استفاد منتخب الإمارات بالتأكيد من درس خسارته الودية الثقيلة أمام كوريا الجنوبية صفر-3، ذلك أنها بينت للمهندس مهدي علي الثغرات التي يعاني منها الأبيض، وهي أمور يعرفها مدرب منتخبنا جيداً وسبق أن حذر منها عندما طالب بتقديم موعد كأس صاحب السمو رئيس الدولة حتى يختتم قبل 3 يونيو/ حزيران الحالي. وتعرض منتخبنا لثاني أقسى خسارة ودية في عهد المدرب مهدي علي أي منذ أن سقط أمام أوزبكستان برباعية نظيفة في لقاء ودي أقيم في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وساهمت المباريات المضغوطة في الموسم الماضي بعد خوض بطولتي كأسي الخليج وآسيا َإضافة إلى دوري أبطال آسيا بالنسبة للأندية إلى إجهاد اللاعبين الدوليين، وهو ما بدا من خلال المستوى المتواضع للفريق أمام كوريا الجنوبية.استفاد الأبيض كثيراً من الدرس قبل أن يستهل مبارياته في منافسات تصفيات مونديال 2018 أمام تيمور الشرقية الثلاثاء المقبل. كما استفاد منتخبنا أيضا من درس الفلبين التي هزمت البحرين حتى يلعب بقوة أكبر أمام تيمور الشرقية، حيث لم تعد هناك فوارق كبيرة بين الفرق الكبيرة وتلك التي يقال عنها إنها صغيرة. ولم تكن الجولة الأولى من التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 وكأس آسيا الإمارات 2019 لقمة سائغة للعديد من المنتخبات الخليجية التي وقعت في مطب وهم الفوارق الفنية المستند إلى التصنيف العالمي للمنتخبات الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا شهرياً. وبخلاف الحضور الممتاز الذي أظهره المنتخب الأردني باكتساحه نظيره الطاجيكي (3-1)، والسداسية المميزة التي حققها المنتخب السوري على حساب غريمه الأفغاني، واقتناص الأزرق الكويتي لفوز غال من لبنان، فإن ما تبقى من نتائج أظهر أن منتخبات غرب القارة بدأت تعاني أمام نظرائها من الذين كانت تتفوق عليها سابقاً بعدد كبير من الأهداف. واذا كانت المؤشرات في الاستحقاقات القارية والدولية الأخيرة قد كشفت عن عمق الهوة بين منتخبات الصف الأول كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران، فإن الجولة الأولى للتصفيات المزدوجة قد أظهرت أيضاً نجاح المنتخبات المغمورة آسيوياً بتجسير الفوارق مع نظيراتها التي كانت في سنوات سابقة تتصدر المشهد القاري. وكان ما تعرض له المنتخب البحريني بمثابة الإنذار للبقية حين افتتح الجولةعربياً بخسارة غير متوقعة على الاطلاق امام المنتخب الفلبيني الذي تقدم بهدفين نظيفين قبل ان تسعف اللحظات الأخيرة لاعب البحرين عبد الوهاب المالود لتسجيل هدف حفظ ماء الوجه في مانيلا. ورغم ما تمتع به المنتخب البحريني المصنف قاريا في المركز (13) من مدة إعداد طويلة تحت قيادة الأرجنتيني سيرجيو باتيستا إلا أنه وقع فريسة لنظيره الذي يحتل المركز (20). ولم تكن تبريرات باتيستا بعد المباراة مقنعة بسبب الصورة الهزيلة التي ظهر عليها المنتخب، وان كان يشفع له أنه بحاجة لمزيد من الوقت مع اللاعبين، وهذا ما وعد به عندما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً. ولم يكن المنتخب العماني أفضل حالا بكثير من شقيقه البحريني. وعلى الرغم من نجاحه في العودة من الهند بالنقاط الثلاث إلا أن ذلك لا يشفع له على الإطلاق بعد أن حقق فوزاً هزيلًا يضعه أمام تحديات تلميع الصورة مجددا ،خاصة وأن الفرصة ستكون متاحة بسبب غيابه عن التصفيات في الجولة القادمة الثلاثاء المقبل. وكما الحال في عُمان، كان على الجماهير القطرية أن تعيش دقائق عصيبة قبل ان ينجح المنتخب العنابي المصنف (9) في آسيا بتحقيق فوز قيصري على نظيره المالديفي المصنف (39) في مباراة احتاج خلالها العنابي إلى 98 دقيقة كي يهز شباك المنتخب المضيف الذي كاد ينجح لاعبوه في نصب فخ غير متوقع للمنتخب القطري الطامح إلى بلوغ المونديال المقبل في روسيا قبل ان تستضيفها بلاده عام 2022. ويبدو ان العنابي سيكون بحاجة إلى الكثير من العمل في الأسابيع المقبلة، خاصة ان المستوى الفني كان مخيباً للآمال لمنتخب عائد للتو من معسكر رفيع المستوى في (مركز سانت جورج بارك) للتدريب في ستافوردشير ببريطانيا، وهو المقر الرسمي لاستعدادات المنتخب الإنجليزي قبل البطولات الرسمية والمهمة. وكان العنابي قد تلقى خلال المعسكر الخسارة في مباراته الودية الثانية أمام المنتخب الأسكتلندي المصنف (28 عالمياً) بهدف نظيف علما أنه سبق وتعادل مع منتخب أيرلندا الشمالية بهدف لمثله. وإذا كان هناك من التمس الأعذار للمدرب الأوروغواياني دانيال كارينيو الذي تسلم تدريب العنابي قبل حوالي شهر تقريبا، وهي مدة غير كافية على الإطلاق للأعداد وفرض الأسلوب، لكن قوله بعد المباراة بضرورة أن نستفيد ونتعلم من كل التجارب ومن كل المباريات، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان المباريات ستكون صعبة والنتائج ستبقى هي الأهم. وإذا كان العنابي قد عانى الأمرين أمام المالديف، فإن الأخضر السعودي بطل آسيا (3 مرات) والمصنف (10) كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج متعادلاً مع المنتخب الفلسطيني (14) بعدما قلب الأخير تأخره من (0-2) إلى (2-2)، قبل ان ينّسل المتألق محمد السهلاوي من بين مدافعي الفدائي مانحا الأخضر فوزا صعبا. ويعتبر صالح الداوود اللاعب الدولي السعودي سابقا ان المؤشر بات خطرا بالفعل ويقول:علينا الاعتراف بأننا تراجعنا، صحيح ان المنتخبات التي كانت ضعيفة تحسنت بشكل طفيف، لكن أعتقد ان مستويات منتخباتنا باتت تحتاج إلى وقفة.
مشاركة :