دبي الخليج: جثة ممددة في منطقة صحراوية، هائمة على وجهها، وحولها العديد من علب المشروبات الكحولية، هذه هي الصورة التي شاهدها مجموعة من الرجال الآسيويين، وقدموا بلاغاً بها إلى غرفة العمليات في شرطة دبي. الملامح الأولى للصورة في مسرح الجريمة، كانت تشير إلى تعرض الرجل للاختناق، فكثرة تعاطي المشروبات الكحولية تؤدي طبياً إلى التسبب في هبوط بوظائف التنفس ما يعني أن الوفاة طبيعية. إضافة إلى ذلك فإن علامات جثة الرجل كانت تشير إلى تعرضها لإصابات وسحجات بسيطة، تتواكب مع السقوط والارتطام بالأرض جراء الدخول في حالة من السكر الشديد، ولا توجد طعنات سكين أو إصابات معينة على الجثة، تؤكد وقوع جريمة، غير أن الطب الشرعي في شرطة دبي لا يقف عند الصورة الأولية، فالأطباء المختصون يدققون ويبحرون في التفاصيل لإظهار الحقيقة. فك الألغاز الرائد الدكتور خالد حسن البريكي رئيس قسم الوفيات في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، يؤكد أن الطب الشرعي يلعب دوراً مهماً في فك الألغاز، ويقدم المساعدة لباقي الإدارات العامة في شرطة دبي من أجل إظهار الحقيقة، وتقديم الجناة إلى العدالة. ويشير إلى أن جثة الرجل وصلت إلى الطب الشرعي، ولم يكتفوا بالمؤشرات الأولية للفحوص بل قاموا بإجراء المعاينة في مكان الجريمة ثم إجراء التشريح والفحص الكامل للجثة، وأيقنوا أن الوفاة فيها حالة من الشك، وأن هناك من قام بالضغط على رأس المتوفى ووضعه في الرمال، وبالتالي منع دخول الهواء إلى المجرى التنفسي له، وهذا يعني أن هناك جريمة. هذه الفحوص القيمة من الطب الشرعي، قادت شرطة دبي إلى إجراء تحقيق في القضية، لتتمكن في نهاية المطاف من كشف غموض الجثة، وتُبين أن صاحبها تعرض فعلاً للقتل على يد صديقه نتيجة خلافات وقعت بينهما أثناء تعاطي المشروبات الكحولية. إجهاض غير قانوني قضية الوفاة السابقة لم تكن الوحيدة التي استطاع الطب الشرعي أن يثبت أنها جنائية، فقد وصل إلى الأطباء امرأة متوفاة، وكانت المؤشرات تشير إلى أنها طبيعية، وخاصة أن المرأة كانت تشتكي من صداع في الرأس، وتوجهت إلى المستشفى ثم خرجت منه، لكنها توفيت بعد مدة بسيطة جداً. أجرى الطب الشرعي الفحوص والتشريح على جثتها، ليتبين أن الوفاة غير طبيعية، وأن هناك سر تخفيه، فالمرأة كانت حاملا وحاولت اجهاض الجنين. ووفقاً للرائد خالد البريكي، فإن الفحوص بينت أن الوفاة كان سببها صدمة نزفية نتيجة محاولة إجهاض غير مكتملة، وأن المرأة كانت حاملا، وحاولت التخلص من الجنين باستخدام أدوات، وبالتالي فإن وفاتها يقف خلفها قصد جنائي. كشف الادعاءات يؤكد الرائد الدكتور خالد البريكي أن الطب الشرعي لا يقتصر دوره على فحص الوفيات، بل أيضاً إظهار الحقائق في الجرائم الأخرى، والتأكد من صحة الادعاءات التي يقولها المشتبه فيهم وحتى الضحايا في البلاغات. وكشف أن جريمة سرقة وقعت في إحدى الشركات، وادعى حارسها أن هناك مجموعة من الأشخاص قاموا بالاعتداء عليه بالضرب باستخدام سلاح أبيض، ليتمكنوا من الاستيلاء على كمية كبيرة من الكابلات. وأوضح أن شهادة الحارس وادعاءاته لم تكن لتنطلي على شرطة دبي، فقد تمت إحالته للطب الشرعي من أجل إثبات حالة تعرضه للاعتداء، وتبين أن الإصابات افتعالية، مؤكداً أن الإصابات كانت واضحة، وعند مواجهته بالحقيقة خضع واعترف بأنه شريك مع باقي أفراد العصابة في التخطيط والتحضير لسيناريو الجريمة. ادعاء الطعن وكشف البريكي عن ادعاءات رجل بتعرضه للطعن من قبل مجموعة من الأشخاص باستخدام سلاح أبيض، حيث كان يسعى من خلال ادعائه إلى تغليظ العقوبة عليهم نتيجة مشاجرة وقعت بينهم. وأوضح أن تفاصيل الحادثة وقعت عندما التقى الرجل بالصدفة مجموعة من الأشخاص في محطة وقود ووقعت بينهم مشاجرة بواسطة الأيدي، إلا أن الضحية ادعى أنهم قاموا بطعنه، لكن أطباء الطب الشرعي في شرطة دبي، كشفوا أن الادعاءات باطلة وأكدوا أن الجروح والطعنات في جسده افترائية.