ بأرقامها الاجتماعية ولو في الوجدان لأنها القادرة على تكييف المجتمعات مع الازمات وهي صمام الأمان له،وتبث الطمأنينة في صفوف العامة والخاصة، وإيجاد الحلول واعادة ترتيب الاوراق وكراسي الطاولة، وسرعان ماتعود شخصيات الرخاء الى شخصيات عامة متنكرة للتورم التي كانت تعيشه ويعيشه الكثير من جمهورها حيث انها لاتستطيع ايجاد حلول او مصل لأي أزمة تحل بالمجتمعات سوى أنها تجيد تمثيل حالة الضعف والاستكنان وقلة الحيلة. الازمات وان كانت قاسية ومؤلمة واصابت الكل بالهلع فهي لها جانب مضي تذكر الناس بنعمة الله في كل شي وقد غفلوا عنها وظنوا أنها حق مكتسب ومنها نعمة الحرية والمشي في مناكب الارض بلا قيد او شرط والصحة في الأبدان والوقت والعمل ونحوها. من منن ونعم هذا الوباء انه استطاع ضبط الاسر التي لم يستطيع اربابها ضبطها في النوم والطعام ولزوم البيوت ومعرفة الحاجات الاجتماعية لأفراد الاسرة بعضهم البعض وتنظيم معاشهم وسباتهم وجميع شأنهم. لم تكن الأوبئة أو نحوها من المصائب التي تصيب البشر الا صافرة النذير وناقوس الخطر لأمر بلغ حده ووصل الى درجة لاتطاق استنفدت فيه جميع الحلول والأسباب وإيقاظ للهمم التي تقبع في السبات لإيجاد الحلول والتشمير عن الساعد ومزاحمة العالم المنكب بالمنكب لإثبات الذات. اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ومكروه.   بقلم: الكاتب سعد بن عبدالله الكودري

مشاركة :